تتجه دول تجمع تعاون غرب إفريقيا "ايكواس" التي تتمتع مصر فيها بصفة مراقب إلى تعزيز آليات التعاون الاستخباري والأمني فيما بينها وإجراء التنسيق اللازم مع أجهزة الإنتربول لمكافحة الجريمة العابرة للحدود والإرهاب، ويعمل فريق من خبراء "ايكواس" على تأسيس آلية مشتركة لتبادل المعلومات الأمنية تسير بالتوازي مع زيادة معدلات السفر والتنقل الحر لمواطني الإقليم الذي يضم 16 دولة وأكثر من 240 مليون نسمة. ويعد ما كشفت عنه التحقيقات مع عناصر التنظيم الإرهابي الذي ألقت الشرطة المصرية القبض عليه هذا الأسبوع من اتصالات بين أعضائه وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وكذلك ما تشهده نيجيريا من فورة عنف أصولي متشدد تقوده حركة "بوكو حرام" المنتسبة للقاعدة في شمال البلاد مؤشرا خطيرا على سعى هذا التنظيم الى التمدد فى بلدان القارة الافريقية. كما أن ما تشهده جمهورية مالي من أنشطة لمقاتلي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ونشاط حركة التوحيد والجهاد المسلحة في غرب إفريقيا من خطف للمدنيين وتنفيذ هجمات ضد أهداف عسكرية أمنية ومدنية، يكشف أن عناصر القاعدة لا تزال تشكل تحديا خطيرا لأمن واستقرار غرب إفريقيا ومناطق أخرى في القارة يتطلب تعميق آليات التعاون الأمني لمواجهتها وهو ما فطنت اليه دول الإقليم وفي مقدمتها نيجيريا ومالي. وسيكون من بين مكونات تلك الآلية تبادل المعلومات بين المطلوبين والخطرين والمشتبهين من خلال آليات للتعاون القانوني المشترك بين دول التجمع، لكن المحللين الأمنيين في غرب إفريقيا يرون أن دول الإقليم لا تزال مصابة بالحساسية الزائدة على سيادتها الوطنية على اراضيها ومواطنيها فيما يتعلق بكشف و تبادل المعلومات الامنية و القانونية بشكل به افصاح كامل و تحقيق الانفتاح المعلوماتى بين اجهزة الشرطة التقليدية و اجهزة المخابرات و الامن السرية و الجمارك و حرس الحدود . ويرى مراقبون أن تجربة العنف الأخيرة في جمهورية مالي التي تعد إحدى دول تجمع "ايكواس" أكدت الحاجة إلى تفعيل آليات قوية لتبادل المعلومات الأمنية، لكن الخبراء يراهنون كثيرا على متطلبات بناء الثقة بين دول "ايكواس" كإطار داعم لتحقيق هذا التفاعل التبادلي للمعلومات الأمنية والقانونية وإقامة قاعدة البيانات التفاعلية المطلوبة لتحقيق الهدف.