رئيس تتارستان ضيف الاتحادية اليوم.. السيسي ومينيخانوف يبحثان تعزيز التعاون المشترك.. يناقشان دعم العلاقات الصناعية والتجارية.. وزيادة الاستثمارات «أبرز الملفات» استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، بقصر الاتحادية، رئيس جمهورية تتارستان الروسية، رستم مينيخانوف، لبحث العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بين البلدين. وتتضمن الزيارة فعاليات ثقافية وتجارية، وعقد منتدى أعمال مصر- تتارستان برئاسة الرئيس مينيخانوف ووزير التجارة المهندس عمرو نصار. ويشارك في هذا المنتدى وفد من رجال أعمال جمهورية تتارستان، يتقدمهم نائب الوزير الأول وزير الصناعة والتجارة ألبار كاريموف، بهدف دفع التعاون الاقتصادي بين مصر وتتارستان في القطاعات كافة، على غرار تكنولوجيات الإعلام، والاتصالات، والصناعة الغذائية، والسيارات، والملاحة الجوية والبحرية، والطاقة، والصحة. نهر الفولغا تتارستان هي إحدى الجمهوريات السوفيتية سابقًا في حوض نهر الفولغا، تنسب إلى التتار، والتتار شعب كبير من شعوب الأمة التركية، وقد نقل التتار الإسلام إلى شمالي أوروبا، فوصلت الدعوة الإسلامية بجهودهم إلى روسيا الأوروبية، وإلى فنلندا وبولندا ودول شبه جزيرة اسكندنافية عامة، ولقد تمسك الشعب التتري بعقيدته، وصمدوا لتحدي قياصرة روسيا طيلة أربعة قرون، ولم ينجح السوفيت رغم الحملات الشرسة في زعزعة إيمان التتار، ولا زال الإسلام دين الأغلبية في جمهورية تتارستان رغم تهجير العديد من الروس إليها، وخضعت للحكم الشيوعي في مايو 1920. الموقع والمناخ توجد جمهورية تتارستان شرقي روسيا الأوروبية، وفي القسم الأعلى من حوض الفولغا، تحدها بشكيريا من الشرق، وادمورت وماري من الشمال والشمال الغربي، والجوفاش من الغرب، وهي جمهوريات صغيرة لها حكم ذاتي، وتتبع جمهورية روسيا الاتحادية، وتبلغ مساحتها 68.000 كيلو متر مربع، وسكانها 3.464.000 نسمة، وعاصمة البلاد كازان (قازان) وسكانها 1.002.000 نسمة، وتوجد على الضفة اليسرى لنهر فولغا. وتمتد أرض الجمهورية بين جبال أورال في شرقها وتلال بتزا في غربها، وأرضها سهلية في جملتها، وتلتقي بها بعض روافد نهر الفولغا، ونتيجة انبساط سطحها يتسع نهر فولغا في عبوره لها والتربة رسوبية خصبة. من أبرز سمات مناخها البرودة والتجمد في الشتاء وتزداد الحرارة في الصيف، غير أن القارية والتطرف أهم ملامحه، ويتعرض لغزو الرياح الباردة في الشتاء، والأمطار كافية لنمو حشائش الإستبس وبعض الغابات. السكان والنشاط غالبية السكان من التتار، وهم شعبة من الأمة التركية، وينتشرون في بقاع أخرى غيرها، فتوجد منهم جماعات في غربي سيبريا، يشكلون معظم سكان شبه جزيرة القرم، غير أن السوفيت أرغموا التتار على الهجرة وألغوا جمهوريتهم، وسكان جمهورية تتارستان نحو ثلاثة ملايين ونصف، يشكل التتار أغلبيتهم، ويعتنقون جميعًا الإسلام، ولقد هجَّر الروس إليها أعدادًا من روسيا الأوروبية للتقليل من الأغلبية الإسلامية، والتتار عمومًا يشكلون القومية الخامسة في الترتيب بين القوميات في الاتحاد السوفيتي -سابقا-، وينتشرون في مناطق متعددة من البلاد، ويصل عددهم نحو 6.5 مليون نسمة، وتصل نسبة المسلمين في تتارستان 65% تقريبًا. دولة غنية والجمهورية غنية بثروتها الزراعية وكذلك بثروتها المعدنية، وأهم منتجاتها الحبوب: كالقمح، والشعير، والشوفان، ويعتبر النفط موردًا هامًّا فيها، ويستخرج من حوض نهر كاما، وأطلق على هذه المنطقة باكو الجديدة وإنتاجها من النفط يزيد على عشرين مليون طن سنويًّا. السياحة على الرغم من أنها ليست في قوائم السياحة الأولى، إلا أنها ترحب كثيرا بالسياح العرب مما يجعلها وجهة مفضلة لهم. الديانة أحد أكثر ما يميز السياحة في تتارستان بالنسبة للمسافرين العرب، حيث يتمكنوا من الاستمتاع برحلة رائعة دون الشعور بأي ضيق أو خوف من مخالفة الشرائع الإسلامية. تعود أول مستعمرة في تاريخ مقاطعة جمهورية تتارستان إلى العصر الحجري منذ نحو 100 ألف عام، بدأت قبائل البلغارين القديمة أجداد التتار الحديثة في استعمار منطقة الفولغا، في الفترة بين القرني الثامن والتاسع. نظرا للتاريخ الحافل الذي شهدته جمهورية تتارستان، تزخر المدينة بالعديد من المعالم السياحية الرائعة التي تتنوع بين الثقافة الإسلامية، وما شهدته من غزاة وتأثير الثقافة الروسية والسوفيتية بها. أحد أهم الأماكن السياحية في تتارستان قازان كرملين عبارة عن حصن أو قلعة تم تأسيسها في بداية تشييد العاصمة قازان، ولكنه تدمر بسبب غزو قوات إيفان للجمهورية. تم إعادة ترميمه في الفترة بين القرني السادس عشر، والسابع عشر مع تحصينات جديدة.