أهنئكم جميعا ببدء العام الميلادى الجديد وعيد الميلاد المجيد مصليا إلى الله أن يفرح قلوبنا ويجلعنا فى سلام ومحبة وأن يحفظ بلادنا العزيزة مصر المباركة التى باركها السيد المسيح له المجد وبارك شعبها "مبارك شعبى مصر" أثناء زيارته لها مع العائلة المقدسة. فعيد الميلاد هو أبو الأعياد جميعا، لأنه لولا ميلاد السيد المسيح بالجسد، ما كان عماده ولاصلبه ولا قيامته ولا صعوده إلى السماء، ولو كان المسيح قد جاء فى كامل مجده تحتفل به الملائكة والجنود النورانية، لما كان عجيبا، لكن العجيب أن تظهر كل هذه القوة من خلال مظاهر الضعف الخارجية، فلم تكن قوة المسيح كامنة فى المظاهر إنما فى جوهره وطبيعته. لذلك من الممكن أن يكون الإنسان متضعا وقويا فى نفس الوقت، فالذى يتحد بالمسيح يقتنى منه اتضاعه وقوته معا، فالقوة التى ترعب الشياطين هى الاتضاع، أما الكبرياء فتخلى الإنسان من النعمة وتجعله يسقط فى يد أصغر شيطان. آباؤنا الرسل كانوا وسط مظاهر الآلام والعذابات الجسدية المريعة، يظهرون قوة داخلية عجيبة حيرت جلاديهم، الإنسان الذى يتظاهر كثيرا بمظاهر القوة الخارجية ربما يكون فى داخله أضعف إنسان يسيطر عليه الخوف والجبن، فليكن فيكم هذا الفكر الذى فى المسيح الذى تجثو له كل ركبة ممن فى السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، لذلك كلما نظرنا إلى صورة الميلاد العجيب نتذكر محبته للبشرية ونقتنى صفاته فنتحد به ونتمثل بحياته. "المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة".