سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مركز التميز العلمي.. جرس إنذار الفيروسات.. أنتج أول لقاح محلي لإنفلونزا الطيور.. واكتشف دخول «كورونا» إلى مصر.. ومنحة 8 ملايين جنيه وضعته على خريطة مراكز فيروسات «القومي للبحوث»
منذ 13 عامًا تقريبًا، وتحديدًا بعدما وجد فيروس إنفلونزا الطيور (H5N1) طريقه إلى مصر، 2006، بدأ المركز القومي للبحوث تحت إشراف الدكتور محمد أحمد على، أستاذ الفيروسات بالمركز، إجراء أبحاث الإنفلونزا في مصر، وقد تعاون المركز القومي للبحوث مع مركز التميز لأبحاث ومراقبة فيروسات الإنفلونزا في مستشفى «سانت جود» بمدينة ممفيس التابعة لولاية تينيسي، بالولايات المتحدةالأمريكية في دراسة بيئية لفيروسات الإنفلونزا في مصر. أول لقاح بعد أشهر من الدراسات والأبحاث نجح الفريق البحثي بالمركز القومي للبحوث في عام 2008، في تحضير أول لقاح محلي للوقاية من مرض إنفلونزا الطيور، بالاعتماد على تكنولوجيا الهندسة الوراثية العكسية، وتم إجراء اختبارات عديدة على السلالة، للتأكد من تركيبها وقدرتها على تحفيز الجهاز المناعى للدواجن على إنتاج أجسام مضادة مناعية تقى الدواجن من الإصابة بالمرض. ولأنه في مصر دائما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، لم يتم اعتماد اللقاح المحلي الوقائي، رغم توغل الفيروس بمصر حتى أصبح وباءً مستوطنًا، وتسبب في الكثير من الخسائر الاقتصادية، ورغم هذا لم يسمح لأساتذة المركز والباحثين بتداول اللقاح أو حتى تجربته، وكان الرد البديل عليهم أنهم غير مختصين بالتعامل مع الأزمة، ولا بد أن يتم إنتاج اللقاح من الهيئة العامة للخدمات البيطرية، رغم أن لقاح المركز اجتاز اختبارات التقييم بدرجة 95%، مما يجعله أفضل من أي لقاح مستورد، حيث تم تحضيره من السلالة الموجودة في البيئة المصرية. معمل الفيروسات ظل الفريق البحثي المكون من نحو 13 باحثًا تحت إشراف الدكتور محمد أحمد، أستاذ الفيروسات، خلال الفترة التي سبقت ثورة 25 يناير يواجه بعض الجهات التي تمنع الاعتراف بنجاحهم، وعدم تقدير جهودهم المبذولة، وبعد أشهر قليلة من الثورة التفت الدولة لأبحاث معمل الفيروسات، الذي يعمد لتحديث إنتاج اللقاحات وفقًا للتغير الحاصل في سلالات الفيروس التي يرصدها المعمل بشكل مستمر، من خلال آليات علمية مختلفة. وفي عام 2014 تم إنشاء المركز العلمي المتخصص لدراسة ومراقبة فيروسات الإنفلونزا، تحت اسم «مركز التميز العلمي لفيروسات الإنفلونزا»، بمنحة مُقدمة من صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية، تزيد قيمتها على 8 ملايين جنيه، وذلك بهدف دراسة أنواع الفيروسات شديدة العدوى وتطوير سلالات لقاح الإنفلونزا باستخدام التكنولوجيا المتقدمة، ومراقبة الأوبئة الفيروسية لتقديم الإنذار المبكر لها، والمساهمة في السيطرة عليها بتحضير لقاحات محلية ذات كفاءة عالية وبتقنيات متطورة. الدكتور محمد أحمد، تولى رئاسة مركز التميز الذي بدأ العمل فيه منذ اليوم الأول لإنشائه من خلال فريق بحثي مُدرب من كوادر المركز القومي للبحوث، حيث تم العمل على تطوير لقاح إنفلونزا H5N1، وبعدها تم اكتشاف سلالات جديدة من المرض مثل H9N2، وبعدها الفيروس الأكثر خطورة الموجود حاليا وهو H5N8. كورونا المركز كان في مقدمة الجهات التي حذرت من انتقال فيروس «كورونا» أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية إلى مصر، الذي ظهر في السعودية، وانتشر في أكثر من دولة من خلال الجِمال التي تنقل العدوى به، فأصبح لدى المركز مخاوف من أن ينتقل إلى مصر بسبب أن معظم الجمال الموجودة هنا مستوردة، فبدأ باحثو المركز دراسة وجود هذا الفيروس في مصر في أسواق الجمال والمجازر وخلافه، وبالفعل كانت المفاجأة.. وجود الفيروس في مصر! من جانبه قال الدكتور محمد أحمد: دور المركز حاليا هو الإنذار المبكر لدراسة أنواع الفيروسات والأوبئة التي يمكن أن تنتقل إلينا من دول الجوار حيث أنها تمتلئ بوبائيات فيروسية مثل الإيبولا والزيكا والدينجي، لذا تتصاعد مخاوفنا من انتقال تلك الفيروسات إلينا مثلما ظهر فيروس الدينجي في سفاجا والغردقة. "نقلا عن العدد الورقي..."