أسعار العملات العربية والأجنبية اليوم أمام الجنيه المصري    حصيلة ضحايا حرب غزة تتجاوز 65 ألف شهيد فلسطيني و165 ألف مصاب    رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الشيوخ الأمريكي: يجب التخلص من مجلس حقوق الإنسان    نتنياهو ل حماس: إذا مسستم شعرة من أي رهينة ستكون نهايتكم أسرع مما تظنون    الخارجية التركية ترحب بخارطة الطريق لحل أزمة محافظة السويداء السورية    «فاشل ولا يصلح».. نجم الأهلي السابق ينتقد ترشيح فيتوريا لتدريب الأحمر    مفاجأة القرن، رونالدو ينقذ الزمالك ماليا ويقرر استثمار أمواله في شركة النادي (فيديو)    طقس حار ورطوبة مرتفعة اليوم على مختلف أنحاء الجمهورية    وزير التعليم يعلن تفاصيل امتحانات البكالوريا 2025 .. 85% من الأسئلة اختيار من متعدد    غرف الفندق حُجزت بالكامل، موعد وتفاصيل حفل الزفاف الأسطوري ل سيلينا جوميز    السيطرة على حريق هائل بمطعم شهير في «أبوحمص» بالبحيرة    محافظ جنوب سيناء يشيد بإطلاق مبادرة «صحح مفاهيمك»    أسعار الخضار في أسوان اليوم الأربعاء 17 سبتمبر    أسعار طبق البيض اليوم الاربعاء 17-9-2025 في قنا    أسعار اللحوم الجملي والضاني اليوم الاربعاء 17-9-2025 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    خبير أمن معلومات: تركيب الصور بالذكاء الاصطناعي يهدد ملايين المستخدمين    مباحثات سعودية إيرانية في الرياض حول المستجدات الإقليمية    السيطرة على حريق هائل نشب بمطعم شهير بمدينة أبو حمص في البحيرة    رئيس جامعة المنيا يشارك في اجتماع «الجامعات الأهلية» لبحث استعدادات الدراسة    د.حماد عبدالله يكتب: البيض الممشش يتلم على بعضه !!    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 17-9-2025 في محافظة قنا    مبابي: مباراة مارسيليا تعقدت بعد الطرد.. ولا أفكر في أن أكون قائدا لريال مدريد    بهدف ذاتي.. توتنام يفتتح مشواره في دوري الأبطال بالفوز على فياريال    حرق من الدرجة الثانية.. إصابة شاب بصعق كهربائي في أبو صوير بالإسماعيلية    أمين عمر حكما لمواجهة الإسماعيلي والزمالك    «دروس نبوية في عصر التحديات».. ندوة لمجلة الأزهر بدار الكتب    بالصور- مشاجرة وكلام جارح بين شباب وفتيات برنامج قسمة ونصيب    "يانجو بلاي" تكشف موعد عرض فيلم "السيستم".. صورة    سارة سلامة بفستان قصير وهيدي كرم جريئة .. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    زيلينسكي: مستعد للقاء ترامب وبوتين بشكل ثلاثي أو ثنائي دون أي شروط    توقعات الأبراج حظك اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025.. الأسد: كلمة منك قد تغير كل شيء    موعد إعلان نتيجة تنسيق جامعة الأزهر 2025 رسميا بعد انتهاء التسجيل (رابط الاستعلام)    بعد تضخم ثروته بالبنوك، قرار جديد ضد "مستريح البيض والمزارع"    مصرع وإصابة 3 شبان بحادث تصادم في محافظة البحيرة    تدريبات فنية خاصة بمران الزمالك في