فتوى تكفير الشيخ عبد الرحمن البر، مفتى الإخوان وعضو مكتب الإرشاد، صدرت عن قيادى بارز بحزب النور وصاحب كلمة مسموعة بين السلفيين، ورئيس الدعوة السلفية لقطاع الصعيد، وهو الشيخ عادل أبو النصر. أشار الشيخ أبو النصر فى فتواه إلى أن مفتى الإخوان خالف العقيدة لاستشهاده بنبوءة حاخام يهودى عن تحرير فلسطين على يد الرئيس مرسى، وقال إن من يصدق عرافا فهو كافر. أصابت فتوى الشيخ أبو النصر جماعة الإخوان بصدمة عنيفة، ليس لمجرد أنها استهدفت مفتى الجماعة وصاحب الكلمة الفصل فى تحديد ما هو حرام وما هو حلال، ولا للمكانة العالية التى يحظى بها الرجل داخل الجماعة بعضويته فى مكتب الإرشاد، ولكن لأن الجماعة تعده لمناصب أخرى تساعد على تنفيذ خطة التمكين، ومن بينها رئاسة جامعة الأزهر وربما شيخ الأزهر أيضا. لذلك يصبح تكفيره من جانب الشيخ السلفى مصيبة كبرى، ولكن عندما تدور عجلة التكفير فى زمن الإخوان لن تستثنى أحدا حتى شيوخ الجماعة الذين اعتقدوا أنهم محصنون لا يطالهم التكفير، لذلك اتخذوا موقف الصمت من فتاوى الشيوخ الذين احترفوا تكفير كل من يخالفهم الرأى. لم تعترض الجماعة على تلك التجاوزات، حتى عندما طالت الأزهر صاحب المكانة العالية فى العالم أجمع. وما حدث الأسبوع الماضى يؤكد أن الجماعة لن تتصدى للمتطرفين الذين اقتحموا مبنى المشيخة وحاولوا حرق مكتبتها العامرة بأمهات الكتب الإسلامية، مرددين هتافات "الأزهر كافر"، حدثت الواقعة فى وضح النهار وتم الاعتداء على الموظفين وتحويل 6 منهم لمستشفى الحسين الجامعى للعلاج. وحطموا الواجهة الرئيسية لمبنى المشيخة، وعددا من السيارات الخاصة، بينما اتخذت الجماعة وحزبها الذى يعد على المصريين أنفاسهم موقف الصمت، وكأن الحدث جرى فى بلاد أخرى، أو أن الأمر برمته لا يعنيهم بل ربما يرضيهم! ونال شيوخ التيار السلفى من الحب جانب، بعد أن اعتقدوا أن فتاوى التكفير لا تصدر إلا منهم، وتأكدوا أن عجلة التكفير عندما تدور لن تستثنى أحدا. فقد طالب الشيخ فوزى السعيد، زعيم سلفية القاهرة، أن يتوب الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة عما اقترفه من ذنوب عندما عرض نفسه على كفار الغرب، وقبل أن يجلس مع الفنان هانى رمزى! كما طالبه بالابتعاد عن حزب "النور" الذى وصفه بحزب "الظلمات"، وأن يبعد الغل عن قلبه. أما آخر الاتهامات التى وجهها الشيخ السعيد إلى برهامى فهى الخيانة العظمى، إى والله، الخيانة العظمى! ولم تعد الفتاوى التكفيرية توجه إلى الخصوم من التيار المدنى، بل تبارى الشيوخ فى إصدار فتاوى التكفير والتخوين لتشمل إخوتهم الذين شاركوهم الدعوة السلفية وتعرضوا للسجن والتعذيب سنوات طويلة، ولم يشفع لهم تاريخهم فى الدعوة للنجاة من تلك الاتهامات.