الفريق أول عبد المجيد صقر يلتقى وزير دفاع جمهورية إيطاليا    أول فيديو عن استعدادات السفارة المصرية لاستقبال الناخبين    وزير الأوقاف: مبادرة "صحح مفاهيمك" مشروع وطني شامل في مواجهة التطرف والإرهاب    سعر الدينار الكويتى أمام الجنيه اليوم الخميس 31 يوليو 2025    سعر الدولار اليوم الخميس 31 يوليو 2025    محور 26 يوليو «يتنفس» بعد سنوات من «الاختناق» المرورى    أسعار الفراخ في البورصة اليوم الخميس 31 يوليو    موعد مباراة آرسنال وتوتنهام الودية استعدادًا للموسم الجديد 2025-2026    عزام يجتمع بجهاز منتخب مصر لمناقشة ترتيبات معسكر سبتمبر.. وحسم الوديات    شوبير يكشف تفاصيل حديثه مع إمام عاشور بشأن تجديد عقده مع الأهلي    مصرع ربة منزل بطلقات نارية في ظروف غامضة بقنا    هل تظلم الطالب على نتيجة الثانوية العامة يخفض درجاته.. التعليم توضح    «كايلا» ابنة دنيا سمير غانم تخطف الأنظار في العرض الخاص ل«روكي الغلابة»    فريق عمل "Just You" ثالث حكايات "ما تراه ليس كما يبدو" يحتفل بانتهاء التصوير    النتيجة ليست نهاية المطاف.. 5 نصائح للطلاب من وزارة الأوقاف    الكشف على 889 مواطنًا خلال قافلة طبية مجانية بقرية الأمل بالبحيرة    مليون خدمة طبية خلال أسبوعين خلال حملة 100 يوم صحة    حسين الجسمي يطرح "الحنين" و"في وقت قياسي"    تحرير 168 مخالفة تموينية بمركز مغاغة وضبط 2.5 طن سكر مدعّم قبل بيعه في السوق السوداء    أمين الفتوى يوضح آيات التحصين من السحر ويؤكد: المهم هو التحصن لا معرفة من قام به    وزير الخارجية يلتقي السيناتور "تيد كروز" عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي    ضبط 276 عاملا أجنبيا بدون ترخيص في منشآت بمحافظة البحر الأحمر    انخفاض حاد في أرباح بي إم دبليو خلال النصف الأول من 2025    موعد مباراة آرسنال وتوتنهام والقنوات الناقلة    المهرجان القومي للمسرح يكرّم الناقدين أحمد هاشم ويوسف مسلم    أخبار مصر: قرار ضد ابنة مبارك المزيفة، العناية الإلهية تنقذ ركاب قطار بالغربية، انخفاض الذهب، مفاجأة صفقات الزمالك دون كشف طبي    طقس اليوم الخميس 31-7-2025.. انخفاض درجات الحرارة واضطراب بالملاحة    دون إصابات.. خروج قطار عن القضبان بعد الاصطدام برصيف محطة السنطة بالغربية    روسيا تعلن السيطرة على بلدة شازوف يار شرقي أوكرانيا    عقب زلزال روسيا | تسونامي يضرب السواحل وتحذيرات تجتاح المحيط الهادئ.. خبير روسي: زلزال كامتشاتكا الأقوى على الإطلاق..إجلاءات وإنذارات في أمريكا وآسيا.. وترامب يحث الأمريكيين على توخي الحذر بعد الزلزال    اليوم.. المصري يلاقي هلال مساكن في ختام مبارياته الودية بمعسكر تونس    ملعب الإسكندرية يتحول إلى منصة فنية ضمن فعاليات "صيف الأوبرا 2025"    هاريس ستدلي بشهادتها في الكونجرس بشأن الحالة العقلية لبايدن والعفو عن 2500 شخص    فورد تتوقع خسائر بقيمة ملياري دولار هذا العام نتيجة رسوم ترامب    20 شاحنة مساعدات إماراتية تستعد للدخول إلى غزة    إصابة 4 أشخاص في حادث انقلاب سيارة بشمال سيناء    معتقل من ذوي الهمم يقود "الإخوان".. داخلية السيسي تقتل فريد شلبي المعلم بالأزهر بمقر أمني بكفر الشيخ    قناة السويس حكاية وطن l حُفرت بأيادٍ مصرية وسُرقت ب«امتياز فرنسى»    "ابن العبري".. راهب عبر العصور وخلّد اسمه في اللاهوت والفلسفة والطب    بدء تقديم كلية الشرطة 2025 اليوم «أون لاين» (تفاصيل)    الأحكام والحدود وتفاعلها سياسيًا (2)    طريقة عمل سلطة الفتوش على الطريقة الأصلية    بسبب خلافات الجيرة في سوهاج.. مصرع شخصين بين أبناء العمومة    اتحاد الدواجن يكشف سبب انخفاض الأسعار خلال الساعات الأخيرة    بعد الزلزال.. الحيتان تجنح ل شواطئ اليابان قبل وصول التسونامي (فيديو)    «حملة ممنهجة».. ترامب يقرر فرض رسومًا جمركية بنسبة 50% على هذه الدولة (تفاصيل)    موعد مباراة الزمالك اليوم وغزل المحلة الودية.. هل توجد قنوات ناقلة لها؟    أبرزها زيادة تعويضات مخاطر المهن الطبية ل150 ألف.. الحكومة توافق على مجموعة قرارات خلال اجتماعها الأسبوعي    المهرجان القومي للمسرح المصري يعلن إلغاء ندوة الفنان محيي إسماعيل لعدم التزامه بالموعد المحدد    هذه المرة عليك الاستسلام.. حظ برج الدلو اليوم 31 يوليو    «الصفقات مبتعملش كشف طبي».. طبيب الزمالك السابق يكشف أسرارًا نارية بعد رحيله    أول تصريحات ل اللواء محمد حامد هشام مدير أمن قنا الجديد    لحماية الكلى من الإرهاق.. أهم المشروبات المنعشة للمرضى في الصيف    ختام منافسات اليوم الأول بالبطولة الأفريقية للبوتشيا المؤهلة لكأس العالم 2026    إغلاق جزئى لمزرعة سمكية مخالفة بقرية أم مشاق بالقصاصين فى الإسماعيلية    أسباب عين السمكة وأعراضها وطرق التخلص منها    ما حكم الخمر إذا تحولت إلى خل؟.. أمين الفتوى يوضح    ما المقصود ببيع المال بالمال؟.. أمين الفتوى يُجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القصة كاملة.. “حفتر” وصل “طرابلس” بالخيانة وأموال الإمارات ونهايته هناك

مع دخول الاشتباكات حول مدينة طرابلس أسبوعها الثاني، بين القوي الثورية الداعمة لحكومة الوفاق والتي ينتمي اغلبها لثوار ليبيا الذين أسقطوا نظام القذافي، وقوات اللواء المتمرد السابق “خليفه حفتر” المدعوم من أنصار القذافي ومصر والامارات والمعادين لثورة ليبيا، لا تزال التساؤلات غامضة حول كيف وصلت قوات حفتر الي طرابلس من الشرق للغرب؟ وهل هي قوية بما يكفي وقادرة على احتلال العاصمة؟ وما مصير هجومه؟
لمعرفة الاجابة على هذه التساؤلات يجب العلم أولا ان قوات حفتر الاصلية في بنغازي شرق ليبيا التي شكلها بدعم عسكري من السيسي وبن زايد، لم تذهب مباشرة الي طرابلس كما هو متصور ولكنها قامت، بواسطة شراء الامارات ذمم الكثير من قادة القوي المسلحة في انحاء ليبيا، بالاعتماد على قوات غير تابعه لها في مهاجمة مناطق محيطة بالعاصمة أولا قبل ان ترسل قوات داعمه لها من بنغازي.
واعتمدت قوات حفتر بشكل رئيسي علي اللواء السابع الموجود في ترهونة والذي حاول احتلال طرابلس العام الماضي ولكنه خسر وتراجع وكان الهدف من معركته هو الحصول على اموال من حكومة طرابلس.
قصة اللواء السابع
في الفترة من 26 أغسطس 2018 حتى وقف إطلاق النار في 29 أغسطس ثم استؤنفت مرة أخرى في 20 سبتمبر، هاجمت قوات اللواء السابع (الذي استعان به حفتر هذه المرة) طرابلس، وانتهي الامر بطرده بعد إحكام لواء الصمود، بقيادة صلاح بادي سيطرته على معسكر حمزة في جنوب طرابلس وطرد قوات “اللواء السابع” التي فجرت الازمة بسعيها لغزو طرابلس.
