"بنا أبو صير".. تعد من أكبر قرى مدينة سمنود بمحافظة الغربية، "حباها الله تعالى بموقع مميز على ضفاف نهر النيل، والقرية مسقط رأس الفنانة القديرة سهير المرشدي".. اشتهرت على مر العصور بزراعة الكاكا أو"ثمرة الآلهة" كما أسماها اليونانيون القدماء. وزراعة "الكاكا" يفخر بها فلاحو القرية وأصبحت تميزهم على مدار سنوات عدة إلا أن الخوف من اندثار هذه الزراعة وتراجع إنتاجية المحصول بات مصدر قلق لا ينتهي بالنسبة لهم. وقال حازم محمد، أحد أهالي القرية: "زراعة "الكاكا" مهنة توارثناها عن أجدادنا وتطورت عما كانت عليه قبل سنوات وتعد من الفاكهة الطيبة والحلوة المذاق وعرفت منذ القدم لدى اليونانيين أنها "ثمرة الآلهة" وأن أصل الكاكا يرجع إلى الصين حيث تزرع في شرق وشمال آسيا وتونس وتركيا". وأضاف محمد أنور أحد الأهالي، أن الكاكا لها أنواع وأشكال وأحجام مختلفة ويسميها البعض ب"الكريمة، التين الكاكي، الخرما، القاقا"، مشيرا إلى أن هناك أنواع من أشجار الكاكا تعتبر ثنائية المسكن وتنتج أزهار مؤنثة مثل صنف الهاشيا والفيويو بدون تلقيح ولا ينتج عنها بذور، ومنها نوع آخر ينتج الأزهار المذكرة. وتابع: "يبدأ إنتاج الزهور لشجر الكاكا في شهر يوليو ولتميز بين الأشجار المذكرة والأشجار المؤنثة تكون أزهار الشجر المؤنث ينتج عنها أزهار بشكل مفرد أمّا أشجار الكاكا المذكر فتكون أزهارها على شكل عناقيد زهرية وحتى تحصل على موسم زراعي جيد للأشجار الكاكا يجب أن تكون في التربة الواسعة والتي يكون بها صرف ممتاز". وأشار مصطفى أحمد أحد أهالي القرية، إلى أن أغلب الأهالي لا يعلمون غير زراعة الكاكا مهنة لهم والتي ساهمت في القضاء على البطالة خاصة عقب عمل معظم الرجال والشباب في زراعتها، لافتا إلى أن القرية أصبحت أيقونة متوهجة بعدما أصبحت بلا بطالة بعدما تخصص سكانها في زراعة وتصدير الكاكا. وأوضح أنه يتم حصاد الكاكا في منتصف شهر يناير تمهيدا لقطفها بواسطة السيدات التي تشارك بنسبة 60% من نساء القرية ثم تنقل إلى المخازن لتنظيفها من الشوائب وتعبئتها حتى تصبح جاهزة للتصدير.