المعتقدات الخرافية في الحب والزواج

قالت الدكتورة سناء محمد سليمان، أستاذة علم النفس بكلية البنات جامعة عين شمس، في كتابها عن الخرافات والسحر والشعوذة، إن أهم المعتقدات الخرافية التي يؤمن بها الناس تكثر في الحب والزواج والإنجاب والمرض.
وذكرت في كتابها أن من بين هذه الخرافات إقدام المرأة على فعل كل شيء في سبيل الحصول على زوج مناسب، فمثلا البنات يقصصن شعرهن عند بزوغ القمر لكى ينمو جميلا مسترسلا وإذا قصته في ظلام القمر ينمو رديئا ويشيب قبل الأوان وبعض الممارسات لتحسين فرص زواج الفتاة وتتضمن لمس رجل ميت.
وأشارت الكاتبة إلى بعض الممارسات الخاصة بالحب المنتشرة في أوربا منها قيام الفتاة بأخذ كمية من التراب في إناء وتزرع فيه زهرة "الماريجولد" وعندما تزدهر فإن الشاب يقع في حبها، وخرافة ألمانية تفيد بأن الشاب يقطع إصبعه ويضع قطرات من دمائه في مشروب للفتاة.
ويسود اعتقاد في أمريكا منذ 1840 بأن الرئيس الذي ينتخب بعد فترة عشرين سنة من هذا التاريخ سوف يموت وهو في منصب الرئاسة، وحدث ذلك مع وليم هنرى 1840 وإبراهام لنكولن الذي توفي 1860 وجيمس جارفيلد 1880 ووليم ماك 1900 وجون كيندى 1960.
ومن الخرافات في الحياة الاجتماعية، أن إنجاب البنات يؤدى لقلة الرزق والأولاد لزيادته، وأن "زقزقة العصافير" في فم الطفل تمكنه من الكلام مبكرا، وكسر كوب من الزجاج لحفظ العريس من العين وعدم غسل الملابس يوم الجمعة لتفادى حدوث السوء.
أما عن خرافات الغيبيات فسقوط مطر بعد موت شخص ما ينبئ على موت آخر وأن الكرة الأرضية محمولة على قرن ثور، وحك راحة اليد اليسري دليل على الحصول على رزق.
أما عن خرافات الصحة والمرض فمنها أن لبس مريض الحصبة ملابس حمراء يؤدى لشفائه والكى بالنار يطرد الجن من جسم الإنسان، وارتداء سلسلة من المعدن يشفي من مرض الروماتيزم، والزار يفيد علاج العقم عند السيدات وأن تخطى شخص نائم يوقف نمو طوله.
أما عن خرافات التفاؤل والتشاؤم فإن قلب الحذاء مدعاة للمشاكل، ومسك العروس لطفل يوم زفافها للتفاؤل بالإنجاب، ولا تخاط ملابس فوق صاحبها لأنها دليل على الموت والكفن، وسكب الحليب فال تشاؤم.
أما عن خرافات الخطبة والزواج، فمنها لبس حذاء العروس للتعجيل بالزواج بعدها، وإعطاء الفتيات بذر التمر في العزاء لتعجيل الزواج، وحرق حيوان الحرباء وإعطاؤه للعروس لمنع السحر لها.
وتتابع في الكتاب خرافات الحمل والولادة، منها البصق في فم عصفور وإطلاق حمامة بيضاء في وجه الحامل للتخلص من الوحم، وتربية المرأة العاقر للسلحفاة لترزق بالأطفال.
وأشارت إلى أن من بين المعتقدات الشعبية التي يؤمن بها البعض أن تربية الأرانب في البيوت تجر المصائب على أصحابها وأن البوم لم يكن طائرا بل كانت امرأة فقدت ولدها وبكت على قبره فترة طويلة وكانت تنام عند القبر ومع مرور الزمن انقلبت لطائر لا يخرج إلا في الليل ويتشاءم الناس منه.
كما أن الحية يتفاءل المسافر بها إذا وجدها في الطريق وإذا وقفت أمام امرأة حامل فستنجب ذكرا، وإذا انسابت أمامها تنجب أنثى.
والعقرب الميت في الحلم معناه موت عدو ومن يأكل عقربا فإنه يأكل مالا حراما أما الخيل فإذا صهلت ودارت حول نفسها يعنى وجود خطر داهم وراكب الحصان في الحلم سينال مجدا.
وأوضحت أن أسباب انتشار الخرافات هى الجهل والأمية والشعور بالخوف والتوتر والانفعال والدور السلبي لوسائل الإعلام وتبرير السلوك والدفاع عن النفس.