إطار الاستعداد لمباراة الإسماعيلي    أعراض مسمار الكعب وأسباب الإصابة به    كاراباك يصعق بنفيكا بثلاثية تاريخية في عقر داره بدوري الأبطال    عيار 21 الآن بعد آخر ارتفاع في سعر الذهب اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025    رئيس أركان جيش الاحتلال ل نتنياهو: القوات تعمّق الآن «إنجازًا» سيقرب نهاية الحرب    4 أيام عطلة في سبتمبر.. موعد الإجازة الرسمية المقبلة للقطاع العام والخاص (تفاصيل)    سعر السمك البلطي والسردين والجمبري في الأسواق اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025    داليا عبد الرحيم تكتب: ثلاث ساعات في حضرة رئيس الوزراء    ننشر خريطة موعد بدء الدراسة للتعليم الابتدائي بمدارس الفيوم تدريجيًا.. صور    يوفنتوس ينتزع تعادلًا دراماتيكيًا من دورتموند في ليلة الأهداف الثمانية بدوري الأبطال    فرنسا تدين توسيع العملية الإسرائيلية بغزة وتدعو إلى وضع حد للحملة التدميرية    تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة شاب طافية بنهر النيل في الوراق    مي عز الدين تهنئ محمد إمام بعيد ميلاده: «خفة دم الكون»    قبول الآخر.. معركة الإنسان التي لم ينتصر فيها بعد!    ضبط ومصادرة 2 طن طحينة بمصنع بدون ترخيص بالمنيرة    أوقاف الفيوم تنظّم ندوات حول منهج النبي صلى الله عليه وسلم في إعانة الضعفاء.. صور    على باب الوزير    قافلة طبية مجانية بقرية الروضة بالفيوم تكشف على 300 طفل وتُجري37 عملية    حتى لا تعتمد على الأدوية.. أطعمة فعالة لعلاج التهاب المرارة    يؤثر على النمو والسر في النظام الغذائي.. أسباب ارتفاع ضغط الدم عن الأطفال    ليست كلها سيئة.. تفاعلات تحدث للجسم عند شرب الشاي بعد تناول الطعام    أمين الفتوى يوضح حكم استخدام الروبوت في غسل الموتى وشروط من يقوم بالتغسيل    فيديو - أمين الفتوى يوضح حالات سجود السهو ومتى تجب إعادة الصلاة    أمين الفتوى يوضح الجدل القائم حول حكم طهارة الكلاب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبراء: 30 يونيه أعادت الدفء بين مصر والخليج
نشر في المصريون يوم 04 - 08 - 2013

* ثورة يناير أعادت رسم العلاقات بين مصر وتركيا وأمريكا.. و30 يونيه هدمت ما قبلها
* علوى: قطر أكثر الدول العربية قربًا للإخوان.. والإمارات أكثر الدول عداء لمرسى
* عسيلة: مصر استعادت علاقتها بجميع دول العالم بعد ثورة 30 يونيه باستثناء قطر * شعراوى: العلاقات الدولية بين الدول تبنى على المصالح وليس العواطف
* خطاب: شباب الثورة أعادوا رسم العلاقات المصرية مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية
أكد العديد من الخبراء السياسيين أن ثورة30 يونيه، أعادت الدفء بين مصر والخليج، كما أعادت رسم العلاقات بين مصر وتركيا وأمريكا.
وأكد الخبراء أن قطر كانت من أكثر الدول العربية قربًا للإخوان قبل 30 يونيه، بينما كانت دولة الإمارات العربية المتحدة من أكثر الدول عداء لمرسي.
