كشف السيد العقيلى - رئيس مجلس الأعمال المصرى الإيرانى - عن استعداد إيران لضخ نصف استثماراتها الخارجية داخل مصر، وقال- فى حواره مع « فيتو» : إن طهران تهدف من التكامل مع القاهرة إلى تحريرها من الوصاية الأمريكية، مشيرا إلى أن الأيام المقبلة تنتظر تدفق الاستثمارات الإيرانية فى مشروع « محور قناة السويس»، وهناك مساع لإنشاء «كويز إيرانى» أشبه بالأمريكى الإسرائيلى . ولفت العقيلى إلى أن الاختلافات المذهبية لا تمنع التعاون الاقتصادى، منوها بأن «نظرة الإيرانيين إلى العلاقات مع مصر تعتمد على المصالح العليا المشتركة بين البلدين فى مواجهة التحديات العالمية». وإلى نص الحوار : بداية .. كيف جاءت فكرة تأسيس مجلس الأعمال المصرى الإيرانى؟ وما العقبات التى واجهته؟ - الفكرة جاءت بعد تنحى الرئيس السابق حسني مبارك، عندما بدأ شباب الثورة والنخب السياسة يتبادلون الحوارات حول أهمية عودة العلاقات المصرية - الإيرانية، وتم تفعيل الأمر بزيارة أول وفد شعبى فى عهد حكومة الدكتور عصام شرف لإيران، ضم نحو 70 شخصية من غالبية طوائف الشعب، وحينها بدأت فكرة تشكيل مجلس أعمال مصرى- إيرانى تتبلور، ولم يواجه أي صعوبات أو عقبات، لأن الجانبين كانوا على أتم استعداد لإعادة العلاقات بقوة، وثبت أن من يعارض ذلك هم أنصار الإمبريالية الصهيونية والأمريكية التى تخشى التكامل بين اثنتين من أهم دول الشرق الأوسط. ما أهم المجالات التى يمكن أن يكون فيها تعاون بين الدولتين ؟ - مصر بوابة أفريقيا وتتمتع بموقع إستراتيجى وجغرافى متميز لا مثيل له، وهو ما جذب إيران التى تسعى للوصول إلى أعماق أفريقيا من خلال مصر، والتى ترغب هى الأخرى فى الوصول بمنتجاتها إلى أواسط آسيا من خلال إيران، خاصة وأنها تعتزم تقديم كافة التسهيلات للمصدرين وللمنتجات المصرية، ويسعى مجلس الأعمال المصرى الإيرانى المشترك إلى تشكيل « كويز إيرانى « شبيه بالكويز الأمريكى الإسرائيلى، لكى يستفيد الطرفان بالمزايا النوعية للطرف الآخر، ولدينا رغبة فى الاستفادة من الاستثمارات الإيرانية فى تطوير إنتاجنا الصناعى، كما أن الجانب الإيرانى لديه استعداد لوضع 50% من استثماراته الخارجية داخل مصر . برأيك كيف سيخدم كلا منهما الآخر؟ - تعتزم إيران إنشاء مستودعات ومخازن كبرى فى مصر، يمكن من خلالها الانطلاق نحو دول أفريقيا، كما يمكن أن تتعاون مع القاهرة فى تطوير الصناعات المعدنية وصناعات السيارات والجرارات الزراعية، ويمكن أن تلعب مصر دور الوسيط الذى ينوب عن الدولة المصنعة فى تصدير المنتجات، بالإضافة إلى مساعدة مصر لتطوير الصناعات التكنولوجية الأخرى، وعلى جانب آخر يمكن لمصر أن تزيد صادراتها لإيران من الفاكهة التى تقدر حاليا بنحو 100 مليون دولار، وكذا تصدير منتجات الفوسفات والأخشاب المصنعة، ومشتقات المواد البترولية من خلال الحصول على خام النفط الإيرانى لتكريره وإعادة تصنيعه . يرى البعض أن عودة العلاقات مع إيران تحرر مصر من الوصاية الأمريكية .. ما تعليقك ؟ - بالفعل هذا ما تستهدفه إيران، من خلال استقواء كلا الدولتين بالأخرى فى مواجهة الضغوط الخارجية وخاصة من جانب أمريكا، التى تسعى لضمان أمن إسرائيل وتكبيل أيادى القوى الإقليمية الكبرى مثل مصر وإيران، ورغم قوة إيران ومركزها الاقتصادى والصناعى والتكنولوجى الكبير فإنها تنظر إلى مصر على أنها الشقيقة الكبرى التى يجب أن تمد لها يد العون، ومساعدتها على كسر الحصار الدولى من خلال التكامل الاقتصادى والتجارى بينهما. ألا ترى أن بعض دول الجوار ترفض عودة هذه العلاقات لاعتقادها بأنها ستؤثر سلبا عليها؟ - نعم دول الجوار وخاصة الخليجية تنظر بشك وريبة نحو تنامى العلاقات المصرية الإيرانية، رغم أن هناك 38 رحلة طيران مباشر بين الإماراتوطهران شهريا، كما يزور السعودية سنويا أكثر من مليون سائح إيرانى، وأيضا ينفق السائحون الإيرانيون مئات الملايين من الدولارات سنويا على السياحة والتسوق بدول الخليج، بالإضافة إلى أن كافة دول الخليج ممثلة بسفارات فى طهران والعكس، وبالنسبة لمصر فما زال مستوى التمثيل الدبلوماسى منخفضا، ويتمثل فى مكتب لرعاية المصالح بين البلدين، فالخليجيون يحلون علاقتهم بإيران ويحرمونها على مصر، لذلك سيلعب المجلس الجديد دور تقريب المسافات بين البلدين، وإزالة المخاوف لدى الجانب المصرى من التدخل الإيرانى فى الأمور الدينية والعقائدية . ما أبرز المشروعات التى سنرى فيها استثمارات إيرانية قريبا؟ - الإيرانيون عرضوا تقديم كامل الدعم لمصر، وخلال أيام سيتم توقيع بروتوكول للتعاون والاستثمار بمنطقة محور قناة السويس، وفقا للشروط والضوابط المصرية، وسيتم المساهمة فى تطوير السكك الحديدية وصناعة عربات القطارات، وإعادة هيكلة وتشغيل المصانع المغلقة، والدخول فى أعمال الإنشاءات الجاهزة . ماذا عن الاستثمارات المزمع البدء فيها مع الإيرانيين ؟ - نسعى لإقامة مصنع للبتروكيماويات فى مصر بالتعاون مع الجانب الإيرانى، وآخر لصناعة هياكل السيارات، وعدة مطاحن للغلال، وصناعة أسطوانات البوتاجاز بشكل جديد ومختلف عما هو متداول، وتتجاوز استثمارات تلك المشروعات المبدئية 50 مليار دولار.