سلطت مؤسسة "راند" للأبحاث والعلوم السياسية، الضوء على انتشار استخدام الطائرات بدون طيار في تنفيذ عمليات إرهابية غاية في الدقة، مشيرة إلى واقعة استخدام ذلك النوع من الطائرات في محاولة اغتيال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في 4 أغسطس. وبحسب تقرير صادر عن المؤسسة فإن استخدام الطائرات بدون طيار المسلحة من قبل جماعات الحرب بالوكالة لم تعد مصدر قلق للمستقبل بل أصبحت مصدر رعب للحاضر. وأشارت المؤسسة إلى أن انتشار التكنولوجيات الناشئة وجعلها متاحة أمام أدنى المستويات، أسقط الحواجز التي كانت تعيق الأفراد من الوصول إلى تلك التكنولوجيا الجاهزة المتاحة حاليا للخلايا الإرهابية والمجرمين والمتمردين. وطبقا للتقرير فإن رعاية الدول للجماعات الإرهابية يزيد من احتمالية ارتفاع أعداد هجمات الطائرات بدون طيار، لما يمكنها من إتاحة المعدات والتدريبات اللازمة للأفراد لاستخدام الطائرات في الهجمات المسلحة. وأوضح أن حزب الله والحوثيين يستخدمون الطائرات بدون طيار خلال حروبهم في اليمن ضد السعودية، مؤكدا أن تنظم "داعش" استخدم تلك الطائرات بنجاح في عمليات المراقبة والاستطلاع إضافة للأعمال الهجومية مثل إسقاط قنبلة يدوية على أحد أهدافهم. واستعرض التقرير استخدام كل من نيجيريا وباكستان وتركيا للطائرات بدون طيار خلال معارك قتالية، بما ساهم في زيادة فرص وصول تكنولوجيا الطائرات بدون طيار إلى الأيدي الخاطئة، من خلال احتمال سرقة تلك الطائرات من مسئولين عسكريين أو أجهزة استخبارات. وحذر التقرير من كابوس أجهزة الأمن في العالم، المتمثل في استخدام تلك الطائرات في هجمات كيميائية أو بيولوجية، خاصة في ظل اكتشاف خطط القاعدة لشن هجمات على الغرب باستخدام أسلحة الدمار الشامل. ونوه إلى أن احتمالية استخدام الطائرات بدون طيار لإسقاط فيروسات قاتلة على إستاد رياضي أو مكان للتجمع العام يعد احتمال مروع لإسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا. أما في المستقبل، فظهرت دراسات تشير لإمكانية استخدام الطائرات بدون طيار في كل مناحي المجتمع، كاستخدامها في توصيل الطعام للمنازل إلا أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى فضاء جوي مزدحم للغاية وربما يسهل على الإرهابيين إخفاء الطائرات المسيرة بدون طيار بين الطائرات الشرعية.