وأضاف الخبراء أن مصر استعادت علاقتها بجميع دول العالم بعد ثورة 30 يونيه، باستثناء قطر، كما أن العلاقات الدولية بين الدول تبنى على المصالح وليس العواطف، مشددين على أن شباب الثورة أعادوا رسم العلاقات المصرية مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار أساتذة العلوم السياسية، إلى أن الدعم الأمريكى لنظام الحكم الإخوانى السابق يرجع إلى تفهم الولايات المتحدة الأمريكية للمطالب الإسرائيلية التى تتلخص فى محاولة سيطرة التيار الإسلامى على باقى دول شمال إفريقيا، لكف ذلك التيار عن عمليات العنف التى يقوم بها، ووعود جماعة الإخوان المسلمين للسلطة الأمريكية إذا تمكنوا من الوصول للسلطة سوف يكونون من أصدق الأصدقاء للولايات المتحدة الأمريكية وأنهم سوف يقومون ببناء شرق أوسط جديد، فكل هذا الأسباب جعل أمريكا تتكاتف مع نظام حكم الإخوان المسلمين، فباستثناء قطر تحمل العديد من الدول العربية علاقات ودية مع مصر بعد ثورة 30 يونيه، لاسيما المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت، وليس هذا فحسب، بل أيضًا بل دعمت هذه الدول الاقتصاد المصرى بشكل لم يسبق له مثيل، ويرجع ضعف هذه العلاقات المصرية العربية فى عهد الرئيس المعزول مرسى إلى تخوف هذه البلاد من سيطرة التيار الدينى على السلطة، كما سيطر جماعة الإخوان المسلمين على الحكم فى مصر، لأن مصر بالنسبة لهذه الدول هى البوصلة، فإن ما يحدث فيها سوف يحدث فى باقى الدول العربية، وأن الدول الأوروبية الممثلة فى إطار الاتحاد الأوربى وعلاقاتها بمصر بعد ثورة 30 يونيه هى علاقات تابعة للموقف الأمريكى، لكن مع تغير ذلك الموقف سرعان ما يقومون بمراجعة المواقف المتشددة للوضع فى مصر، سواء كانت انقلابًا عسكريًا أو ثورة 30 يونيه، ولكن يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية متفقة مع الموقف الأوروبى حول الموقف فى مصر مع احتفاظ الاتحاد الأوروبى بفكرة الديمقراطية، وأن كثيرًا من الدول تتحدد علاقتها بمصر حسب مصالحها وأوضاعها، وبناء على ذلك تتخذ موقف الاقتراب أو الابتعاد عن مصر.
يقول الدكتور مصطفى علوى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن دولة قطر كانت من أكثر الدول ذات العلاقات الدولية الطيبة مع مصر فى ظل الحكم الإخوانى، بالإضافة إلى تركيا والسودان أيضًا، ويرجع سبب تقرب هذه الدول لمصر فى ظل هذا الوقت هو تشابه التيار الدينى السياسى الذى سيطر على هذه البلاد، فقد سيطرت جماعة الإخوان المسلمين على السلطة فى مصر التى تكمن فى الرئاسة والحياة البرلمانية، كما تقرب الإخوان أيضًا من التيار الدينى للسلطة فى تلك البلاد، لاسيما تركيا والسودان، فكان هناك تقارب بين الدول التى تتشابه فى حكم التيار الإسلامي.
أما عن الدول التى كانت بعيدة كل البعد على مصر وعلاقة مصر الدولية بها كانت غير مستقرة ومتوترة كل التوتر فى عهد الحكم الإخوانى لمصر، فكانت دولة سوريا فى المقدمة، تليها المملكة العربية السعودية وباقى دول الخليج العربى، لاسيما دولتى الإمارات والكويت، وأن سبب توتر العلاقات الدولية بين مصر وسوريا فى عهد حكم الجماعة تكمن فى أن نظام مصر تحت حكم الإخوان كان لديها بعض المآخذ على حكومة سوريا ونظام بشار الأسد، حيث كانت العلاقات بين الطرفين سيئة وغير إيجابية بين الحكومات فقط، وليس بين الشعب المصرى والشعب السوري، أما عندما نتحدث عن العلاقات الخارجية بين مصر وباقى دول الخليج، فكانت هناك فجوة كبيرة فى نظام الحكم الإخوانى، ويرجع السبب من تخوف دول الخليج العربى من تنشيط التيار الدينى السياسى لديها بعدما سيطر على مصر من خلال صعود جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة.
كما أشار علوى إلى أن العلاقات المصرية بالولايات المتحدة الأمريكية فى ظل حكم الإخوان المسلمين، كانت علاقات طيبة، لأن الولايات المتحدة الأمريكية تنظر إلى نظام الإخوان على أنه جاء إلى السلطة بعد ثورة 25 يناير، وهى الثورة الشعبية التى قام بها الشعب المصرى، لذلك قبلت أمريكا سياسات الإخوان فى مصر، ويضاف إلى ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تريد سيطرة التيار الإسلامى فى كل البلاد العربية وليس فقط فى مصر، فالمنطقة العربية الآن يوجد فيها كثير من الصراعات بين مختلف التيارات السياسية من إسلاميين وليبراليين ويساريين، وبالتالى هذا الصراع وهذه الأزمة بين الطرفين تخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، لأن تلك الصراعات تعمل على ضعف هذه الدول.
