في الوقت الذي يستعد فيه النظام السوري لحضور اجتماع جنيف2 الذي كان مقررا عقده الشهر الجاري قبل أن يتم الإعلان عن تأجيله إلي شهر اغسطس المقبل, جاءت الشكوي التي تقدم بها الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلي مجلس الأمن والجامعة العربية ليوجه لطمة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي شعر بتغيير في الموقف اللبناني الداعم له منذ اندلاع الصراع. وتحت عنوان الحرب الأهلية تنتقل إلي لبنان نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا أشارت فيه إلي أن الحرب الطائفية التي اندلعت في سوريا بين السنة والشيعة انتقلت إلي لبنان بعد أن بدأت شرارتها من صيدا اللبنانية التي شهدت اشتباكات مسلحة بين الجماعات السنية أنصار الشيخ أحمد الأسير الرافضة لدخول حزب الله علي خط الحرب السورية وبين الشيعة المؤيدين لحسن نصر الله ودوره العظيم في هذا الصراع التاريخي, وهو ما دفع بالجيش اللبناني لإعلان حالة الاستنفار وتعزيز تواجده في شوارع صيدا التي شهدت أسوأ أعمال عنف وأخطرها منذ عدة سنوات إذ بدأ القناصة مجهولو الهوية في اعتلاء أسطح المنازل لقتل المدنيين بأسلحة حديثة تستخدم لأول مرة في لبنان, بالإضافة إلي الرشاشات والقذائف الصاروخية في بلد مهدد بالانزلاق نحو الفوضي. وحذرت الصحيفة من خطورة الوضع في صيدا ذات الأغلبية السنية, مؤكدة أن الصراع قد يأخذ منحني آخر خاصة بعد الانتصار الذي حققه جنود حزب الله في القصير وهو الأمر الذي يعد نقطة تحول كبيرة في الصراع المستمر منذ أكثر من27 شهرا, وقد تكون تلك المنطقة الاستراتيجية النقطة التي يبدأ منها تحرير سوريا من الثوار, ومن هنا يزداد الوضع اشتعالا في صيدا التي يرغب سكانها السنة في رحيل الأسد, لذا فيمكن القول إن لبنان التي يقطنها خليط من الطوائف المختلفة باتت علي اعتاب حرب أهلية شرسة بعدما نجحت الأزمة السورية في تقسيم شعبها وتقنيته, وهو الأمر الذي يهدد بزعزعة الاستقرار ليس في لبنان فقط بل في الشرق الأوسط بأكمله. والسؤال هل سيغير لبنان موقفه من سوريا؟ وهل سيظل ينأي بنفسه عن الصراع الدائر بعد سقوط صواريخ الأسد والمعارضة علي ارضه يوميا؟ وماذا عن الحرب الطائفية التي تهدده بالتمزيق؟