* كلمة أوجهها لكل الشعب "ورب طه والمسيح.. احموا مصر يا مصريين" * ما يربطني بطنطا مؤسسة ثروت للأيتام * لست حريصًا على معرفة أي مسئول في محافظة الغربية * إذا لم أجد الأغنية التي تناسبنى أفضل صناعة الحلل * عبد الوهاب ومشايخ السيد البدوي هم من صنعوا مني مغنيًا * الأغانى الدينية هي الأقرب إلى قلبي * لا أعطي أي اعتبارات لأي شيء في حياتي سوى مصنعي وأعمالي الخيرية * أحب الهندسة أكثر من الغناء لأنها حررتني من اختيار الأعمال الرديئة تعلم الفنان المهندس محمد ثروت وترعرع في جوار السيد البدوى، ويعد من أكثر الفنانين إسراعا في عمل الخير، نهل ثروت من مشايخ السيد البدوى الكثير، حيث تعلم على يدهم القرآن والتواشيح حتى أصبح صوتا قويا يختاره الفنان والموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب كى يلحن له مجموعة كبيرة من الأغانى، وظل يلحن له حتى وفاته في أوائل التسعينيات، ورغم قدوم ثروت للقاهرة وقضائه بها أكثر من 25 عاما، إلا أنه لم ينقطع عن بلده الحبيبة طنطا، والتي ولد وتعلم بها ويدين لها بالفضل الكبير، لذا كان حريصا على أن يتواصل مع أهله فيها ولكن في صورة خير يقدمه لأهل هذه المدينة الطيبة. تقابلنا مع ثروت وكان لنا معه هذا الحوار، ليحكى لنا عن ذكرياته مع طنطا ورأيه فيما تشهده مصر من أحداث، ورده على الاتهامات بأنه كان يغنى للنظام السابق. = البعض يأخذ عليك أنت وبعض المطربين مغازلتكم الرئيس السابق ونظامه من خلال الأعمال التي كانت تقدم في المناسبات الوطنية.. ماتعليقك؟ هذا غير صحيح، فلم أغن لنظام أو رئيس فقد غنيت "بلدى ومصريتنا ومصر أول نور في الدنيا، وعاشت بلدنا وكل بلاد الدنيا جميلة، وعاوزينها تبقى خضرة، كلها أغانٍ لمصر ولا زالت تذاع حتى الآن، ولم تكن تغنى لمبارك وإن كان مبارك كان يحضر تلك الحفلات التي كنت أغنى فيها تلك الأغانى فكان عليه أن لا يحضر حتى لا يقال محمد ثروت يغنى للرئيس وحتى أتفادى أن يسألنى أحد في يوم من الأيام مثل هذا السؤال وأنا أعتبر أن هذا سؤال ليس له محل من الإعراب وأريد أن أسألك أنت ألم تكن في يوم ما مواطنا تحت حكم مبارك؟ فعلينا أن نترك كل هذا الكلام الذي أعتبره ليس له قيمة الآن، وتعال معى كى نتكلم عن البناء والتعمير، فالبكاء على اللبن المسكوب لن يجدى بشئ، وعلينا النظر للأمام وليس للخلف حتى لا نقع في مستنقع لن نخرج منه أبدا. = ما حكمك على ما يحدث الآن من أحداث سياسية في مصر وما توقعاتك لما بعد 30 يونيو؟ نحن نتكلم كثيرا وسوف نضيع تلك البلد بكثرة الكلام لا العمل، وعليك أن تستغل الجريدة التي تعمل بها كى تتكلم عن البناء وما يجب أن يصنع للنهوض ببلدنا، فسوف يكون الانهيار، ولو ضاعت مصر كلنا سوف نضيع معها ولن ينجو أحد من السفينة فالكل غارق ياشعب مصر، كفانا كلام، ولننهض للعمل. = ما رأيك في جبهة الإنقاذ وغيرها من الجبهات التي تواجه نظام الإخوان الحاكم؟ لا تسألنى عن جبهة إنقاذ أو غيرها، أنا لا أعطى أي اعتبارات لأى شيء في حياتى سوى لعملى وإنتاجى الفنى ومصنعى وأعمالى الخيرية لأننى مقتنع أننى لو تركت عملى وأعطيت بالا لما يحدث من صراعات فسوف يكون هذا خرابا على الكثير ممن يعملون بتلك المشروعات. = لماذا أنت مقل في أعمالك الفنية؟ بالعكس، الفنان عليه أن يغنى عندما يجد ما يناسبه ويلائمه وليس الغناء لمجرد التواجد، فالغناء إحساس ومشاعر وقبل كل ذلك لابد أن تقدم الأغنية رسالة ما للجمهور، فالموضوع موضوع كيف وليس موضوع كمٍ، كما يعتقد الكثيرون، ومع ذلك كنت أتواجد كثيرا في دار الأوبرا في الفترة الماضية وقد أحييت حفلة المولد النبوى الشريف والتي أذيعت على شاشة التليفزيون مرات عديدة ولكن اللوم على التليفزيون. = قلت إن البرامج التليفزيونية قلصت تواجدنا.. ماتعليقك؟ بالفعل القنوات التليفزيونية أصبحت تسلط الأضواء على الأعمال البرامجية وهذا بالفعل قلص من ظهورنا أمام الجمهور بصفة مستمرة مما جعل البعض يظن أننا منقطعون عن العمل وهذا يقع بالظلم علينا. = كلمنا عن مؤسسة ثروت للأيتام ؟ مؤسسة ثروت للأيتام أنشئت عام 1992 ولديها فروع في طنطا والإسكندرية وفى رأس البر، وفى مناطق عديدة من الجمهورية ولدي مزرعة ثروت للأيتام والتي أنشأتها خصيصا لتلبى احتياجات الأيتام في مصر، وأتردد على مؤسسة ثروت للأيتام بصفة مستمرة وهذا هو أكثر ما يربطنى بمحافظة طنطا لأننى أردت أن يكون الرابط بينى وبين مكان نشأتى متعلقا أكثر بفعل الخير وهذا ما كنت أفكر به قبل إنشاء تلك المؤسسة الخيرية والتي تردد عليها الكثير من الشخصيات الفنية والعامة مما أدخل البهجة على أبناء الدار بصفة خاصة ومواطنى محافظة الغربية بصفة عامة. = ماذا كان رد فعل الناس بطنطا على قيامك بتلك الأعمال الخيرية؟ هذا متروك للناس، فما أفعله هو لوجه الله وما أردت به شهرة أو بغرض أن أرشح نفسى في مجلس الشعب مثلما يفعل الكثيرون فهؤلاء يأخذون أجرهم في الدنيا، أما أنا فأردت أجرى في الآخرة ومن يظن غير ذلك فهو وشأنه. =كيف ترى طنطا؟ طنطا هي بلدى وأستشعر كلما نزلت عليها أنها بلد خير وسلام، فكل أهلها يحبون عمل الخير بطبعهم، وفيها وحدها نحو 60 جمعية ومؤسسة خيرية للأيتام، ومسجد السيد البدوى جعل من طنطا قبلة لفاعلى الخير في مصر والعالم العربى، وأعتز كثيرا بانتمائى لتلك المدينة الطيبة الطاهرة الحافلة دائما بالخير والسيرة الطيبة. = قلت إن انطلاقك لعالم الغناء والطرب كان من طنطا.. كيف؟ بالفعل المشايخ العظام الذين تحفل بهم مدينة طنطا هم من صنعوا محمد ثروت، فقد كانت بدايتى شبيهة ببداية سيدة الغناء العربى أم كلثوم، وكان مدخلى للغناء عن طريق حفظى الجيد للقرآن الكريم ثم تعلمى إلقاء التواشيح على يد مشايخ طنطا الكبار وكان والدى سعيدًا بى وبصوتى في ترتيل القرآن وإلقائى للتواشيح والأناشيد الدينية وقد كان يظن أننى سأصبح مثل الشيخ مصطفى إسماعيل والذي تعتبره الغربية أحد رموزها الكبار. =هل مؤسسة ثروت للأيتام جعلتك تتردد على المسئولين داخل محافظة الغربية بكثرة؟ أنا حريص على زيارة المؤسسة فقط لا غير، ولأننى أنشأت هذا المشروع لوجه الله لذا فأنا حريص ألا أجعل من المؤسسة ذريعة لمعرفة المسئول الفلانى أو العلانى حرصا على تجنب مواطن الشبهات وهذا يريحنى كثيرًا. = من هم فنانو محافظة الغربية الذين كنت تعتبرهم رموزا تقتدى بهم؟ محافظة الغربية مليئة بالرموز الفنية العظيمة بداية بالفنان الكبير عبده الحامولى ومحمد فوزى وياسمين الخيام وعفاف راضى وهدى سلطان، وأظن أن كل هؤلاء حققوا نجاحات فنية كبيرة في مجال الفن وكانوا رموزا لمصر أقتدى بهم، وتعلم منهم كل فنانى ومطربى مصر. =هل أنت راض عن مشوارك الفنى؟ أنا اجتهدت بقدر الإمكان وكنت حريصًا أن أقدم فنا لا أندم عليه ولا يضر مجتمعى في كل المجالات العاطفية والوطنية والدينية، والأطفال، وأنا أسعد كثيرا بردود أفعال الناس تجاه أعمالى حتى القديمة منها. = اهتمامك الرئيسى هل هو بالفن أم الهندسة؟ أهتم بصفة رئيسية بعملى كمهندس وأعتبر أن الغناء هواية وليست حرفة، وهذا يجعلنى أكثر تحررا في اختيار ما أقتنع به من أعمال وعندما أجد فرصة طيبة للغناء أغنى، وإذا لم أجد فلدى مصنعى. = للعلم بالشيء ليس إلا.. ماذا يفعل الفنان محمد ثروت؟ أنا متخصص في مجال ميكانيكا الإنتاج ولدى مصنع لتصنيع الحلل والكسرولات وباقى قائمة الأدوات المنزلية المصنعة من الألومنيوم وأنا سعيد بهذه المهنة ولا أفكر يوما في التفرغ نهائيا للغناء وخصوصا أنه قد مر 25 عاما على ظهورى في عالم الغناء فماذا تريد منى بعد هذا العمر الطويل؟ = هناك من يتهمك وأبناء جيلك بترك الساحة للمطربين العرب؟ الدنيا قد تغيرت من حولنا وأصبح للفضائيات الخاصة وغيرها سياسات على أساسها تظهر من تريده أن يظهر، وبالتالى الفنان مظلوم في وسط تلك المنظومة الإعلامية الضخمة والتي كانت في السابق مقصورة على الإذاعة والتليفزيون المصرى أما الآن فهم يأتون كما يقولون بمن يجارى الموجة وبدون مراعاة لأذواق فنية وخلافه مما تعلمناه من السابقين. = مارأيك في سقوط إيمان البحر درويش في انتخابات نقابة الموسيقيين، وهل ترى أن النقابة في عهده كانت أفضل مما سبق؟ أنا عضو في النقابة ولكننى بعيد عن الأمور المتعلقة بها وعلاقتى بها تنقطع عند كونى عضوا بها لا أكثر ولا أقل، ولم أعانِ يوما منها في شيء، ولا أستطيع التحدث عن أي أمور أخرى تتعلق بالإدارة، ويسأل في ذلك إيمان البحر وأظن أنه أقدر من كان يدير شئون الموسيقيين بسبب ما عرف عنه من نزاهة اليد وحسن الخلق. =من هو أكثر من ساعدك في حياتك الفنية وتدين له بالفضل لما وصلت له؟ أدين بالفضل بعد الله سبحانه وتعالى لأستاذى موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب والذي ساندنى لمدة 10 سنوات متواصلة وذلك منذ أن اختارنى من ضمن مجموعة كبيرة من شباب المطربين في ذلك الوقت، وكنت وقتها في مقتبل العمر ولحن لى العديد من الأغانى منها عاشت بلدنا عينين السهرانين، النور والحرية، أنت حياتى، وغيرها الكثير من الأغانى التي تعد علامات مميزة في تاريخى وتاريخ الغناء العربى. = لماذا تعد الأغانى الدينية هي الأكثر ارتباطا بالفنان محمد ثروت؟ سر ذلك يكمن في نشأتى الدينية في ظل السيد البدوى بطنطا وتأثرى بتعلم القرآن وإلقاء التواشيح والتي كنت مرارا ألقيها في المناسبات والحفلات المدرسية هناك وكنت أجد تشجيعا وتصفيقا هائلا من جموع الحاضرين وتشجيع المدرسين لى في المرحلة الثانوية وخاصة مدرسي اللغة العربية والموسيقية على الاستمرار، ولكننى كنت حريصا كل الحرص على اعتبار ذلك هواية لأننى كنت أعشق دراستى في الهندسة قبل كل شيء. = ما الكلمة التي يمكن أن توجهها للشعب المصرى في تلك الفترة العصيبة من تاريخنا؟ ليس لدى كلمة تعبر عما أريد أن أقوله في تلك اللحظة، سوى كلمات أغنيتى الأخيرة والتي تقول ورب طه والمسيح احموا مصر يا مصريين، وأقفوا صحبة في وش الريح ردوا الظلم عن الظالمين، خلوا المصريين يحبوا بلدهم ويحبوا بعضهم البعض، وكفانا ما حدث، وأنا أوجه هذه الكلمة لكل المصريين حكاما ومحكومين.