وعن علاقات مصر بالصومال، فإنها مجتمع بلا دولة ويسيطر عليها عناصر تنظيم القاعدة، وبالتالى لم تكن هذه العناصر أحد العوامل المؤثرة لكى تصل العلاقات الصومالية إلى حد التعاون فى عهد مرسى، أما علاقات مصر الدولية بين بعض الدول الأخرى مثل الصين وروسيا والبرازيل والهند، كانت لا تحمل أى شيء من التوتر، كما أنها لا تحمل معها التعاون الاقتصادى.
من جانبه، يقول الدكتور محمود أبو العينين أستاذ العلوم السياسية وعميد معهد البحوث والدراسات الإفريقية سابقا، إن كل نظام حديث تكون بعض دول فى العالم الخارجى أكثر تعاطفا معه وقدرة على مساعدته وتلبية متطلباته، ومن الدول التى كانت على علاقات دولية طبية بمصر فى ظل حكم جماعة الإخوان المسلمين على المستوى العربى، كان هناك علاقات طيبة مع دولة قطر، أما على المستوى الإقليمى فكانت العلاقات جيدة مع دولة تركيا وباكستان وأفغانستان، وعلى المستوى الغربى كانت العلاقات الولايات المتحدة الأمريكية ودولة إسرائيل، فكل هذه الدول يمكن أن نطلق عليها أنها أقرب الدول إلى مصر، فى ظل انتصار التيار الإسلامى واستيلائه على السلطة.
وأشار أبو العينين إلى أن تحسن العلاقات المصرية القطرية فى ظل هذا النظام بسبب توجه دولة قطر التى تهدف إلى سيطرة التيار الإسلامى بوجه عام فى باقى الدول العربية، لاسيما مصر، وقد ارتبط النظام الإخوانى بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية والتى دعمت مصر، على الرغم من محاربة أمريكا للإرهاب ومحاولتها عدم وصول التيار الإسلامى إلى حكم البلاد العربية ويرجع الدعم الأمريكى لنظام الحكم الإخوانى السابق إلى عدة أسباب، منها تفهم الولايات المتحدة الأمريكية للمطالب الإسرائيلية التى تتلخص فى محاولة سيطرة التيار الإسلامى على باقى دول شمال إفريقيا لكف ذلك التيار عن عمليات العنف التى يقوم بها، ووعود جماعة الإخوان المسلمين للسلطة الأمريكية، إذا تمكنوا من الوصول للسلطة سوف يكونون من أصدق الأصدقاء للولايات المتحدة الأمريكية، وأنهم سوف يقومون ببناء شرق أوسط جديد، فكل هذه الأسباب جعلت أمريكا تتكاتف مع نظام حكم الإخوان المسلمين.
أما دولة تركيا، فنجد أن تحسين علاقاتها الدولية بمصر فى ظل حكم الإخوان المسلمين، يرجع إلى محاولة تركيا عودة الخلافة الإسلامية مرة أخرى، ولكن من الصعب عليها أن تقوم بفعل ذلك بمفردها بسبب توجهها الأوروبى، أما عن دولة إسرائيل فكانت تدعم النظام الإخوانى بسبب احترامه معها لمعاهدة السلام وسيطرته على حماس فى فلسطين.
وأشار أبو العينين إلى أن الدول التى كانت تحمل علاقات متوترة بين مصر فى ظل ذلك، النظام المملكة العربية السعودية، بسبب تخوفها من سيطرة التيار الإسلامى على الدول العربية وإعادة دولة الخلافة مرة أخرى، فالسعودية لا تتبنى تلك الفكرة، أما عن العلاقات السورية المصرية فى ظل حكم مرسى فكانت متوترة، على الرغم من انشغال دولة سوريا منذ شهور بالمعركة السورية على أراضيها، فهى معركة مصغرة بين السنة والشيعة التى تقودها إيران، فالعلاقات بين بشار الأسد وإيران علاقات واضحة، فالذى يدور هناك محاولة للتغلغل الشيعى، فهذا هو جزء من المعركة الكبرى حول إدخال المنطقة فى صراع دينى مذهبي، أما علاقات مصر بدولة الإمارات العربية المتحدة، فتوترت فى ظل حكم مرسى، والدليل على ذلك موقفها من الهجوم الدائم على حكم جماعة الإخوان المسلمين.
من منطلق آخر، يقول صبحى عسيلة الباحث بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، إن كثيرًا من الدول العربية تحمل علاقات ودية مع مصر بعد ثورة 30 يونيه باستثناء دولة قطر، لأنها ترفض بشكل أو بآخر الذى يحدث فى مصر الآن، لأنها كانت تؤيد حكم التيار الإسلامى فى مصر المتمثل فى جماعة الإخوان المسلمين، ذلك الحكم الذى دفعها كثيرًا ليكون لها دور فى المنطقة، والذى أصبح الآن مهددًا بشكل أو بآخر بعد ثورة 30 يونيه، فباستثناء قطر تحمل العديد من الدول العربية علاقات ودية مع مصر بعد ثورة 30 يونيه، لاسيما المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت، وليس هذا فحسب، بل أيضًا دعمت هذه الدول الاقتصاد المصرى بشكل لم يسبق له مثيل، ويرجع ضعف هذه العلاقات المصرية العربية فى عهد الرئيس المعزول مرسى إلى تخوف هذه البلاد من سيطرة التيار الدينى على السلطة، كما سيطرت جماعة الإخوان المسلمين على الحكم فى مصر، لأن مصر بالنسبة لهذه الدول هى البوصلة، فإن ما يحدث فيها سوف يحدث فى باقى الدول العربية.
وأشار عسيلة إلى أن موقف العلاقات المصرية الأمريكية بعد ثورة 30 يونيه، فيتوقف على ما تفعله الولايات المتحدة الأمريكية التى تبدى دائمًا موقفًا متغيرًا، ففى ثورة 25 يناير انحازت فى النهاية إلى قوة الإرادة الشعبية، وأيضًا فى نهاية ثورة 30 يونيه طالبت برحيل محمد مرسى، عندما خرجت الجموع الغفيرة من المصريين ضده، ولكنها كانت فى موقف أكثر حرجًا، لأنها كانت تنظر إلى مرسى على أنه أول رئيس مدنى منتخب بمصر فى انتخابات شهد العالم بها بعد ثورة 25 يناير, لذلك لم يكن من السهل عليها الإطاحة بذلك النظام المنتخب، لأن ذلك سوف يشجع أنظمة أخرى لأن تقوم بالإطاحة بأنظمتها، ومع كل ذلك بدأت البوادر لتراجع الموقف الأمريكى المعارض لثورة 30 يونيه.
ويقول الدكتور حلمى شعراوى مدير مركز البحوث العربية والإفريقية بالقاهرة، إن كثيرًا من الدول تتحدد علاقتها بمصر حسب مصالحها وأوضاعها وبناء على ذلك تتخذ موقف الاقتراب أو الابتعاد عن مصر، فنرى أن مجموعة دول الخليج العربى باستثناء دولة قطر أخذوا موقف الاقتراب من النظام الجديد بعد ثورة 30 يونيه والتخلص من النظام الإخوانى فى مصر، حيث ظلوا طوال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى متخوفين من تغلغل حكم التيار الدينى فى المنطقة، أما عن دولة قطر، فمن الممكن تراجع علاقتها مصر بعد 30 يونيه حسب مصالحها ومكانتها التى اكتسبتها بعد تأييدها للحكم الإخوانى الذى امتلكت من خلاله النفوذ فى مصر.
وأضاف شعراوى أن الدول الأوروبية الممثلة فى إطار الاتحاد الأوروبى وعلاقاتها بمصر هى علاقات تابعة للموقف الأمريكى، لكن مع تغير ذلك الموقف سرعان ما يقومون بمراجعة المواقف المتشدد للوضع فى مصر، سواء كانت انقلابًا عسكريًا أو ثورة 30 يونيه، ولكن يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية متفقة مع الموقف الأوروبى حول الموقف فى مصر مع احتفاظ الاتحاد الأوروبى بفكرة الديمقراطية، فيشاهد المصلحة للحفاظ على صورته والشكل الديمقراطى له، أما عن العلاقات الإيرانية المصرية، فكانت متحفظة بعد ثورة 30 يونيه وذلك بسبب تمسك النظام الإيرانى بالحكم الإسلامى فى مصر، لأنه كان يريد الاقتراب من عالم السنة فى المنطقة، بالإضافة إلى الخوف من عودة النظام الشمولى بفكر الثورات الشعبية.
