في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد ( كوفيد 19 ) أصبحت الحاجة ملحة للبحث عن حلول غير تقليدية في إدارة الملفات الهامة وعلى رأس تلك الملفات يأتي ملف التعليم .. فكيف سيكون حال التعليم في المدارس إذا استمر فيروس كورونا في الانتشار بهذه الصورة حتى بداية العام الدراسي الجديد؟ فهل سيتم إغلاق المدارس؟ أم سيتم التعامل مع الطلاب باستخدام التعلم عن بعد؟ أم سيتم العمل في جميع المدارس بنظام الفترتين صباحاً ومساء من أجل تقليل الكثافات المرعبة في الفصول؟ أم يتم التعامل بالصورة التقليدية وتفعل كورونا ما تفعله؟ الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها يجعلنا نتصور الشكل الذي قد يكون عليه نظام التعليم في المدارس خلال العام الدراسي القادم خاصة أن الفاصل الزمني بيننا وبين بدء العام الدراسي القادم ليس كبيراً؛ لأنه من المعتاد أن تنتظم الدراسة في بداية العام الدراسي قبل نهاية سبتمبر ، وفي ظل الظروف الراهنة أصبح توقع انتظام الدراسة في سبتمبر القادم أمرا مستبعدا ، وهو ما يوسع من دائرة التوقعات حول نظام التدريس في المدارس العام القادم. وزير التعليم يوضح ملامح العام الدراسي المقبل الأحد 31 مايو 2020 للمرة الثانية.. وزير التعليم يكشف حقيقة تأجيل امتحانات الثانوية العامة الجمعة 29 مايو 2020 الرؤية المتعمقة لأوضاع التعليم المصري تشير إلى أن العام الدراسي القادم سيشهد توسعاً في استخدامات التكنولوجيا في التعليم والاعتماد بشكل أكبر على تقنيات التعلم عن بعد كأحد السيناريوهات أو أحد الحلول المطروحة للاعتماد عليها خلال العام الدراسي القادم ، والمتتبع لاستخدامات التكنولجيا في التعليم واستراتيجيات التعلم عن بعد لا يفوته الجهود التي سبقت جهود الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الحالي والذي يرتكز في استراتيجيته إلى استخدام التابلت في المرحلة الثانوية ، وقد سبقه إليها الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم الأسبق الذي أعلن عن استخدام التابلت لطلاب الصف الأول الثانوي في 6 محافظات حدودية منذ عام 2013 وهي التجربة الأولى في هذا السياق. ومحاولات التوسع في استخدام التكنولوجيا في التعليم والاعتماد على استراتيجية التعلم عن بعد كانت حاضرة وبقوة منذ أكثر من 6 سنوات ، حيث قامت وزارة التربية والتعليم في عهد الدكتور محمود ابوالنصر وزير التربية والتعليم الاسبق بإعداد الخطة الاستراتيجية 2014- 2030 وكانت تبدأ بخطة مرحلية مدتها ثلاث سنوات من 2014 إلى 2017 كتأسيس لخطة استراتيجية طويلة المدى تنتهي في العام 2030. وقد صممت الخطة المرحلية في العام 2014 بناء على تحليل معطيات متعددة منها: تقويم الخطة الإستراتيجية السابقة، ومشاركات أصحاب المصلحة، والاستفادة من التقارير الدولية والأدبيات ذات العلاقة، وآراء المتخصصين من خارج وداخل قطاع التعليم، كما تم الاسترشاد بخطط بعضٍ الدول الأخرى. وفي محور التعلم عن بعد وإدارة الأزمات فقد تبنت تلك الاستراتيجية وقتها برنامجاً تحت عنوان "التكنولوجيا عصب التقدم " ويشمل المجال التربوي سواء من طرق إدارة العملية التعليمية وتقويمها ، أو التخصصات الفرعية لها، وطرق وأساليب تدريسها، والهدف العام من العملية التربوية ، وخرجت الاستراتيجية من هذا كله إلى أهمية دمج التكنولوجيا في التعليم. ووضعت الخطة هدفاً لاستخدام