في حب الناس الرايقة.. زينة رمضان تغزو أتوبيس نقل عام: بنحب نبسط الركاب "هات العجين وقص الورق يامايكل.. ويلا أحمد هات المقص وخلي الألوان بعلم مصر.. ومدي يا نانسي الخيوط من باب بيتنا لبيت حمدي.. وعم مكاريوس ومحمود عملوا الفانوس".. تراثًا تربينا عليه في مختلف شوارعنا. في الحارات الضيقة، حيث تتجاور البيوت من مسلمين ومسيحيين في منطقة سفينة التي تعد أقدم مناطق محافظة قنا على الإطلاق، وتجد العديد من سكانها لايزالون يحرصون على تلك العادة وإن اختلفت بعض الشيء بسبب الزينة الحديثة. شبرا قنا أدوات كان يحرص عليها الأطفال في شوارعنا أن تكون الحاضر الأول في الأيام الأولى من شهر رمضان الكريم، بالإضافة إلى أننا كنا نتقاسم ثمن الألوان والخيوط مع بعضنا البعض لتزيين الشوارع. قال بيتر مجدي، أحد أصحاب محال الكمبيوتر: "إننا لا نزال حتى يومنا هذا حريصين على تعليق زينة رمضان والفانوس حيث يتم إنارته من أي منزل مجاور للشارع. نجوب الشوارع حاملين الفوانيس مرددين الأغاني". ونوه بأنه رغم اختلاف الاجيال إلا أن تلك المنطقة لا تزال تحتفظ بتراثه ويطلق عليها هنا في قنا "شبرا قنا" لما تمتاز به من علاقات محبة وود بين مختلف الطوائف المسيحية والإسلامية ولم يسال أحد منهم عن ديانته، بل أنهم يفرحون ويتبادلون التهاني والأفراح في جميع أعيادهم المختلفة. وأشار فاروق مبارك، صاحب مقهي، إلى أن هذه المنطقة لها طبيعة خاصة، وكانت مملوكة لإحدى الإقطاعيات القبطيات ولأول مرة في صعيد مصر يطلق اسم سيدة قبطية على منطقة تضم العديد من الشوارع وتحتفظ بها حتى اليوم، رغم أنها باعت كل ممتلكاتها، بعد أن استحوذ عليها أحد معاونيها، فقد كانت تلك السيدة معروفة بحبها للمسلم والمسيحي، ولم تفرق يومًا في معاملتها بينهما. جمعة الفلوس عبارة يرددها الأطفال والكبار في شوارع تلك المنطقة، فهم يطرقون منازل القرية لجمع النقود التي يتم بها شراء الألوان والزينة والفانوس. يقول يحيي محمد، أحد سكان المنطقة: "جمعة الفلوس هي تراث تربينا عليه منذ الصغر، ونوع من المشاركة بين بعضنا البعض وتمتد الزينة بألوان علم مصر بالإضافة إلى الزينة الحديثة بين بيوت الأقباط والمسلمين وفي وسطهن الفانوس الذي نحرص على إنارته في الشارع للمارة وبخاصة في فترات الليل". وأشار مجدي منير، أحد سكان المنطقة: "نتبادل ونتشارك، ونعلق الزينة والفانوس ونسهر في أول ليالي رمضان لتعليق الزينة، ودق الفانوس الكرتون الذي تتوسطه لمبة بوصلة كهرباء، ولم نغير تلك العادة حتى رغم الأشكال الحديثة للزينة والفانوس".