فيما قال الدكتور حسن اللبيدى المحلل السياسى، إنه فيما يخص العلاقات المصرية التركية قبل 30 يونيه، فكما كان واضحًا جدًا الترحيب الشديد من الجانب التركى بالثورة المصرية وجاءت سلسلة من التصريحات، سواء من رئيس الوزراء أو من وزير الخارجية وغيرهم من المسئولين الأتراك دعمًا وترحيبًا بثورة 25 يناير التى اعتبروها ميلادًا جديدًا لمصر والمصريين وللعلاقات الخارجية التى كان يشوبها التوتر فى نظام مبارك، وعلى مدار العام الذى تولى فيه مرسى الحكم، انتعشت العلاقات المصرية التركية وأبرمت العديد من الاتفاقيات والصفقات، وتم إنشاء ما يمكن أن نسميه بتحالف إقليمى غير معلن رسميًا، ولكنه كان واضحًا فى المواقف الموحدة فى بعض القضايا الدولية.
ولكن بعد 30 يونيه، تشهد العلاقات المصرية - التركية توترًا متزايدًا تخطى حتى التصريحات الدبلوماسية، وذلك عقب الأحداث الأخيرة فى مصر والتى أطاحت بالرئيس السابق، وجاء رد الفعل التركى الرسمى خاصة من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان متشددًا ورافضًا لهذا التغيير الجبرى من قبل الجيش والذى سمّاه أردوغان انقلابًا وليس ثورة شعبية ولأن النظام فى تركيا الآن نظام ديمقراطى، فإنهم بالضرورة لا يحبذون التعامل مع أى نظام غير ديمقراطى، ورفض أردوغان لما حدث له أسباب كثيرة, منها أنه عانى لسنوات من هيمنة القادة العسكريين فى تركيا، وأن تجربة نجم الدين
أربكان الأب الروحى لأردوغان تتكرر أمامه من جديد، ولا يريد أن تنتشر عدوى الانقلابات العسكرية فى المنطقة، ولا سيما فى تركيا، كى لا يفكر القادة العسكريون فى تركيا فى العودة للحياة السياسية من جديد، كما كان الوضع فى فترة حكم أتاتورك.
كما أن الأزمة الحالية بين البلدين، قد تؤدى إلى شرخ عميق سيحتاج رأبه وقتًا طويلاً، وما نشهده الآن أزمة تصريحات، فبعد أن رفض أردوغان التحدث مع الدكتور البرادعى، واصفًا إياه بأنه غير منتخب وغير ذى صفة، وقابله من الجانب المصرى أيضًا تصريحات أن تركيا تتدخل فى الشأن المصرى ومنع وكالة الأناضول من تغطية فعاليات القصر الرئاسى المصرى التى تبعها تجميد كل الاتفاقيات، ومنها صفقات عسكرية من أسلحة وطائرات دون طيار. حتى أن الأمر امتد إلى حملات لمقاطعة المسلسلات التركية التى غزت الشاشات العربية والمصرية.
وتقول الدكتورة صفاء خطاب أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن العلاقات الغربية مع الدول الأوروبية ومع الولايات المتحدة الأمريكية تبلورت بعد 30 يونيه بشكل واضح، فأصبح هناك إطار جديد للتعامل من منطلق استقلال القرار المصرى، بشكل كبير، وليس كما كان الوضع فى العام الماضى ولن يكون الوضع أيضًا، كما كان فى عهد حسنى مبارك ألا تأخذ مصر أى خطوة دون استئذان الإدارة الأمريكية فيها، خاصة فى ظل الزخم الثورى الذى تعيشه مصر، خاصة فى ظل نخبة وطنية معروفة بقوميتها فى إدارة شئون البلاد.
و أضافت أستاذة العلوم السياسية، أنه من الواضح أن سياسة مصر الخارجية مع أوروبا وأمريكا فى المرحلة الراهنة تتجه نحو التواصل مع القوى الفاعلة الدولية لتوضيح الصورة لما جرى فى مصر، وشرح أنه جاء بناء على إرادة شعبية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.