اقتراب مذنب من الأرض يمكن رصده بالعين المجردة.. أغسطس المقبل يستعد الراصدون للسماء في الوطن العربي لرصد اثنين من المذنبات، أحدهما يرصد الآن من خلال التلسكوبات وهو المذنب (21 P / جياكوبيني - زينر)، وهو على وشك الوقوع في أقرب مسافة من الأرض منذ 72 عامًا. أما الآخر وفقا لماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة فهو المذنب (P 46 / ورتينن) والذي سيكون على مسافة أقرب من المذنب الأول وربما يصبح مرئيا للعين المجردة في وقت لاحق هذه السنة 2018. ويقترب المذنب (جياكوبيني - زينر) الآن من الأرض والشمس بسرعة نحو 23 كيلومتر بالثانية، وسيقع في أقرب نقطة إلى الأرض والشمس في نفس اليوم 10 سبتمبر 2018 عندها سيعبر على مسافة آمنة نحو 58 مليون كيلومتر من كوكبنا. وخلال النصف الأول من شهر سبتمبر، سيكون المذنب (جياكوبيني -زينر) مرئيًا باستخدام المنظار الثنائي العينية، ومن المتوقع أن يصل لمعانه الظاهري من 6.5 إلى 7 وهذا يعني أنه لن يكون مرئيًا للعين المجردة. وفي ذلك الوقت سيمر المذنب أمام المجموعات النجمية: الزرافة، فرساوس، ممسك الاعنة، وباستخدام المناظير أو تلسكوب صغير يمكن رؤية المذنب كلطخة ضبابية من الضوء. وعلى الرغم من أن نواة المذنب قطرها يبلغ نحو 2 كيلومتر، إلا أن حرارة الشمس الآن تسببت في تشكل غلاف جوي له يسمى "الكوما" بقطر نحو 290،000 كيلومتر، ما يعني هذا أن المذنب أصبح الآن يمتلك غلافا جويا قطره ضعف قطر كوكب المشتري عملاق نظامنا الشمسي. وتُظهر بعض الصور أن "الكوما" بلون أخضر، مما يدل على أن المذنب يحتوي على السيانوجين وكربون ثنائي الذرة، وهما غازان يتوهجان باللون الأخضر عند تعرضهما لأشعة الشمس. ويمكن رؤية حركة المذنب باستخدام تلسكوب صغير وذلك بمراقبة النجوم القريبة من المذنب، ثم يقارن موقعه بعد 15 أو 30 دقيقة فقط ؛ فهذا المذنب يتحرك في الفضاء بسرعة 81،360 كم بالساعة بالنسبة إلى الأرض. وسيقع المذنب في مساء 10 و11 سبتمبر، ظاهريا قريبًا جدًا من عنقود نجوم ميسييه 37 وهو أغنى واسطع عنقود مفتوح في كوكبة ممسك الاعنه، ولن يعود لمثل هذه المسافة الا بعد 40 عامًا في 18 سبتمبر 2058. من ناحية أخرى ومع دوران المذنب حول الشمس ينتج عنه بعض الحطام النيزكي مما يسبب زخة شهب التينينيات السنوية، وفي العام الحالي من المحتمل أن تتم مشاهدة التينينيات في مساء يوم 7 أو 8 أكتوبر، والقمر بالقرب من مرحلة المحاق القمر، علما بان شهب التينينيات ليست معروفة بأنها مميزة،ولكن عندما يكون المذنب مصدر الشهب قريب يمكن أن تقدم الشهب عرضا مذهلًا. من ناحية أخرى هناك مذنب آخر يقترب من الأرض هو (P 46 / ورتينن) في ديسمبر المقبل، ومن المحتمل ( غير مؤكد) أن يكون هذا المذنب مرئيًا بالعين المجردة على الأقل من المواقع المظلمة بعيدا عن اضواء المدن، حيث سيكون في أقرب نقطة من الشمس في 12 ديسمبر 2018، ويقترب من الأرض بعد بضعة أيام فقط في 16 ديسمبر. وفي أقرب مسافة من الأرض، سيكون المذنب (ورتينن) على مسافة 11.5 مليون كيلومتر، مقارنه بالمذنب (جياكوبيني - زينر) الذي سيكون على مسافة 58 مليون كيلومتر. وتشير التقديرات إلى أن المذنب (ورتينن) قد يصل لمعانه الظاهري من 3.5 إلى 6، وهذا يضع المذنب في حدود الرؤية بالعين المجردة، وهنا يجب معرفة أن الأجسام الانتشارية الضبابية مثل المذنبات هي أكثر صعوبة في الرؤية مقارنة بنقاط النجوم عند نفس مستوى اللمعان. جدير بالذكر بأن المذنبات لا يمكن ابدأ التنبؤ بسلوكها من حيث السطوع واللمعان عند اقترابها لذلك سوف تخضع للرصد والمراقبة.