أثارت تصريحات المدعو أبوإسماعيل ضد الفريق السيسى غضب معظم المصريين الوطنيين الذين لا ينتسبون لأى تيار متأسلم يتاجر بالدين ويستخدمه مطية للحكم، لكن للأسف لم يغضب الفريق نفسه. غضبة المصريين كانت تقديرا للفريق لشخصه ولمكانته كقائد للجيش المصرى العظيم والمؤسسة العسكرية آخر حصن للشعب يلوذ به ضد كل الجماعات الفاشية المسلحة التى تظلم حياته الآن والتى تشى بمستقبل شديد السوء سيغرق مصر فى بحار من الدم سواء من قبل تلك الجماعات ضد الشعب وضد بعضهم البعض تكفيرا وصراعا داخليا على السلطة. أعقبت تلك التصريحات المهينة من قبل "أبوإسماعيل" تصريحات محبطة للفريق السيسى بأن على الشعب ألا ينتظر الجيش، صدمت تصريحاته الشعب المصرى وجعلته يشعر بأنه عليه وحده مواجهة العصابات الهادمة للوطن والمهيمنة على مقدراته، بينما اعتبرتها قوى التطرف الدينى فرصة سانحة لهم بالتمادى فى فجرهم وتقويضهم لكيان ومؤسسات الدولة المصرية التى أسس بنيانها محمد على منذ أكثر من قرنين من الزمان. الرسالة أحبطت البعض وأقنعت الكثيرين بأن الشعب المخدوع بعد انتفاضته المبتورة والمراهقة والساذجة فى 25 يناير عليه أن يكملها ويتمها بثورة حقيقية تعوض انتفاضة 25 خسائر.الكثير يخشى من الفجور المتزايد من قبل الجماعة التى ستزيده وتغرق به كل مؤسسات الوطن بعدما اطمأنت أن أكبر قوة فى البلاد لن تمسها بسوء، لذا فانتظروا تزويرا فاضحا وفاجرا فى الانتخابات القادمة وسيكون تزويرا باسم الدين وحماية لما يحسبونه دينا. لكن المدهش فى تصريحات الفريق السيسى هو ما قاله بأن إقحام الجيش فى الحياة السياسية بمثابة إرجاع مصر 40 عاما للوراء! كيف ذلك يا سيادة الفريق، منذ أربعين عاما كانت مصر دولة مستقرة قوية اقتصاديا تبنى جيشها العظيم لاسترداد أرض الوطن وكرامته وقد فعل حقا وصدقا فهزم الكيان الصهيونى المتحالف الآن والمتوافق مع الجماعات التى تهدم وطننا. هل الدولة المصرية الآن ناهضة مستقرة وراغدة وآمنة بحيث يخشى عليها الفريق من التقهقر للوراء؟! مرحبا بهذا التقهقر والردة الزمانية إن أتى الجيش بها. فى تلك الحقبة كان الجنيه المصرى يزيد على ثلاثة دولارات أمريكية وكانت مصر تنتج سيارات نصر الشهيرة وكان راتب الموظف المصرى يكفيه ويدخر منه وكان الإبداع المصرى يغزو العالم العربى وكانت مصر مركز تصدير الإسلام الوسطى للعالم بأسره. الآن يتحكم فى مقدرات وطننا جماعات تابعة لتنظيم دولى لا يؤمن أساسا بفكرة الوطن أو المواطنة ولخص دناءة نظرته الوضيعة للوطن بمقولة أحد حمقاه (طز فى مصر) أى تقهقر ورده أسوأ من تلك التى نكابدها الآن! هل يخشى الجيش حربا أهلية؟! إما مرسى أو الحرب الأهلية؟! إذن هو يسلم بأن تلك العصابة مسلحة. ربما دهاء الفريق دفعه لطمأنة النظام وأيضا الجماعة بحيث تطغى وتتجبر وتفجر للمدى الذى يدفع الشعب للثورة عليها فيتدخل الجيش على غرة لا تتوقعها الجماعة. ربما هذا التمويه يكون مقصودا! فلنكن صرحاء ويدرك الشعب أنه المحرك الوحيد للوطن ولن يتحرر إلا به فإما أن نرضخ ذلا أو نثور ونحيا شرفا.. نحن سر المعادلة.