بديهى أن العمليات العسكرية لتحرير الرهائن تعتمد على قدرة الجيوش ومدى قوتها والتسلح الجيد وخبرة استخباراتها وقد ينتج عنها ضحايا حتى إذا نجحت . . وفي التاريخ العسكري لدول كبرى وجيوش تصنف على أنها عالية التدريب والتسلح قضايا مماثلة، فهذه العمليات حساسة وتكون في الغالب خطيرة ومكلفة سياسيا . وقد خسرت قوات النخبة في الجيش الفرنسي العجوز بيار جيرمانو في عملية قامت بها برفقة الجيش المالي، لإنقاذ الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو المحتجز لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والتي كلفت فرنسا خسائر كثيرة .., ومن سنوات فقد الجيش الروسي الكثير من جنوده لتحرير رهائن احتجزهم مسلحون شيشان بمسرح موسكو والتي قام بها فلاديمير بوتين في شمال القوقاز وقد خلفت العملية 49 قتيلا وتدمير 90 قاعدة للمتمردين، ولم تحقق العملية النجاح المطلوب فلقد توفي جميع الرهائن على يد القوات الروسية بعد إطلاق غاز سام أدى لمقتل 120 شخصا . أما القوات الثورية المسلحة الكولومبية فقامت بعملية عسكرية ضد حركة تمرد المسلحة التي اختطفت 10 أفراد منهم 4 مدنيين و6 ضباط شرطة، ولكن سرعان ما أطلقت حركة تمرد الكولومبية سراح المختطفين خوفاً من توابع العملية العسكرية. وعلي جانب آخر تم اختطاف 7 رهائن أجانب في نيجيريا في شمال البلاد، وسرعان ما أعلنت جماعة الأنصار الإسلامية مسئوليتها ثم تخلصت من الرهائن عقب العملية العسكرية التي شنتها الحكومتان البريطانية والنيجيرية لتحريرهم وأعتقل فيها الكثير منهم . . وفي عام 2003 تم اختطاف ثلاث رهائن إيطاليين في العراق وتم تحريرهم بعملية عسكرية نفذتها قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة ولم يتم خلال هذه العملية إصابة أحد . وباتفاق بين الجماعة المتمردة والرئيس الفنزويلي الراحل تشافيز أطلق سراح 3 رهائن تم اختطافهم دون خسائر . ومن أنجح عمليات تخليص الرهائن في العالم عملية جبل بوما لتخليص رهائن أجانب أمريكيين وكندي وألماني وهولندي عام 1983 وتمت العملية عن طريق الاقتحام الجوي بنجاح . . وفي 24 أبريل 1980، انهارت العملية الأمريكية السرية في إيران التي كانت تهدف إلى إنقاذ 53 رهينة محتجزة في السفارة الأمريكية بطهران، العملية التي أطلق عليه مخلب النسر أصبحت وصمة عار في تاريخ كارتر حيث أدت إلى مقتل 8 جنود أمريكيين وتصادم مروحيتين . ومن أشهر العمليات العسكرية التي نفذت في الفترة الأخيرة والتي لاقت تنديدا عالميا قام بتنفيذها الجيش الجزائري، وانتهت بمواجهة مجموعة مسلحة قامت باحتجاز رهائن بينهم أجانب داخل إحدى المنشآت النفطية في جنوب شرق الجزائر بصورة دموية، تركت عشرات القتلى بين الرهائن والخاطفين ، وأقلقت العالم حول إمكانية ظهور جبهة جديدة في الحرب العالمية ضد الإرهاب. وطبقا للتقارير الجزائرية فإن العملية خلفت ما يقرب من مقتل 23 رهينة و32 إرهابيا بينما تم تحرير 685 جزائريا و107 أجانب هذه العملية العسكرية خلفت قلقا واسعا لدي الغرب . هناك أيضا العمليات العسكرية ضد التي قامت بها قوات الجيش اليمنى في مناطق تمركز مقاتلي الجماعة الإسلامية في كل من زنجبار وجعار، مقابل إطلاق سراح معتقلين من الجنود والمدنيين المحتجزين لدى الجماعة، إلى جانب تسليم سائحة سويسرية محتجزة ولكن لم تؤت العملية بثمارها . ويجب الإعداد لمثل تلك العمليات بدقة لضمان نجاحها وتقليل عدد الضحايا بقدر الإمكان ضحايا كثيرون، وقد أثارت العملية العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة المصرية لتحرير الرهائن السبعة الغموض .. وانتهت دون خسائر ولكن دون تفاصيل أيضا مما آثار حولها بعض الشكوك.
