تحولت مدرسة "السنية" الثانوية للبنات، والتي يعقد بها كنترول "أ" لقطاع القاهرة الكبرى، إلى مكان أشبه بالسوق، حيث إن موقع المدرسة والمنطقة المحيطة بها لا يليق بمكان انعقاد الكنترول، والذي يعتبره الكثيرون من خبراء التعليم، موقعا لتحديد مستقبل طلاب الثانوية العامة. رصدت "فيتو"، ثلاثة مشاهد بمجرد انتقالها لموقع المدرسة المشهد الأول، أن المدرسة تقع بالقرب من مسجد السيدة زينب، وهى مقصد لكثير من عشاق "رئيسة الديوان"، ولسوء الحظ أن موعد امتحانات الثانوية العامة يتزامن مع الاحتفال بمولد "السيدة زينب" حفيدة الرسول -صلى الله عليه وسلم- والذي يأتي في مثل هذا الموعد من كل عام. وتحولت المنطقة المحيطة بالمدرسة إلى مولد صغير، ينام على باب المدرسة بعض الأشخاص، الذين قاموا بوضع المراجيح الخاصة بهم على بعد أمتار قليلة من باب المدرسة دون أن يعترضهم أحد، بالإضافة إلى تحول المكان إلى مقلب للقمامة بسبب روث الحيوانات الخاصة بأصحاب المراجيح، بالإضافة إلى وجود باعة الفاكهة والخضار يتمركزون أمام باب المدرسة مباشرة. المشهد الثاني، الذي يعد الأكثر أهمية، هو غياب الأمن تماما عن المدرسة، ولا يوجد غير بعض الأشخاص التابعين لوزارة التربية والتعليم، ولوحظ غياب تام لرجال الشرطة والقوات المسلحة، رغم التصريحات التي ملأت الدنيا ضجيجا من وزير التربية والتعليم والمتحدث العسكري عن التأمين الكامل للجان الثانوية العامة والكنترولات، من قبل وزارة الداخلية والقوات المسلحة. المشهد الثالث، كان الأكثر دهشة، حيث إنه على الرغم من تعليمات وزارة التربية والتعليم، بعدم السماح لأي شخص بدخول الكنترول إلا إذا كان تابعا للوزارة أو يعمل بالكنترول، إلا أن "فيتو" رصدت دخول بعض الأشخاص الملتحين، الذين يرتدون الجلباب، وليس لهم علاقة بوزارة التربية والتعليم، بل إن إحدى الطالبات قامت بالدخول إلى المدرسة وإلقاء التحية على من بداخلها. وعندما لاحظ محرر "فيتو" السماح لأى شخص بالدخول، قام بالدخول للمدرسة دون أن يعترضه أحد، وقام بالتجول في فناء المدرسة، وبعد فترة من التجول استدعاه أحد الأشخاص، والذي تبين فيما بعد أنه يدعى "ماهر خياط" موظف بوزارة التربية والتعليم ومدير أمن الكنترول، واستفسر عن هوية المحرر، وسبب تواجده داخل الكنترول. قال الخياط: إن الأوراق سيتم استلامها بعد الانتهاء من امتحانات اليوم الأول مباشرة، واللافت للنظر أنه طلب من المحرر إحضار جواب من الوزارة لكي يستطيع التحدث.