وعلى مدار قرابة شهر كامل عاشته العاصمة طرابلس تحت وطأة الحرب ووابل الرصاص، خلفت الاشتباكات أكثر من 130 قتيلا، وأكثر من 385 جريحا حسب الإحصائية الرسمية الصادرة عن وزارة شؤون الجرحى بحكومة الوفاق الوطني، وشارك في هذه المعركة قرابة 8 قوي مسلحة، واستُخدِمت فيها أنواع مختلفة من الأسلحة من جانب كتائب مسلحة قادمة من جنوب العاصمة (اللواء السابع، ترهونة) والكتائب الموالية لحكومة الوفاق الوطني.
وبعدما اندحرت قوات اللواء السابع في محورين، عادت لتتقدم مرة اخري مع الغزو الحالي لطرابلس مع قوات حفتر على نفس محور هجوم اللواء السابع على طرابلس في صيف 2018.
وأسهم هذا في توغل قوات خليفة حفتر، في اليوم السادس من العملية العسكرية للسيطرة على العاصمة طرابلس، إلى نقاط عسكرية ومدنية حساسة، حيث تجاوزت الضواحي الجنوبية وتقترب من الطريق الدائري الثاني للعاصمة (داخل طرابلس)، لكنها انكسرت في محور مطار طرابلس الدولي (القديم) وتراجعت إلى ما وراء مدينة العزيزية (منطقة ورشفانة).
لهذا لم يكن مستغربا ان تعلن قوات حفتر كل فترة عن “مفاجأة عسكرية” بينما هي في حقيقة الامر عمليات انقلاب من قوات حول طرابلس وتحولها للعمل لصالح قوات حفتر بعد تلقيها الرز الاماراتي، واخر ما أعلن في هذا الصدد قول مسئول غرفة عمليات المنطقة الغربية التابعة لقوات حفتر “اللواء عبد السلام الحاسي”، أن “هناك مفاجآت ميدانية ستُغير مجريات الأحداث وتُنهي المعركة بدخول الجيش للعاصمة وستُغيّر الأوضاع بشكل كبير”!!، وهو ما كرره عدة مرات منذ بدء المعارك.
مسار المعارك وهزيمة حفتر
هاجمت قوات حفتر، طرابلس من ثلاثة محاور رئيسية:
(المحور الأول): تقدم من بلدة العجيلات، نحو مدينة صبراتة (70 كلم غرب طرابلس) ومنها إلى مدينة صرمان (60 كلم غرب طرابلس) ودخلتهما دون قتال، بعد تفاهمات مسبقة ودفع رشاوي اماراتية للقبائل هناك، لكن هذه القوات اصطدمت بكتائب مدينة الزاوية (45 كلم غرب طرابلس) وتعرضت لهزيمة قاسية، انهارت بعدها وانكفأت للخلف.
(المحور الثاني): ويعتبر المحور المركزي لقوات حفتر، وقد انطلق من مدينة غريان التي باعها ايضا مسئولوها لقوات حفتر باتفاق مالي مع الامارات، وسيطر عليها حفتر بسهولة بعد اشتباكات محدودة، وسمحت هذه الخيانة، بالتقدم نحو منطقة ورشفانة، وسيطرة قوات حفتر على مدينة العزيزية (مركز ورشفانة) وخاضت اشتباكات عنيفة مع قوات المنطقة الغربية لقوات الوفاق بقيادة أسامة الجويلي.
وواصلت قوات حفتر، تقدمها حتى مطار طرابلس الدولي (خارج الخدمة منذ معارك 2014)، وهنا ايضا لم تسيطر قوات حفتر نفسها عليه ولكن قامت بذلك مجموعات مسلحة متحالفة مع حفتر (خلايا نائمة) في منطقة “السواني” القريبة، استولت أولا على المطار، ثم التحقت بها قوات الكتيبة 106 بقيادة صدام نجل حفتر (أكثر الكتائب تسليحا)، من محور غريان.
ولكن بعد كر وفر تمكنت قوات الوفاق من استرجاع المطار القديم، وبعد وصول التعزيزات من مدينتي مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) ومن الزنتان (180 كلم جنوب غرب طرابلس) اللتان تناصران الثورة الليبية، انهزمت قوات حفتر بشكل واضح، ولاحقت كتائب الوفاق، قوات حفتر المتراجعة إلى منطقة ورشفانة وطردتها منها، وحاليا تجري اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والدبابات بمنطقة السواني نفسها.
وتحرز قوات الجيش الليبي التابعة للوفاق تقدمًا في محور وادي الربيع جنوب طرابلس.
