تعيش العاصمة طرابلس منذ أكثر من أسبوع، على وقع حرب ومواجهات دامية بين عدة ميليشيات، أدت لمقتل ما يزيد عن 410 شخص وغصابة المئات، وذلك بعد اقتحام قوات تابعة ل اللواء السابع مقرات عسكرية جنوب شرق العاصمة طرابلس، وبعد مرور أيام من الاشتباكات، تدخل في القتال ميليشيات أخرى، تختلف مواقفها وولاءاتها، ولكن بالنظر لهم جميعا نجد أن معظمهم تابعين أو موالين لحكومة الوفاق الوطني التابع للمجلس الرئاسى الذي يقوده فايز السراج، في حين بدا البعض منها يخرج عن سيطرتها ويتحرك دون أن يكشف عن مموليه وهم: قوة الردع يقودها الملازم عبد الرؤوف كاره، وتتخذ من قاعدة معيتيقة مقرا رئيسيا لها، وتتبع وزارة داخلية حكومة الوفاق التي يقودها فايز السراج، وشاركت في الأيام الأولى من القتال، قبل أن تنسحب وتتمركز داخل مقراتها مفضلة النأي بنفسها عن القتال الحالي. والردع ميليشيا مدربة بشكل عال تؤمن مطار العاصمة الوحيد، وتسيطر على سجن القاعدة الذي يحوي أكثر من 1300 سجين، بينهم عدد كبير من مقاتلي داعش وأمراء عصابات التهريب والخطف. ثوار طرابلس ويقودها الملازم هيثم التاجوري، وهي مزيج من كتائب وسط وشرق العاصمة، وأعلنت ولاءها لحكومة الوفاق، منذ منتصف عام 2016م، وباتت تتبع لوزارة الداخلية، اعتمدت عليها حكومة الوفاق في عملية إخراج ميليشيات المؤتمر الوطني السابق منتصف عام 2017م، كما تعتمد عليها في تأمين جنوب شرق وشرق العاصمة، وهو ما دفع تلك الميليشيات للاصطدام أكثر من مرة مع ميليشيا اللواء السابع، في عدة مناسبات سابقة، إثر محاولة الأخيرة الاقتراب من حدود العاصمة، وتعتبر خط المواجهة الأول ضد تقدم قوات اللواء السابع، وخسرت عددا من مواقعها جنوب شرق المدينة. قوة الردع والتدخل السريع يقودها مدني اسمه عبد الغني الككلي ويشتهر ب"اغنيوة"، ويتألف أغلب مقاتليها من الخارجين عن القانون والفارين من السجون، وتسيطر على مواقع حيوية وسط العاصمة، لاسيما حي بوسليم، وولاء أغلب مسلحي أحياء وسط العاصمة لها، وتتبع وزارة الوفاق الوطني، ضمتها وزارة الداخلية لقواتها، واعتمدت عليها في عملية إخراج ميليشيات المؤتمر الوطني السابق منتصف عام 2017م. وشاركت قوة "اغنيوة" في الحرب الحالية ضد ميليشيات اللواء السابع، سيما في مواجهات الأحد في مناطق طريق المطار والمشروع المحاذيين بحي أبو سليم مقرها الرئيسي. اللواء السابع تعرف هذه الميليشيات محليا باسم "الكانيات"، كون قادتها الأربع من أسرة "الكاني" يتزعمهم الأكبر "محمد"، المعروف بقربه من أحد أبرز مسئولي المؤتمر الوطني السابق الذي شارك في حروب فجر ليبيا عام 2014 – 2015، وبعد وصول حكومة الوفاق منتصف عام 2016، أعلنوا ولاءهم لها، وتم تغيير اسمهم مطلع عام 2017. ليكون ميليشيا "اللواء السابع مشاة"، لكن هذا اللواء اصطدم بشكل مسلح مع ميليشيا ثوار طرابلس في عدة مناسبات، لاسيما في القربولي وقصر بن غشير بطرابلسالشرقية، رغبة منه في السيطرة على مناطق داخل العاصمة. ومطلع الأسبوع الماضي ظهر اللواء بشكل مفاجئ وسريع في عملية عسكرية خاطفة سيطر خلالها على معسكرات في قصر بن غشير، وتقدم بشكل سريع ليسيطر على مقار أمنية وعسكرية جنوب وجنوب غرب العاصمة حتى مساء الأحد، فيما عجزت ميليشيات حكومة الوفاق عن صد تقدمه، ما أثار أسئلة حول من يقف وراءه ومن يدعمه. وبالنسبة لاهدافه أعلن أنه جاء ل"تحرير طرابلس وأهلها من دواعش المال العام"، في إشارة للمليشيات المسيطرة على طرابلس والمستفيدة من الامتيازات المالية التي تحصل عليها من الحكومة. وتحدثت أنباء داخلية مؤخرا حول انضمام فصائل مسلحة من بقايا قوات النظام السابق معمر القذافي، مثل اللواء 22 الذي يقوده العميد الصيد الجدي، بالإضافة لضابط نظاميين من اللواء 32 معزز، إلى اللواء السابع، من أجل قيادة المعارك الحالية. لواء الصمود وهناك ميليشيات أخرى دخلت على خط المواجهات، ليس لها ولاء محدد، ولعل أبرزها لواء الصمود الذي يقوده "صلاح بادي"، أحد قادة عملية فجر ليبيا، الذي ظهر خلال أكثر من تسجيل مرئي، مؤكدا وجوده داخل العاصمة، برفقة قواته. وآخر تلك الفيديوهات ما تم تداوله صباح الأحد، حيث ظهر "بادي" داخل مطار طرابلس القديم، الذي سبق وأن أحرقه ودمر طائرات مدنية داخله إبان حرب فجر ليبيا نهاية 2014. القوة الوطنية المتحركة كما أن ميليشيا تعرف باسم "القوة الوطنية المتحركة" ويقودها مدني اسمه "طسعيد قوجيل" تحركت من مواقعها في جنزرو غرب العاصمة، ليل السبت، لتسيطر على مواقع أمنية في منطقة السياحية وغوط الشعال.