أكدت صحيفتا (الراية) و(العرب) القطريتان في افتتاحيتهما اليوم الإثنين أن الأحداث المسلحة التي وقعت أمس الأول في منطقة (الكوفية) بمدينة بنغازي شكلت تحولا مؤسفا في تاريخ الثورة الليبية، التي ما زالت تعيش حالة من إعادة البناء، وإعادة الثقة بين مختلف أبناء الشعب الليبي. فمن جانبها، ذكرت صحيفة (الراية) أن الشعب الليبي الذي قدم أغلى التضحيات للخلاص من عهد الديكتاتورية والفساد يجد نفسه مرة أخرى أمام خطر انزلاق البلاد إلى حرب أهلية ؛ بسبب انتشار السلاح والمليشيات المسلحة وعدم نجاح الحكومة في تشكيل جيش قوي يدمج فيه الثوار السابقين وأجهزة أمن قادرة على بسط الأمن والاستقرار في مختلف المدن الليبية. وأوضحت أن استمرار وقوع الاشتباكات المسلحة وسقوط ضحايا من المدنيين وعدم قدرة الجيش الليبي وأجهزة الأمن على منعها واعتقال المتسببين بها سيؤدى إلى فشل مشروع بناء الدولة الديمقراطية الحديثة القائمة على الحرية والتعددية والمساواة واحترام حقوق الإنسان التي ضحى من أجلها الليبيون بأرواحهم. ونوهت بأن دولة قطرقد أعربت عن قلقها للأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة (بنغازي) الليبية وأدت إلى عشرات القتلى والجرحى، داعية كافة الإخوة الليبيين إلى التحلي بضبط النفس في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ بلادهم التي تستدعي التوافق وتدعيم الوحدة الوطنية وإيجاد حلول سريعة لظاهرة انتشار السلاح حفاظا على أمن وسلامة واستقرار بلدهم. وأضافت الصحيفة أن مسئولية منع انجراف ليبيا إلى الحرب الأهلية تقع على عاتق جميع القوى السياسية سواء كانت في الحكومة أو المعارضة، كما تقع على "مليشيات الثوار المسلحة " التي لا تزال تحمل السلاح وتتناحر على النفوذ السياسي في البلاد وتعتقد أنها ستحصل على نصيبها من السلطة من خلال احتفاظها بالسلاح. وتناولت صحيفة (العرب) القطرية هذا الملف، وذكرت أن المجموعات المسلحة التي تمارس أعمالها خارج نطاق سلطة الدولة التي تشكلت على أنقاض نظام القذافي فإنها لا تسعى فقط لعرقلة بناء الدولة الجديدة وإنما تسحب الثورة الليبية إلى مساحات تؤدي بالضرورة إلى خروج الجميع خاسرا من هذه الثورة. وأكدت الصحيفة أنه لا مفر لليبيين اليوم من الجلوس على طاولة الحوار؛ لأن استمرار وجود العناصر المسلحة خارج نطاق منظومة الدولة سيؤدي إلى فقدان ليبيا بريق ثورتها المباركة، مؤكدة أن ليبيا اليوم بحاجة إلى كل أبنائها وكل طاقاتها العسكرية والعلمية والمدنية والاقتصادية فهي في مرحلة بناء بعيدا عن لغة العنف التي أنهكت الليبيين عقودا طويلة.