سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المراكز الحقوقية توثق حالات الاعتداء الجنسي في التحرير.. ماجدة: المظاهرات المكان الآمن للاعتداء الجنسي.. أقسى حالات الاعتداء والاغتصاب بعد الإعلان الدستوري لمرسي.. وفي الذكرى الثانية للثورة 2013
قام عدد من المراكز الحقوقية، وهى مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، ومؤسسة المرأة الجديدة، ونظرة للدراسات النسوية، بتجميع شهادات حول حالات التحرش والاغتصاب في ميدان التحرير ومحيطه، الواقعة ما بين 2011 حتى 2013. وجاء بالتقرير شهادات التحرش خلال الذكرى الأولى لثورة 25 يناير 2012، يونيو ونوفمبر 2012، و25 يناير 2013. وقالت الدكتورة ماجدة عدلي، مدير مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب: "إنني مع فكرة فضح ما يتم من جرائم في حق النساء لاعتبارات عدة، أولها تأهيل الناجيات من التعذيب الجنسي، فجانب مهم من التعافي للناجيات هو الخروج من تعقيدات الوصمة الاجتماعية التي تلوم النساء على مشاركتهن في التظاهر، وخروجهن من بيوتهن والتحجج بأن ماترتديه النساء هو السبب وراء التحرش". وأكدت ماجدة "أننا نهدف لفضح مرتكبي تلك المهازل بنشر الشهادات، مشيرة إلى أن تلك الجريمة تتزايد كلما شعر الجاني أنه بعيد عن العقاب، وأن الضحية قد انكسرت نفسيًا". وقالت: في ظل النظام الحاكم اليوم رفض البرلمان مشروع قانون التحرش الجنسي، ورفض النظام إعادة هيكلة الداخلية رغم التقيد بأكثر من مشروع من المنظمات الحقوقية ومن ضباط شرطة، وامتناع الداخلية عن تأمين الميدان تاركة أمره للمتظاهرين، مؤكدة أنها تقدمت بمشروع قانون لمجلس الشعب المنحل بهذا الخصوص، ولكنه هوجم من إحدى نساء حزب الحرية والعدال. وأكد التقرير أنه منذ الاعتداء على المدافعات عن حقوق الإنسان في ديسمبر 2012 أمام قصر الاتحادية، عندما هاجم مؤيدو الرئيس المتظاهرين السلميين المتواجدين في محيط القصر، وأخذت الاعتداءات ضد المدافعات عن حقوق الإنسان منحنى خطيرًا وغير مسبوق من العنف خلال الذكرى الثانية لثورة 25 يناير. وأكد التقرير أنه تم رصد 19 حالة اغتصاب واعتداء جنسي ضد متظاهرات ومتطوعات في الحملات المناهضة للتحرش الجنسي، والنساء اللاتي كن متواجدات في ميدان التحرير ومحيطه. ويشير التقرير إلى أن الشهادات المقدمة ترسم صورة بشعة لأجواء مليئة بالتحرش، مما يدحض أن الاعتداءات والاغتصابات التي وقعت ابتداءً من 25 يناير 2013، ارتكبت على أيدي "بلطجية مأجورين"، وتبين الشهادات وجود توجه عام للتحرش من الشباب، فأجساد النساء بالمظاهرات تعد مناطق آمنة للاعتداءات الجنسية. واستند التقرير على شهادة ناجية من الاعتداء الجنسي خلال الذكرى الأولى للثورة، 25 يناير 2012، وهي" بسمة"، تقول إنها خرجت مع المسيرة، وعند العودة لها في الساعة الثامنة مساءً، قررت هي و2 من أصدقائها الانفصال عن المجموعة ولقائهم في منتصف الميدان، وكان هناك "ناس عاملة قلق"، تحركنا وكان وراءنا الشباب وبدأوا يتحرشون بصديقتها وآخرون حاولوا سرقة حقيبة يدها، وقاموا بالتحرش بها أيضاً وسرقة حقيبتها، واستمر التحرش وتطور إلى محاولة خلع الملابس. ووصفتهم بأنهم "كانت نظراتهم ميتة حاولت أمسك أي يد تمتد إليّ، ولم أتمكن من التفريق بين من يتحرش بي ومن يحاول حمايتي، وفي شارع محمود بسيوني أوقعوني على الأرض، البعض حاول حمايتى وآخرون واصلوا التحرش، وقام بعضهم باستدعاء سيارة أقلتنا وانطلقت بنا بعيدًا عن المتحرشين". وفي يونيو 2012 كانت هناك أربع شهادات عن الاعتداء الجنسي في الميدان ومنهم شهادة "ن" التي قالت: "ذهبت لميدان التحرير بدون رغبة في التظاهر، وكنت محبطة لغياب الوحدة في صفوف المصريين، كنا خمسة أشخاص، ثلاث نساء ورجلان، كنا نتجول وسط الميدان فجأة، بدأ بعض الشباب يفرقوننا وشرعوا في التحرش ونزع حجابي وفقدت أصدقائي، ارتعبت، وخبأني رجل خلف كشك صغير، صديقتي الأخرى تم إيذائها بشدة، كانت أمامي ثم أمسك أحدهم بمؤخرتها نظرت خلفي ثم أمامي وإذا بها اختفت.. أشعر بالذنب لأني لم أدافع عن صديقتي. الشهادات الثالثة جاءت في نوفمبر 2012، ووثقت الاعتداءات التي حدثت بعد شهرين، أي في يناير 2013، وكانت المظاهرات في نوفمبر قد خرجت ضد الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي، وترسم الشهادات صورة قاتمة لشوارع ينتشر فيها الاعتداء الجنسي بصورة مخيفة.