كشف مصدر مطلع بالعاصمة الصينية بكين، عن تحضيرات صينية عالية المستوى برعاية الرئيس الصينى شى جين بينغ، واتصالات تقوم بها حاليا الخارجية الصينية مع جميع الأطراف المعنية حول العالم، تمهيدا لاستضافة العاصمة الصينية بكين مؤتمرا دوليا للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين منتصف الشهر المقبل حيث من المتوقع أن يعقد ما بين يومى 16 و17 يونيو المقبل. وقال المصدر، الذى طلب عدم الكشف عن نفسه فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن التحضيرات والاتصالات الدولية بالاطراف الدولية والمعنية بعملية السلام فى منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا ومنظمة الأممالمتحدة، جاءت بعد النتائج الايجابية التى تحققت من الزيارتين المتزامنتين للصين لكل من الرئيس الفلسطينى محمود عباس، ورئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو والتى تمت مؤخرا ولقائهما ومباحثاتهما مع القادة الصينيين . وأضاف المصدر أن المؤشرات التى صدرت فى اعقاب لقاءات قادة الصين مع الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى كشفت عن وجود ضغوط عليهما نظرا للاوضاع الدولية المتردية فى منطقة الشرق الأوسط وفى محاولة لإعادة دفع محادثات السلام والوصول لاتفاقات الحل النهائى، ونظرا لما تتعرض له القيادة في اسرائيل من حرج دولى نتيجة عدم تقديمها اى مبادرات بشأن القضية الفلسطينية، إضافة لتهورها الأخير والقيام بضربة جوية داخل الاراضي السورية، ما جعل نيتنياهو يزور روسيا عقب زيارته للصين فى محاولة لإزالة تداعيات الضربة والتشاور حول المؤتمر المرتقب ببكين. وأشار إلى أن الاخفاقات الدولية الاخيرة خاصة الأمريكية حول الأزمة السورية، والتوافق الأمريكى الروسى الأخير عقب لقاء وزيرى خارجية البلدين بشان حل الأزمة سلميا عبر التفاوض، والحرج الذي وضعت اسرائيل الادارة الأمريكية فيه بعد ضربتها الجوية لسوريا، مما دفع الجميع إلى قبول المبادرة الصينية للتهدئة فى منطقة الشرق الاوسط عبر تبني مساعي لاستئناف مفاوضات السلام، للقضية الأهم والتاريخية فى المنطقة، وهي القضية الفلسطينية، ودفع المسئولين فى الجانبين قبول الجلوس الى مائدة مؤتمر للسلام تستضيفه العاصمة بكين بحضور دولي للاطراف المعنية . وكانت الصين - وعلى لسان رئيسها شي جين بينغ - قد أكدت أهمية استمرار وبذل المزيد من الجهود لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وقال إن " العالم اليوم يمر بتغيرات عميقة ومعقدة ويجب تبني وتأسيس نوع جديد من العلاقات بين الدول يتميز بالمساواة والشمول والمعاملة بالمثل". وقال الرئيس الصيني عقب زيارتي الرئيس الفلسطيني محمود عباس و رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاخيرتين للصين، إن " السلام والاستقرار والتنمية هي تطلعات مشتركة لدول الشرق الأوسط، وحل النزاعات بالوسائل السياسية هو خيار استراتيجي يصب في مصلحة جميع الأطراف المعنية .. موضحا أن جميع دول الشرق الأوسط بما في ذلك اسرائيل لها حق متساو في الحياة والتنمية". وشدد شي على أنه "فقط عندما يتم ضمان الحقوق المشروعة لجميع الدول وعندما تحترم جميع الدول مصالح بعضها البعض يمكن تحقيق السلام والاستقرار بشكل دائم في المنطقة" .. مضيفا أن تحقيق التعايش السلمي بين الاسرائيليين والفلسطينيين وكذلك جميع الدول العربية هو هدف يجب أن يسعى الجميع لتحقيقه". وشدد الرئيس الصيني على إنه لابد من وجود دولة فلسطينية مستقلة وأن يتم تحقيق التعايش السلمي بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وأن إقامة دولة مستقلة تتمتع بالسيادة الكاملة على أساس حدود عام 1967 هو حق لا يمكن التنازل عنه للشعب الفلسطيني وهو أساس تسوية القضية الفلسطينية، وفي الوقت نفسه يجب احترام حق اسرائيل في الوجود واحترام مخاوفها الأمنية المشروعة تماما". وأعرب شي عن أمله أن تبذل اسرائيل وفلسطين جهودا مشتركة واتخاذ اجراءات ذات مصداقية من أجل بناء الثقة المتبادلة خطوة بخطوة وكذلك استئناف محادثات السلام، وقال إن الصين ستواصل الالتزام بموقف حيادي من أجل تسهيل إجراء المحادثات والمساهمة في حل المشكلات وتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.