في تمام السابعة صباحا، هدوء يملأ أركان المنزل، يدق جرس الهاتف تهرول الأم لترد على المتكلم.. "منزل الطالبة هدير إبراهيم، مدرسة أم المؤمنين.. مبروك هدير من أوائل المحافظة ياريت تحضر ديوان المحافظة لتكريمها"، في هذه اللحظة لم تتمالك الأم نفسها ولم تستطع حبس دموعها.. أسرعت إلى هدير لتوقظها من نومها وتخبرها أنها من أوائل الإعدادية بمحافظة القاهرة. "مكنتش مصدقة نفسى، ومكنتش متوقعة.. أنا كنت الأولى على المدرسة في الترم الأول بس مكنتش أتوقع أبقى من أوائل المحافظة".. بهذه الكلمات بدأت هدير حديثها مع فيتو وأكدت لنا أنها حتى لحظة تكريمها في المحافظة لم تصدق نفسها. أما والدة هدير فأكدت أنها كانت متوقعة، وكانت تنتظر مكالمة التليفون فمنعت أخوات هدير خلال اليومين اللذين سبقا إعلان النتيجة الرد على الهاتف، فهى تعلم أن اعتماد النتيجة سيكون في أي لحظة لتأتى مكالمة الهاتف لتحقق رؤية أم هدير حيث رأت أثناء نومها أن هناك من يتصل ويقول لها هدير الطالبة المثالية. هدير كشفت لنا سر نجاحها فنصحت جميع زملائها بتنظيم الوقت والثقة بالنفس لأنهما سر نجاح أي شخص، حيث أكدت أنها لم تكن من "الدحيحة"، وكان يوم الجمعة ترفيهيا، تذهب فيه إلى النادي مع أسرتها، إلا أنها ومع اقتراب الامتحانات بدأت تزيد ساعات المذاكرة ولا تنسى أوقات الراحة بين المذاكرة. "مخدتش دروس خصوصية خالص غير في مادة العربى".. هكذا أكدت هدير أن النجاح الدراسى لا يكمن وراء الدروس الخصوصية كما يفهم بعض الطلاب وأولياء أمورهم فهى لا تتلقى سوى درس في مادة اللغة العربية فقط، ولم تنس هدير وقوف بعض معليمها إلى جوارها وتشجيعها ومساندتها. وأضاف هدير أن والدتها ووالدها هما السر الأساسى في نجاحها فهناك متابعة دائما من والدتها وتحفزها دائما عندما كانت تقابل بعض معوقات النجاح. "أريد أن أكون مهندسة".. هذا هو حلم هدير وطموحها في المستقبل، حيث أكدت لنا أنها تجتهد في مذاكرتها حتى تستطيع تحقيق حلمها وهو أن تكون مهندسة مثل والديها. وجهت هدير رسالة إلى وزير التربية والتعليم الدكتور إبراهيم غنيم ورئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى بضرورة الاهتمام بالتعليم وتطوير المناهج وتغيير ما يعتمد منها على الحفظ كمادة الدراسات الاجتماعيه التي أعربت عن استيائها منها كونها تحتاج إلى "صم كثير"، وفقا لوصفها. وأثناء حديثنا مع هدير انقطع التيار الكهربائى لنتذكر ونسألها هل عانيت من انقطاع الكهرباء فترة امتحاناتك ردت قائلة "نعم في امتحان العلوم، وراجعت المنهج على ضوء كشاف هاتف والدى، وكان ضعيفا جدا بس كان ده المتاح.