كتيبة العفاريت
(المحور الثالث): ويقوده اللواء التاسع، القادم من مدينة ترهونة (90 كلم جنوب شرق طرابلس)، الذي كان يسمى اللواء 22، والذي قاتل إلى جانب اللواء السابع ترهونة، الصيف الماضي، ضد كتائب طرابلس، وتمكن من الوصول إلى غاية حي أبو سليم الشعبي (القريب من وسط العاصمة)، وعلى غرار هجوم 2018، سيطر اللواء التاسع هذه المرة على بلدة سوق الخميس، وانتقل إلى منطقة قصر بن غشير، القريبة من مطار طرابلس الدولي (القديم)، وسيطر على مثلث القيو وشركة النهر الصناعي، ومحور وادي الربيع.
ثم توغل اللواء التاسع، مدعوما بكتيبة العفاريت، في منطقة عين زارة، بالضاحية الجنوبية لطرابلس، ذات الكثافة السكانية العالية، وخاض حرب شوارع مع الكتائب الموالية لحكومة الوفاق، وقال إنه سيطر على أكبر معسكرات العاصمة، وهو معسكر اليرموك، وسيطر على منطقة فاطمة الزهراء، ويخوض معارك في منطقة خلة الفرجان، وجميعها في عين زارة، وكان يسعى للوصول إلى محور صلاح الدين وحينها يكون وصل إلى مشارف قلب العاصمة.
لكن قوات الوفاق، استعادت السيطرة على معسكر اليرموك، ومازالت تسيطر على جميع المعسكرات في محور صلاح الدين، وتتقدم في قصر بن غشير، وتطرد قوات حفتر.
لهذا ما زال اللواء السابع، المتمركز بمدينة ترهونة الليبية (90 كلم جنوب شرق العاصمة طرابلس)، يثير التساؤل حول موقفه من الهجوم الذي أطلقه اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يقود الجيش في الشرق، للسيطرة على طرابلس، وما إذا كان يقف فعلا على الحياد أم أنه يشارك في القتال ضمن اللواء التاسع الذي يحقق اختراقات مفاجئة في الضواحي الجنوبية للعاصمة.
عميد بلدية ترهونة
فبعد اليوم الأول من هجوم قوات حفتر على طرابلس، في 2 أبريل الجاري، أعلن اللواء التاسع ترهونة (اللواء 22 سابقا)، مشاركته في الهجوم، ورغم صدور بيان منسوب للواء السابع يتبرأ فيه من اللواء التاسع (!)، ويصف عناصره بأنهم “مجموعة من الفارين من المدينة ولا تربطهم أي علاقة إدارية أو عسكرية” به، إلا أن عميد بلدية ترهونة “عياد البي”، أعلن أن قوات اللواء السابع تخوض أشد المعارك بالعاصمة ضد قوات حكومة الوفاق، المعترف بها دوليًا.
كما ذكرت عدة مواقع إخبارية داعمة لحفتر، أن اللواء التاسع، تَشكل بعد دمج قوات اللواء 22، مع عناصر اللواء السابع.
وإذا نظرنا إلى سير المعارك التي يقودها اللواء التاسع، حاليا في طرابلس، نجد أنه يتحرك على نفس المحور الذي تقدم منه اللواء السابع في 2018م؛ مطار طرابلس الدولي، ثم قصر بن غشير، وعين زارة، وصلاح الدين، ما يؤكد انضمامه لقوات حفتر.
وفي الوقت الذي فشلت قوات حفتر، التي ينتمي أغلب عناصرها للمنطقة الشرقية، في التقدم عبر محوري صبراتة – الزاوية، وغريان- المطار القديم، ومُنيت بهزائم قاسية، حقق المحور الذي يقوده اللواء التاسع اختراقات خطيرة في عمق طرابلس، ووصل إلى غاية منطقة عين زارة وحتى محور صلاح الدين، الذي لا يبعد كثيرا عن مداخل وسط العاصمة، مما يوضح الفرق بين أداء القوات التي لديها معرفة بأرض المعركة وقوات أخرى تقاتل لأول مرة في منطقة لا تعرف مداخلها ولا متاهات شوارعها.
وأسلوب قتال اللواء التاسع، الذي يشبه أداء اللواء السابع، في 2018م، يعطي الانطباع بأنهما يضمان نفس المقاتلين، ونفس الأسلحة، وذات تكتيكات القتال.
