سبقت «فيتو» الجميع عندما حذرت قبل 8 أشهر، من تفشى ظاهرة خطيرة، تضرب المجتمع المصرى فى العمق، وهى ظاهرة الإلحاد، التى استقطبت الاف الشباب المسلم والمسيحى فى الفترة الأخيرة، وهو الانفراد الذى تناقلته عدة صحف عنا، قبل أن يتحول إلى قضية برلمانية مطروحة للنقاش فى مجلس الشورى. ظهور الوجه الحقيقى لجماعات الإسلام السياسى، وصراعها المحموم حول مكاسب دنيوية، يراه المهتمون بطرح القضية فى مجلس الشورى، مثل صلاح عبد المعبود والدكتور إيهاب الخراط والدكتورة نادية هنرى.. أحد أهم الأسباب التى دفعت كثيرا من شباب المسلمين إلى التخلى عن دينهم. الدكتور صلاح عبدالمعبود قال: «لاحظت خلال الفترة الأخيرة أن هناك منتديَ علي الانترنت يسمي إلحاد دوت كوم, يجذب عددا من الشباب، وهذه ظاهرة جديدة علي مجتمعنا،لا يجب تجاهلها». وفيما يعترف عبد المعبود بأنه كانت هناك خلايا إلحادية نائمة قبل الثورة بسبب التعامل الأمنى فى التعاطى معها، إلا أنه يؤكد أنها استيقظت وتمددت بعد الثورة بسبب حالة الانفلات التى تسود المجتمع المصرى على جميع المستويات، محملا جماعات الإسلام السياسى بجميع أطيافها، وفضائياتهم الدينية، جانبا كبيرا من المسئولية. عبد المعبود أوضح أن «الأناركية» رأس الإلحاد، مشددا على أن أعضاءها ينتشرون فى الجامعات المصرية، بما فيها الأزهر، ويخوضون فى الذات الإلهية فى مناقشاتهم. وطالب البرلمانى السلفى بضرورة تفعيل دور الأزهر والكنيسة وجميع المؤسسات الدينية، لمواجهة إلحاد المصريين بفتح قنوات للحوار والنقاش، قبل أن تتفاقم الظاهرة وتنجح فى استقطاب فئات أخرى، قد تدفعها الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد على كل المستويات، إلى الخروج عن النسق العام. ويرى الدكتور محمد خليل، أستاذ علم النفس الاجتماعي بكلية الآداب جامعة عين شمس، تحول شباب مصر إلى الإلحاد، نتيجة طبيعية لحالة التناحر بين أقطاب الإسلام السياسى، التى أساءت كثيرا إلى الإسلام، فضلا عن الضغوط الصعبة التى يمر بها المصريون بعد الثورة. مضيفا: حصيلة الملحدين المعلنة على المنتديات الإلكترونية تصل إلى نحو 200 ألف شخص، لكنه يعتقد أن تلك الحصيلة مرشحة للزيادة، لا سيما أن الظروف التى دفعتهم إلى الإلحاد لن تمر بسهولة، فضلا عن أنه ليس كل ملحد يجاهر بإلحاده. فى المقابل لم يلتزم الملحدون الصمت إزاء التحرك البرلمانى الأخير، بل أصدروا بيانا مطولا، انتقدوا فيه طرح القضية للنقاش فى مجلس الشورى، دون الاستماع لرأيهم، كما طالبوا بمكتسبات عديدة، من بينها: السماح بالزواج المدنى وحذف خانة الديانة من أوراق الهوية وإلغاء قانون ازدراء الأديان. وجاء فى نص البيان: «نحن، الملحدات المصريات والملحدين المصريين، نطالب بحقوق الملحدين المصريين التى تتلخص فى التالى.. أولاً: يكون لنا الحق فى تكوين أى تجمع لنا، سواء تجمعا رسميا أو غير رسمي، بدون أى معوقات قانونية.. ثانياً: إلغاء خانة الديانة من الرقم القومى، لأن وجودها يساعد على التمييز ضدنا، وإذا كانت توجد أى مستندات حكومية أخرى تطلب الديانة ولا يمكن إلغاؤها فعلى الأقل يكون لنا حق أن نكتب: لادينية.. لاديني.. كما نطالب بإلغاء قانون ازدراء الأديان»، الذى وصفوه بأنه «أداة خطيرة لقمع حرية الرأى ومعوق لممارسة فلسفة الأديان بحرية». وطالب «هانى بشرى»، أحد الملحدين، لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى، بدراسة هذه المطالب وتمكينهم من تحقيقها فورا.