سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
معهد واشنطن يحلل تعيينات مرسى الاستفزازية.. "تراجر": تعيين عضو من الجماعات الإسلامية بالأقصر يضر بمصالح الولايات المتحدة.. مطالبة أوباما باستخدام سياسة أكثر حزمًا مع الإخوان
توضح الجولة الأخيرة من تعيينات المحافظين التي أصدرها الرئيس المصري محمد مرسي، والتي أُعلنت مساء الأحد، بأنه يفضل تعزيز قاعدته بدلًا من انتهاج حوار حقيقي مع منتقديه، هكذا أكد إريك تراجر، زميل الجيل القادم في معهد واشنطن، في تحليله السياسي بعنوان "تعيينات مرسي الاستفزازية" لتقديم رؤية سياسية لتعينات المحافظين التي قام بها الرئيس مؤخرًا والتي استفزت الكثير من المصريين. قال "تراجر": "على الرغم من تمتع مرسي بالسلطة القانونية لتعيين من يشاء، إلا أن توقيت الإعلان يهدد بتأجيج الوضع السياسي الداخلي الذي يزداد عنفًا، كما أن تعيين عضو من الجماعة الإسلامية حاكمًا على الأقصر يضر بمصالح الولاياتالمتحدة"، مطالبًا إدارة أوباما بالرد على هذه الخطوات. وأضاف "تراجر" أن خطوة مرسي تسير وفق نمط مألوف، فقد وسع مرة أخرى من قوة "الإخوان المسلمين"، في حين عيّن أيضا بعض ضباط الجيش للحفاظ على شراكته الهشة مع القوات المسلحة، مشيرا إلى أن تعيين سبعة من المحافظين السبعة عشر المعينين حديثًا هم من الإخوان، وبذلك يصل إجمالي عدد أعضاء الجماعة إلى عشرة من بين سبعة وعشرين محافظا، وهناك أيضا خمسة من جنرالات الجيش. وأكد "تراجر" أن تعيين عضو "الجماعة الإسلاميةً"، عادل الخياط، في الأقصر يمثل تحولا مثيرا للقلق يفسح المجال أمام جماعة وصفها تراجر ب"الأكثر تطرفا"، مشيرا إلى أن "الجماعة الإسلامية" هي منظمة مصنفة كجماعة إرهابية من قبل الولاياتالمتحدة، قائلا: " كان الأقصر مشهدًا لهجوم شائن وقع ضد مجموعة من السياح خارج معبد حتشبسوت عام 1997، قتل فيه اثنان وستون شخصا". وتابع "تراجر" بأن مرسي يعتبر الآن "الجماعة الإسلامية" عضوا رئيسيا من ائتلافه الحاكم، وذلك يشير إلى حدوث انحدار معادِ في السياسة المصرية، مشيرا إلى تواصل "الجماعة الإسلامية" المطالبة بتحرير زعيمها الروحي، الشيخ عمر عبد الرحمن، الذي أدين في عام 1995 لتشجيعه شن هجمات كبيرة على أهداف مدنية أمريكية؛ ويقضي الآن الشيخ عبد الرحمن حكما بالسجن مدى الحياة في ولاية كارولينا الشمالية. واتهم "تراجر" الجماعة الإسلامية أيضا بأنها المحرض الرئيسي لمظاهرات 11 سبتمبر 2012، التي بلغت ذروتها في الهجوم على السفارة الأمريكية في القاهرة، مضيفا أن توقيت التعيينات يدعو أيضا إلى القلق، فخلال الشهر الماضي، أبرزت المعارضة غير الإسلامية - الضعيفة التنظيم في مصر - أسلوب مرسي المحدَّد في الإدارة خلال عريضة حملة "التمرد"، التي ذكرت أنها جمعت أكثر من 13 مليون توقيع لصالح سحب الثقة عن مرسي والمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وأكد أن المعارضة تخطط أيضًا للقيام باحتجاجات في جميع أنحاء البلاد في 30 يونيو، وهي الذكرى السنوية لتنصيب مرسي، مشيرا إلى احتمال حدوث مصادمات، وخاصة إذا قام الإخوان و"الجماعة الإسلامية" بحشد مؤيديهم للدفاع عن مرسي كما هو متوقع. وذكر "تراجر" أنه تحدث الآن بالفعل اضطرابات كبيرة: ففي يوم الأحد، أصيب سبعة وخمسون شخصًا بجروح خلال اشتباكات وقعت بين "الإخوان المسلمين" والمعارضين في الفيوم، ويوم الإثنين، رد المتظاهرون في محافظات الغربية والمنوفية في دلتا النيل على تعيين محافظين من "الإخوان" بسد الطرق واحتلال مكتب المحافظة، على التوالي. وأوضح أن إدارة أوباما سعت منذ فترة طويلة لتخفيف سياسات مرسي وسلوك الإخوان من خلال اتباعها الدبلوماسية الهادئة، ولكن تحركات القاهرة الأخيرة تشير إلى أن هذا النهج قد فشل، مطالبا واشنطن أن تنأى بنفسها عن الانخراط مع حكومة مرسي عبر الإدلاء بتصريحات علنية قوية، وعليها تشجيع الحلفاء الغربيين بأن يحذو حذوها. وعلى الرغم من غير المرجح أن يسفر هذا النهج الأكثر حزمًا - من قبل الولاياتالمتحدة - عن حدوث تغييرات فورية بالنظر إلى التزام جماعة الإخوان المسلمين على ما يبدو بحكم محددًا، إلا أن الانتقادات الأمريكية الحادة سوف تجبر القاهرة على إعادة التفكير في تعيين أعضاء "الجماعة الإسلامية" في المستقبل - حسبما أكد تراجر - فليس لدى "الإخوان" مصلحة في خلق أزمة مع واشنطن في الوقت الذي تتصاعد فيه التحديات الداخلية. وقال "ترايجر" إنه من خلال انتقاد - إدارة أوباما - تحركات مرسي بصورة علنية، يمكن لإدارة أوباما البدء بمكافحة الرأي السائد بصورة متزايدة في مصر، الذي يفيد أن واشنطن تدعم الإخوان إلى أقصى درجة، مشيرا إلى أنه يمكن لهذه التصورات أن تجعل الولاياتالمتحدة هدفا ثانويا في احتجاجات 30يونيو.