مع اقتراب شهر رمضان المبارك، ورغبة البعض في الذهاب للاصطياف قبل الأيام المباركة أو خلال شهر الصيام، واتهام بعض الأصوات لهم بأنه نوع من التبذير والإنفاق في أوجه غير مشروعة ومكروهة، واتهام المرأة بالتبرج، رغم زيادة أعداد المقبلين على ملابس البحر الخاصة بالمحجبات. نجد كثيرا من الأسر تقف في حيرة من أمرها، بين الرغبة في الترويح عن النفس بعد عام دراسي وسياسي محمل بالأحداث المرهقة للأعصاب، وبين اتهامات المتأسلمين بالتحريم. إلا أن الدكتور أحمد كريمة أكد في تصريح خاص "لبوابة فيتو"، على أن الكلام في الأحكام الشرعية يجب أن يكون للفقهاء الخبراء بأدلة ومبادئ ومقاصد الشريعة الإسلامية وليس بإنشائيات أو هوى من بعض الدخلاء والجهلاء وهم كثر في هذا الزمان.. فقال تعالى:"ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام، لتفتروا على الله الكذب، إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون".. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أجرئكم على الفتيى أجرئكم على النار". وأكد على أن الترويح عن النفس مشروع ومباح في أصله، بشرط الالتزام بحدود الآداب الشرعية، سواء قبل رمضان أو أثناء الصيام، فهذا أمر لا بأس به ولا غبار عليه، فالإنسان حر فيما يملك، مادام يؤدي زكاة أمواله بشروطها الشرعية، والقول بخلاف ذلك عدوان على الشرع. وبالنسبة للمرأة فهى مطالبة بشكل عام بارتداء الثياب التي لا تصف ولا تشف، وإذا أرادت نزول البحر فيشترط أن يكون هذا في أحد الشواطئ الخاصة، بعيدا عن أعين الآخرين، وأن ترتدي المايوه أو ملابس البحر التي يتم تصميمها لتتناسب مع كونها مسلمة، وأن تخرج من البحر لترتدي على الفور ثيابا تغطيها، والإسلام لم يضع تصميما محددا لكن الشروط معروفة للجميع، ومن يتعاهد فقد ظلم نفسه. وأشار "كريمة" لأهم الآداب الشرعية أثناء الاصطياف أو الخروج للترويح عن النفس بصفة عامة سواء للرجال أو النساء، وتتمثل في عدم كشف العورة، وعدم اختلاط الرجال بالنساء، والامتناع عن فعل المحرمات كشرب الخمور والألعاب المعتمدة على القمار والمراهنات، وغض النظر عما حرم الله، ومخالطة الأخيار، وعدم التفريط في أداء الفرائض، بل يعد فرصه للتأمل في خلق الله، والذكر والتسبيح. وتابع: القول في الدين بغير علم، شر وضرر، فليحذر أدعياء الفقه بالدين، أن يحرموا ما أحل الله، أو يحلوا ما حرم الله، لأن هذا قلب للأحكام الشرعية وإضرار لسمعته وتعدي على حدود الله.. فقال تعالى: "تلك حدود الله فلا تعتدوها، ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه".