مرسى والإخوان يتبعون النموذج الناصرى فى الحكم مشاكل القاهرة وتل أبيب نوم .. والعلاقات مع أمريكا سكون برلمان 2005 أكبر دليل على وجود علاقات بين الجماعة وواشنطن العلاقة بين الأمريكان والإخوان .. عداوة فى العلن .. تفاهمات فى السر الجهاد الإسلامى ضد إسرائيل مؤجل لحين حدوث استفزاز أمريكى مارأيك فى الحديث عن تزاوج امريكى- اخوانى وراء وصول الجماعة للسلطة؟ لا توجد معلومة مكتوبة تقول هذا, ولا يوجد شىء مثل هذا لأنه بكل بساطة الولاياتالمتحدة لا تتزوج أحدا بل تتزوج مصالحها, اما بالنسبة للتقديرات الشخصية ,وحسب رؤيتى, فهذه واحدة منهم حتى يصلوا الى سدة الحكم, اما من الناحية المنطقية فإن الاخوان والتيار الاسلامى الذى ظهر فى تونس وفى بعض الدول العربية بعد الثورة أزعج الغرب كثيرا لأنه تعامل وتعايش مع هذه التيارات من قبل، اولا عن طريق تسليط النظم الاستبدادية لقمع هذه التيارات، ثانيا تخليها عن هذه النظم نفسها عندما وجدتها مكروهة من المواطنين، وهذا يشكل خطورة على مصالحها. كيف ترى الاخوان والتيار الإسلامى بعد الثورة وما مدى علاقته بأمريكا؟ التيار الاسلامى بعد الثورة يختلف كثيرا لأنه اصبح لاعبا سياسيا اساسيا, ولا يمكن التخلص منه, ولكن يمكن إحراجه وتكريه الناس فيه, فعندما كان يعادى امريكا كان يأخذ شعبية, اما الآن هناك فموقف رسمى بين امريكا والتيار الاسلامى وهو عدم التعاهد, وهو موقف غير معلن, وهناك تحالفات اخرى معلنة ولكن فى الصورة التى يراه الجمهور من الطبيعى ان تحدث وانا ارى ان امريكا لم تتوافق مع التيار الاسلامى، ولكنهم يريدون ان يصبحوا رقما فى امريكا، وهناك مصالح كثيرة بين الاطراف بالاضافة الى ما نسمع عنه من تمويل خارجى, والتيارات الاسلامية والامريكان بينهم موقف رسمى يظهر العداوة، ولكن فى نفس الوقت هناك موقف غير رسمى يظهر المودة والتودد بين الاطراف فى كل المواقع, وهناك معلومة وصلت لى بحكم قربى من الساحة السياسية تقول إن الولاياتالمتحدة لم تتفق مع التيار الاسلامى متمثلا فى الاخوان, ولكن باعتبار الاخوان يريدون ان يصبحوا رقما فى الساحة السياسية، فإنهم يعتبرون ان الولاياتالمتحدة لها قوى فى الشارع ولها ناس وعملاء يخدمون مصالحها فى العالم كله, وإلا ما كانت دولة عظمى, فهناك مصالح كثيرة وهناك تمويل خارجى. بحكم خبرتك , هل كانت هناك تفاهات مسبقة للايقاع بنظام مبارك واستبداله بالاخوان ؟ لا تفاهم , وسأعطيك مثالا, وهو عندما وجد الامريكان ان الاخوان كسبوا فى الانتخابات التشريعية شعروا بالانزعاج، وسعدوا عندما اصدرت المحكمة الدستورية العليا قرار الحل، وعندما ترشح مرسى واكتسح الساحة فى 23 يوما ,واتضح ان الجماعة احكمت قبضتها من الناحية الاعلامية رغم الحصار الاعلامى واعلام مبارك , ارسلت امريكا مبعوثا للجماعة قال لهم: «نريد التفاهم», فكان ردهم اننا «لا نتفاهم ولكن نحن نعمل على الارض» فرد عليهم المبعوث الامريكى «مادام لا تفاهم فنريد وضع صياغة بيننا وهى أننا لا نتصارع معكم ولا نقف فى وجه وصولكم للسلطة, ولكن لن نساعدكم, ولن نمنع عنكم احدا ,وهذه كانت اشارة واضحة للصراع الذى ظل مفتوحا بين الاخوان والمجلس العسكرى السابق بعد وصول مرسى للحكم , لأن امريكا لم تتدخل فيه, وقال المبعوث الامريكى «السياسة الامريكية المصرية القديمة الجديدة هى والتى تتمثل فى ان امريكا لا يهمها اسم الحاكم ,ولا انتماءه, وانما يهمها ان تظل المصالح مفتوحة مع مصر، وقد تم الاتفاق على ذلك. اذن أين تكمن المصالح الامريكية مع الاخوان ؟ - المصالح الامريكية مع الاخوان او مع اى نظام آخر تكمن فى مدى توافق النظام المصري الاسرائيلي, لذا لم تجرؤ كل الانظمة فى مصر, ولن يجرؤ حتى الاخوان علي معاداة امريكا واسرائيل حتى تضمن الجماعة عدم سقوط نظامها. كيف ترى العلاقات المصرية- الامريكية الآن ؟ - ارى ان العلاقات الآن فى مرحلة سكون, ولا يوجد موضوعات تثير العلاقات, ولا اى شيء يثير فتح الملف الآن. نجاح الاخوان فى المفاوضات بين اسرائيل وحماس ارجعه البعض للعلاقة الاخوانية الامريكية الوطيدة فما تعليقك؟ - السبب الحقيقى فى نجاح المفاوضات مع حماس لم يكن الإخوان, ولكن هناك عددا من الموضوعات اولها ان الحكومة الفلسطينية تطورت فى تفكيرها وهذا جعل هناك بابا للتفاوض، وعملية المفاوضات كانت محدودة وبأهداف محددة، السبب الثانى هو ان نتنياهو كان يريد استخدام هذه الورقة فى دعايته الانتخابية امام منافسيه، والثالث ان امريكا حذرت اسرائيل بانها لن تستطيع اصلاح العلاقات بينها وبين مصر لو حدث شرخ فيها، وفهمت حكومة اسرائيل الرسالة. هل هناك ضغط أو اتفاق امريكى- اخوانى لإهمال بعض المشاكل المصرية- الاسرائيلية مثل موضوع الغاز ؟ - العلاقات والمشاكل المصرية الاسرائيلية فى حالة نوم حاليا, وذلك بسبب انشغال الاخوان ومرسى بالاوضاع الداخلية مثلما حدث مع عبد الناصر فى بداية حكمه , فعبد الناصر لم يأت بسيرة اسرائيل عند قيام الثورة, ولم تكن قضية الصراع العربى- الاسرائيلى ضمن برامجه , وانما اهتم بالشأن الداخلى,ولكن اسرائيل عندما وجدته يأخذ شعبية ويبنى فى الداخل ويعمل بجد وانه سيجعل من مصر دولة قوية, كان على اليهود احباط هذا الرجل ومشروعه والإيقاع به, واظن ان الاخوان ومرسى يتبعون نفس النموذج الناصرى ولكن على طريقتهم. هل تغيرت مواقف الاخوان من القضية الفلسطينية بعد الثورة ؟ - بالفعل فهناك فرق بين الاخوان وهم بداخل السلطة عما كانوا عنه وهم خارج السلطة، فهنا اصبحت الصورة اوضح لهم، فلم يعد الجهاد نحو تحرير القدس ينظر له كما كانوا وهم متحررون من قيود السلطة , فمعطيات الاخوان وهم خارج السلطة ليست هى معطياتهم وهم فى السلطة، ولكن لا استطيع القول إن اتجاهاتهم تغيرت بزاوية 180 درجة. هل كانت هناك زيارات ومباركات لتحركات بين امريكا والاخوان قبل الثورة؟ - نعم , فالاخوان يبحثون عن مصالحهم طوال الوقت, ولم يكونوا يدعون فى المساجد كوعاظ كما يعتقد الكثيرون, وكان الآمر الناهى على مبارك هو الولاياتالمتحدة، وبالتالى كان هناك مجال للمفاوضات والرسائل بين امريكا والاخوان، حتى يستطيعوا التحرك تحت الضغط الذى مارسه مبارك ونظامه عليهم، ومن الدلائل التى تثبت انه كان هناك مباركة امريكية- اخوانية قبل الثورة هو نجاحهم فى انتخابات 2005, فهذا لم يكن عطية من مبارك ولكن بمباركة امريكية وامر مباشر من امريكا، حتى يترك الاخوان يتنفسون الصعداء, وعندما اخرجهم جميعا فى 2010 من البرلمان كانت نهايته. لماذا أصبح الاخوان هم الكفة الراجحة للامريكان وليس مبارك ؟ - مبارك كان محبوبا لامريكا، لأنه كان مطيعا لكل التعليمات التى تمليها عليه الادارة الامريكية, ولكنه فقد عصا الطاعة وكان سقوطه فى اسقاطه للاخوان, وقد ظهر فى النهاية انه اصبح عبئا عليهم ومكلف عصبيا على امريكا، وفى اطار هذا المناخ الاخوان أرادوا الاستفادة من علاقتهم بالامريكان، ولكن بحدود , فبدأوا التنسيق معهم فى الكثير من الامور المتعلقة بالسلطة لأن الامريكان ادركوا ان الاخوان حجمهم كبير فى الشارع واذا اردت ان تمسك بهم او تجمح جماحهم, فإنهم ( يعضونك), فلا تستطيع اتخاذ اى قرار إلا بعد الرجوع الى الكتلة الاضخم والفعالة داخل المجتمع المصرى. نعم , فالاخوان يبحثون عن مصالحهم طوال الوقت, ولم يكونوا يدعون فى المساجد كوعاظ كما يعتقد الكثيرون, وكان الآمر الناهى على مبارك هو الولاياتالمتحدة، وبالتالى كان هناك مجال للمفاوضات والرسائل بين امريكا والاخوان.