كتب إحسان عبدالقدوس مقالًا في عدد 27 مايو 1955 بعنوان "هل تتزوج ابنة حلاق"، ثم أجرت المجلة في نفس العدد استطلاعا للرأى حول زواج ابنة الحلاق. يقول المقال: «جاءنى حلاقى الخاص مهمومًا، يطلب منى أن أبحث له عن عمل، ودهشت فحلاقى ناجح في عمله، وهو شاب وجيه يرتدى القمصان الحريرية والكرافتة السولكا والبدل الفريسكا، بنى بيتًا ثلاثة أدوار وينوى بناء سينما جديدة بالأرياف ولذلك يريد أن يهجر الحلاقة ويبحث عن عمل.. لماذا". إن له ابنة جميلة مثقفة، تقدم لها مهندس شاب، تعلقت به الابنة ورحب به الأب لكن أهل الشاب اعترضوا على الزواج لا لشىء إلا أن الفتاة ابنة حلاق!! روى الحلاق القصة والدموع في عينيه فقلت له: إن مجتمعنا لا زال مجتمعًا حائرًا ولا يزال يضم عقليات رجعية متعنتة، تحترم تاجر الحشيش أكثر مما تحترم الجرسون الشريف.. وأن الممثل والصحفى كانا إلى عهد قريب منبوذين من المجتمع، بل كانت المحاكم الشرعية لا تقبل شهادتهما لأنهما ليسا أهلًا للشهادة. لكن أصحاب تلك العقليات أصبحوا الآن قلة يأكلها الوعى الجديد وأصبحت الطبقة الراقية هى الطبقة الراقية بخلقها وثقافتها وإنتاجها وأصبح أولاد الحسب والنسب يتمنون أن يكون كل منهم ممثلا أو صحفيا أو بائع فول أو حلاقا التي استبدل اسمه بالكوافير. حدثته طويلًا.. ولكنه لم يقتنع.. إنه لا يزال يلح على لأبحث له عن عمل فهو لا يريد أن تجنى مهنته على ابنته. طلبت من زملائى أن يساعدونى في إقناع حلاقى وأن يسألوا الناس هل تقبل أن تتزوج ابنة حلاق أو يتزوج ابنك من ابنة حلاق؟ قال د. محسن شكرى الأستاذ بكلية الطب: إنه لا مانع من ذلك لأنى أعتبر أي مهنة حلال شريفة، ونجاح الزواج يتوقف على شخصية الفتاة ونضجها وعلمها وثقافتها. قال د. محمود الأودن مدير مستشفى الحميات: إنه لا يقبل الزواج بابنة الحلاق لأن الزواج يجب أن يقوم على التكافؤ الثقافى والفكرى والاجتماعى. اتفقت الكاتبة الصحفية أمينة السعيد مع الرأى السابق مؤكدة أن اختلاف الطبقة الاجتماعية ينتج عنه زواج فاشل مهما طالت مدته لذلك لا توافق على زواج ابنها بابنة حلاق. المذيع فهمى عمر يرى أنه لا مانع إذا كانت تتوفر في الفتاة شروط الزوجة الصالحة، لأن الزواج الناجح لا يقوم على مهنة الأب بل ينصب على صلاحية الفتاة لأن تكون زوجة وأما فقط ولا دخل لعائلة الطرفين فيه. كمال الرافعى - مهندس يرى أنه إذا كان أساس الزواج الحب فلا فرق بين ابنة الحلاق أو ابنة الوزير لأن الحب لا يعرف الفروق الطبقية. وأخيرا أسألك عزيزى القارئ هل تقبل أن يتزوج ابنك من ابنة حلاق؟