أبدى الرئيس السورى بشار الأسد ترحيبه بأى مبادرة للحوار، لكنه يرى أن الدول الغربية تبحث عن سبل لتأجيج العنف بدلًا من وقفه، ويسعون للإطاحة بنظامه بغض النظر عن عدد القتلى. وقال الأسد فى مقابلة حصرية لصحيفة كلارين الأرجنتينية، نقلتها صحيفة "جارديان" البريطانية: "استمرار انعدام الوحدة بين الجماعات المتمردة التى لا تعد ولا تحصى يعنى أن قادة المعارضة لن تكون قادرة على تنفيذ أية تدابير لوقف إطلاق النار المتفق عليه فى القمة، مثل تسليم الأسلحة، فهى ليست كيانًا واحدًا". وأضاف: "إنهم مجموعات وشرائح مختلفة، وليس بالعشرات، بل بالمئات، ولكل مجموعة قائد خاص بها، والسؤال هنا: من الذى يمكن أن يوحّد هؤلاء الآلاف من الأشخاص؟ فنحن لا يمكن أن نناقش الجدول الزمنى مع طرف إذا كنا لا نعرف من هو". ونفى الأسد تقارير موثوقة بأن مقاتلين من حزب الله اللبنانى والحرس الثورى الإيرانى سافرا إلى سوريا للقتال إلى جانب نظامه، لكنه اعترف بأن بعض الأعضاء من كلا الفريقين كان فى البلد. كما نفى الأسد مجددًا استخدام نظامه للأسلحة الكيميائية، وقال: إنه ادعاء من قبل الجماعات المتمردة ودعمها جزئيّا من قبل المسئولين الغربيين، مشيرًا إلى أن استخدام مثل هذه الأسلحة يمكن أن يستخدم كذريعة للتدخل المباشر فى الأزمة. وتابع: من المحتمل أن يستغل الغرب هذه المسألة وتزيف الأدلة للدخول فى حرب مع سوريا، وهذه هى عادتهم، وبالطبع أى حرب ضد سوريا لن تكون سهلة، ولن تكون نزهة بسيطة. ورفض الأسد المزاعم بأن قواته استخدمت القوة المفرطة، متسائلا: "كيف يمكن للمرء تحديد القوة المفرطة ويؤكد استخدامها من قبل قواتى؟ فما هى الصيغة التى ستطبق للتحقق من ذلك؟ واتهم الأسد إسرائيل بأنها تدعم بشكل مباشر الجماعات الإرهابية بطريقتين؛ أولا بالدعم اللوجستى وتقديم الأسلحة لهم، وثانيًا بالدور الاستخباراتى، وذلك بإخبارهم بالمواقع التى يجب مهاجمتها وكيفية مهاجمتهم، فعلى سبيل المثال هاجموا محطة الرادار التى هى جزء من الدفاعات المضادة للطائرات، والتى يمكنها الكشف عن أى طائرة قادمة من الخارج، خاصة من إسرائيل.