تكنولوجيا التعليم ( التعلم عن بعد ) وهو توظيف النظريات والمستحدثات العلمية لتحقيق أهداف التعليم بفاعلية وتمكن بطريقة أسهل وأسرع وأقل تكلفة. والخطة المشار إليها كانت تستهدف التوسع في استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية واستهدفت توزيع حاسب لوحى لكل طالب ، ووضعت تلك الخطة الإجراءات التالية لتنفيذ ذلك : 1- تجهيز وتحديث واستكمال البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات من خلال تحديث واستكمال البنية التحتية التى تخدم عملية التعليم والتعلم و تحديث النظم المستخدمة من قبل التطوير التكنولوجى بالاضافة إلى تحديث واستكمال البنية التحتية التى تخدم نظم المعلومات الإدارية من خلال بناء نظام التقويم المقنن إلكترونيا ومن ميكنة عملية التعلم وتدريب المعلمين على استخدام النظم الجديدة للتقويم خاصة الاهتمام بالدعم الفنى للنظام التكنولوجى من خلال توفير وتدريب الكوادر اللازمة ومواد الصيانة . 2- دعم التكنولوجيا للتدريب قبل تطبيق التعلم عن بعد وذلك من خلال توفير الأدوات والمواد التدريبية الإلكترونية بالتعاون مع الجهات المتخصصة في هذا المكون من خلال توفير المصادر مفتوحة الترخيص والتعاون مع الجهات الخارجية والداخلية في مجال مصادر المعرفة .. ومن خلال أيضا دعم تدريب المعلمين والموجهين والمديرين والإداريين حول التكنولوجيا وبالتكنولوجيا وعلى استخدام نظام الإدارة الاستراتيجية بالتعاون مع الجهات المتخصصة في هذا المكون مع توفيروتطبيق آليات إلكترونية لقياس أثر التدريب. 3- دعم التكنولوجيا للمناهج أولا وذلك من خلال إتاحة مصادر التعلم الإلكترونية التفاعلية للطالب والمعلم والفصل وهذا باستخدام السحابة الإلكترونية في المدارس وتحويل الكتب الورقية إلى نسخ إلكترونية. 4- تصنيف المدارس الكترونيا وفقا للاستعداد بالتعامل مع التعلم عن بعد و دعم المكتبة الإلكترونية وإتاحتها للمتعلمين والمعلمين وجميع العاملين بالقطاع. 5- دعم الادارة واتخاذ القرار التربوى الكترونيا من خلال تطوير نظم المعلومات لإدارة العملية التعليمية .( EMIS) ومن خلال تحديث البرمجيات المستخدمة وتطوير تطبيقات تفي باحتياجات المستخدمين. 6- التسويق المجتمعى السليم لاستخدام التكنولوجيا والتعلم عن بعد من خلال تطبيق دراسات قياس الرأي العام وأصحاب المصلحة في حالة التعليم ومداخله وتطويره ومن خلال توفير البيانات الخاصة بتقارير حالة التعليم الكتورنيا للرأى العام. 7- تقديم نماذج إبداعية من مدارس كعينة ناجحة في استخدام التكنولوجيا والتعلم عن بعد ..مثل اعتماد نموذج مدارس المستكشفين والتعليم الثانوى - تعتمد على بناء تطبيقات مبنية على ابحاث علمية ومرتبطة بالمراكز البحثية الكبرى والمنهج من خلال بناء المكون التكنولوجى الداعم لعدد 60 مدرسة .. وتطبيق مبادرة الابداع التكنولوجى في المدارس الابتدائية بالاضافة الى مبادرة سوق التطبيقات للتعليم الاعدادى والثانوى . 8- التأكد من تجهيز المعلم البديل في المنزل لاستكمال عملية الارشاد والتوجية عند تطبيق التعلم عن بعد هذه خطوات كانت قد وضعتها الاستراتيجية المذكورة والتي شارك في إعدادها عدد كبير من الخبراء التربوييين والعلماء والمفكرين والمعلمين وشركاء عملية التعليم وكانت تهدف إلى تجهيز الأرض الخصبة قبل تطبيق التعلم عن بعد. # وزارة التربية والتعليم # تكنولوجيا التعليم # التعلم عن بعد