الشاعر الفنان نجيب سرور.. أهمله المسرح وأهملته وزارة الثقافة في حياته وفي مماته. مواهبه الفنية والأدبية عديدة ومجالات إبداعه وعطائه متنوعة شاعرًا ومجددًا ومؤلفا مسرحيا له دوره البارز في نهضة المسرح والحديث. تميز إنتاج نجيب سرور بلغة شعرية تجمع بين الفصحى والعامية الموزونة والنثر المسموع بجانب صدق التعبير وعذوبة اللفظ، يستمد مسرحه أصوله من التراث الشعبى لذلك اعتمد اعتمادًا كاملًا على شكل السامر الشعبى في إنتاجه.. ابتعد عن القوالب المسرحية المعروفة، إنتاجه يعبر بصدق وحرارة عن معاناة شعب ونضاله وعظمته. لأنه كان أديبًا فنانًا متمردًا فقد كان متشائمًا في حياته تقدميًا مؤمنًا بمبادئ الاشتراكية التي تقوم على العدالة الاجتماعية. ولد نجيب سرور في أول يونيو 1932 بمحافظة الدقهلية، بدأ ينظم الشعر عام 1946، درس الحقوق ثم التحق بالمعهد العالى لفن التمثيل، عمل ممثلًا ومخرجًا بالمسرح الشعبى وشارك في عروض فرق الأقاليم، عمل بالرقابة على المصنفات الفنية ثم سافر في بعثة إلى الاتحاد السوفيتى لدراسة الإخراج وتزوج من روسية وأنجب ابنه «شهدى». عمل في قسم الإذاعة العربية في بودابست ورفض مهاجمة مصر من هناك وفى المجر هددته إسرائيل فأرسل إلى والده خطابًا يقول فيه: لو قتلت في المجر فسيكون ذلك بأيد صهيونية فنشر والده الخطاب بإحدى المجلات ولما قرأه «جمال عبدالناصر» أرسل إلى سفير المجر بطلب عودة «نجيب سرور» وتصادف مع ذلك عرض مسرحيته «آه ياليل ياقمر» التي تنبأ فيها بنكسة «67» قبل حدوثها، وأصدر عبدالناصر قرارًا بتعيينه في مؤسسة فنون المسرح والموسيقى. كتب نجيب سرور مسرحية ياسين وبهية عام 1964 ومسرحية قولو لعين الشمس التي تعكس أزمة المثقف بعد النكسة، ومسرحية بهية وخبرينى، الكلمات المتقاطعة، الحكم قبل المداولة، منين أجيب ناس وملك الشحاتين وغيرها. لأن نجيب سرور متشائمًا كتب يقول: البحر بيضحك ليه.. وأنا نازلة أدلع أملا القلل البحر غضبان ما بيضحكش.. أصل الحكاية ما تضحكش.