وإذا كانت هزيمة اللواء السابع، في أغسطس الماضي، ووقف زحفه نحو وسط العاصمة لم يتم إلا بعد تحالف كتائب طرابلس، وتدخل وسطاء محليين لإنهاء القتال، فقد نجح هجوم حفتر في توحيد القوات المختلفة في طرابلس مرة اخري وتعاونها ضد قوت حفتر واللواء التاسع ما يتوقع معه أن ينهزم في نهاية المطاف رغم ن هذا هذا يعني أن حكومة الوفاق، تخوض معركة طرابلس على جبهتين، حيث قوات حفتر من جانب، وقوات اللواء السابع من جانب آخر، وهذا ما يجعل موقفها صعبا.
الكانيات
وفي معارك 2014-2016، فشلت قوات حفتر، في الوصول إلى العاصمة سواء من الغرب أو من الجنوب، رغم تحقيقها بعض التقدم في منطقة ورشفانة (45 كلم جنوب طرابلس)، لكن في هذه الفترة كان اللواء السابع (الكانيات) يقاتل ضمن تحالف “فجر ليبيا”، المعادي لحفتر.
واللواء السابع، الملقب سابقا بالكانيات، نسبة إلى إخوة من عائلة الكاني، ذات التوجه السلفي، ضم إليه فيما بعد قوات النخبة في اللواء 32 معزز، وكتيبة محمد المقريف، اللتين كانتا تتبعان نظام القذافي، لذلك تضخم عدده حتى وصل إلى نحو 5 آلاف عنصر، قبل أن يعلن دعمه لحكومة الوفاق، التي قامت بحله في مايو 2018.
ويبدو أن اللواء السابع ترهونة، الذي لم يتمكن من فرض نفسه في معادلة السلطة بحكومة الوفاق، يسعى لتعويض ذلك من خلال التحالف مع حفتر، ضد حلفائه السابقين.
إخوان ليبيا
وألمح إخوان ليبيا ممثلين في رئيس حزب العدالة والبناء “محمد صوان” لهزيمة قوات حفتر وتراجعها، بعدما كان المتحدث باسمها يحدد 48 ساعة لدخول طرابلس، وقال في حوار على قناة ليبيا بانوراما الجمعة 12 أبريل أن تماسك الوضع السياسي وقوة إرادة الشعب هي التي تؤثر في الأوضاع الدولية ولا شك أن هناك تفاوت في الدول المؤثرة في المشهد كالدول دائمة العضوية مقارنة بالدول الأخرى.
وكان اهم ما قاله “صوان”:
الوضع في ليبيا سوف يشهد تغيرا خلال الأيام القادمة بناء على المعطيات على الأرض سواء الجانب العسكري أو الحراك الشعبي والجماهيري
ليس هناك إرادة واحدة تعبر عن المجتمع الدولي وقد وقعنا فريسة النظرة الحدية فإما رفض المجتمع الدولي جملة وتفصيلا بناء على مواقف براغماتية لبعض الدول أو التعويل على المجتمع الدولي كأنه كل شيء.
لابد من التعامل مع المجتمع الدولي لكن لا يمكن التعويل على المجتمع الدولي ليكون بديلا عن الحراك السياسي الداخلي.
حراك يوم الجمعة في الميادين والساحات بدد كل الشائعات والصورة الذهنية المضللة التي رسمها الإعلام عن المدن الليبية الكبيرة فصورها أنها مرحبة بالحكم العسكري، وأنها ضاقت ذرعا بأي تغيير، ولم تعد لها القدرة على تحمل تبعات مراحل التغيير والمراحل الانتقالية.
الرسالة الثانية التي أرسلتها الجموع في الميادين للجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق، الذي يقاوم العدوان على العاصمة، وهي رسالة قوية تقول لهم: نحن معكم و ندعمكم ونحن ظهير لكم وهي رسالة قوية جدا.
كل يوم يثبت الشعب الليبي أنه فوق مستوى وعي الكثيرين، وأنه سابق في وعيه، وأثبت أنه يطمح للدولة المدنية، وأنه ضد كل المشروعات العسكرية.
بعض الدول بدأت تشهد تغييرا في مواقفها خلال الأيام الماضية، بسبب فشل التغيير العسكري، وسنشهد تغيرا وتراجعا في مواقف الكثير من الدول الأخرى.
