سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الجارديان" ترصد بوادر الحرب بين السنة والشيعة في لبنان.. الصراع الطائفي السوري يمتد إلى بيروت.. ونصر الله يزيد التوتر في المجتمعات السنية.. والشيطنة المتبادلة تؤجج النار في الجنوب والشمال
رأت صحيفة جارديان البريطانية اليوم الأحد أن الصراع الطائفي المشتعل في سوريا وامتد إلى أطراف لبنان بدأ يتسلل إلى العاصمة بيروت بعد أشهر كان فيها سكانها غير عابئين بما يحدث من صراعات طائفية في الجوار السوري. وكان يؤكد سكان العاصمة أنهم ليسوا مضطرين للقلق مما يدور، فهناك قول شائع يتداوله سكان بيروت ألا وهو "لقد مررنا بأسوأ من هذا"، وهناك قول آخر "لقد تعودنا على اندلاع حرب كل بضعة أعوام". وقالت الصحيفة أن الشجاعة المصطنعة تلك بدأت تتحول في الأشهر الأخيرة إلى مخاوف وشكوك من زحف الحرب الطائفية السورية إلى لبنان التي بدت بوادرها بالفعل من خلال الاشتباكات بين الأغلبية السنية والأقلية العلوية شمالا. وأوضح التقرير أن طبول الحرب في طرابلس، ثاني أكبر مدينة لبنانية، بدأت تقرع، في ظل ما تشهده المدينة من إعداد مقاتلين وتدريبهم. ويرى التقرير أن الشمال السني أخذ على عاتقه مسئولية الحرب الأهلية السورية خاصة بعدما خسر الثوار القصير وسقطت في يد نظام بشار وحليفه حسن نصر الله. وأوضح أنه في العامين الماضيين منذ اندلاع الثورة السورية والمدينة تشهد اشتباكات متفرقة بين أهل السنة أصحاب الأغلبية والأقلية العلوية التي بدأت تتحصن على قمة تلة سكنية مؤخرا ليبدو الأمر وكأنه استعداد لمعركة حقيقية أطول أمدا. وأكد التقرير أن الحرب السورية ألقت بالفعل بظلالها على الجارة اللبنانية بإيعاز من إيران لتبقي السنة بعيدا عن السلطة في بلاد الشام، مضيفة أن القتال اشتد في خلال الأسابيع الثلاثة الماضية عندما خرج حزب الله الشيعي من الظل ليفرض سيطرته على الوضع السوري معتمدا على قوته العسكرية والسياسية. وأشار إلى أن دور حسن نصر الله المحوري في معركة القصير الأخيرة أشعل المزيد من التوترات في لبنان بسبب انخراطه بهذا الشكل الصريح والمعلن في الحرب السورية بدعم من طهران، بينما كان يجاهد اللبنانيون طيلة العامين الماضيين لإبعاد أنفسهم بقدر المستطاع عن الانزلاق في هذه الحرب، والآن أصبحت أمن لبنان على المحك بسبب عودة النزاع الطائفي مجددا وبشكل أكبر. ويعتقد العديد من المجتمعات السنية اللبنانية أنه في ظل النصر الذي حققه مقاتلو حزب الله في القصير والتصعيد المتواصل لدورهم في القتال الذي يتخذ صبغة طائفية، فإن الانزلاق في الصراع الطائفي بين السنة والشيعة أمر حتمي لا مفر منه وسيتجاوز الحدود اللبنانية السورية. في المقابل، فإن الشيعة في الجنوب يرون أنهم بذلك يحمون أنفسهم من السلفيين والتكفيريين وغيرهما من التيارات السنية الأصولية. واعتبر التقرير أن هذه الشيطنة المتبادلة تؤجج الاصطفاف الطائفي في الجنوب والشمال الذي يمكن لمسه أيضا في العاصمة بيروت حيث تعيش الطوائف كلها جنبا إلى جنب. ورغم أن الحرب لم تندلع بعد، إلا أنه لا يمكن القول أن لبنان يعيش حالة سلام.