الحرب بين مشروع عسكرة الدولة والاستبداد من جهة، ومشروع الوفاق والدولة المدينة والوفاء بالتضحيات بإقامة الدولة التي يحلم بها الشعب الليبي من جهة أخرى، فالجماهير لم ترفع أي صورة لرئيس أو زعيم سياسي، والشعارات كانت كلها حول الوحدة الوطنية وليبيا ودولة القانون والمؤسسات ورفض العسكرة والاستبداد.
يجب أن توجّه رسالة من الآن ليكون هناك تفريق بين حفتر الذي يحاول فرض واقع بقوة السلاح وبين أهلنا في المنطقة الشرقية، فمن الخطإ الكبير اعتبار أن حفتر هو الشرق الليبي، فأيدينا يجب أن تظل ممدودة ونقدم كل التنازلات لأهلنا في الشرق من أجل وحدة ليبيا.
تحالف القوى الوطنية
هذه الحرب بين حكومة الوفاق الممثل الشرعي للشعب الليبي أمام كل العالم وقد أعلنت النفير العام لرد هذا العدوان الذي تحرك من 1000 كيلومتر، فلا حجة لأي شخص أو تيار يتحدث على هذا العدوان كأنه حرب بين مدينة ومدينة أخرى أو صراع في الهلال النفطي أو الصراع في الجنوب.
ربما نلتمس العذر لبعض الصراعات الجانبية التي لم تتبناها الحكومة الشرعية، أما الآن فلا مجال للسكوت، واطلعنا على بيانات لبعض الأحزاب كبيان تحالف القوى الوطنية وهو لم يرتقِ لمستوى الحدث، فهذا العدوان على العاصمة يجب أن تتم إدانته.
البعض قد يعتقد أن حفتر مكلف من البرلمان، فبالتالي يملك الشرعية، لكن الصواب أن حفتر لم يتم تكليفه من البرلمان، وقد انتهى البرلمان واستمد شرعيته من الاتفاق السياسي، والاتفاق السياسي أعطى صفة القائد الأعلى للمجلس الرئاسي، ولم تكن هناك قيادة عامة للقوات الليبية، ولم تكن صفة قائد عام موجودة، ولا يملك مجلس النواب أن يكلف قائدا عاما؛ لأن هذا ليس من صلاحياته؛ حسب الاتفاق السياسي، ويجب التركيز على هذه النقطة فلا شرعية لحفتر.
حاولنا أن نجد مقاربة سياسية لتجمع كل الأطراف، بمن فيهم حفتر كقوة أمر واقع وليس كجهة شرعية، وكنا ندرك أن حفتر يحمل مشروعا يتناقض عكسيا مع العملية السياسية، ولن يقبل أي تسوية، وكنا نتمنى أن يكون هناك قبول لأي تسوية سياسية، على الرغم من مرارة الوضع الذي يقوم فيه حفتر باختراق كل الحدود.
تنازلنا فيما سبق من أجل أهلنا في الشرق، فربما يكون الناس قد عانوا بعض العمليات الإرهابية، وهذا الوضع أجبر بعضهم بسبب وجود بعض المجموعات الإرهابية في تلك الفترة، فكنا حريصين أن نمد يدا للحوار والسلام، وتحملنا الكثير من الانتقادات في هذا الاتجاهات، ولسنا نادمين على كل هذا.
تسوية سياسية

نعتقد أن كل الحجج قطعت، وكل الأساليب قطعت، وفي الحقيقة الحديث الآن عن تسوية سياسية؛ يجب أن يكون بمنظار آخر، وقد تغيرت الموازين، وما كان يدور عن تسوية سياسية وأبعادها وشروطها ستتغير بعد هذا الاعتداء، وسيأخذ شكلا آخر؛ ربما من المبكر الحديث فيه، لكن في كل الأحوال لن يكون الحديث بنفس الطريقة، ولم تعد الظروف بنفس الوضع.
نحن تواصلنا مع جل الأطراف التي نتوقع أن تكون حاضرة في المؤتمر الوطني الجامع وتبلورت لدينا مع الكثير من الأطراف والشركاء في الوطن محددات ومحاور أساسية، وكان هناك توافق كبير عليها، ربما كان حفتر ومن يدور في فلكه يدرك أن لقاء الليبيين في ملتقى جامع لن يتوافق على شيء يحيد عن الدولة المدنية، أو يمكّن للاستبداد أو العسكرة وبالتالي كانت العملية استباقية لإجهاض هذا المشروع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.