«فلول» خالد عبد العزيز داخل ديوان عام الوزارة ينفذون سيناريو «تطفيش الوزير الجديد».. وطابور خامس يسعى ل«مسح الإنجازات» حرب باردة اشتعلت بين الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، ومجلس إدارة اتحاد الكرة، ولم يعد أحد بإمكانه التكهن بما سوف تؤول إليه هذه الحرب، وبدأ كل طرف يعد أوراقه استعدادا للمواجهة المحتملة، والتي قد تحدث في أي وقت. البداية باللجنة التي شكلها الوزير لمراجعة أعمال الاتحاد، والتي أنهت أعمالها راصدة العديد من الأخطاء الإدارية والمالية، وإنفاق مبالغ رهيبة قد تصل إلى حد السفه، جعلت الوزير يفكر في إحالة الملف إلى الجهات الرقابية، في المقابل سعى مجلس إدارة اتحاد الكرة لتهميش مبادرة الوزير بالنسبة لعودة الجماهير. اتحاد الكرة دعا لاجتماع مع رؤساء أندية الدوري الممتاز في مقره الرسمي، ووجه الدعوة للوزير، غير أنه تراجع وطلب أن يكون الاجتماع في مقر الوزارة، ثم عاد الاتحاد ليطلب أن يتم الاجتماع داخل مقر مركز التعليم المدنى الكائن بجوار الجبلاية، لكن الوزير صمم على مقر الوزارة، ولم يوجه الدعوة إلا للمهندس هانى أبوريدة رئيس الاتحاد والعميد ثروت سويلم المدير التنفيذي، لا سيما أنه يعلم أن أحد أعضاء المجلس يتحدث عنه بصورة سلبية. حدث ما حدث في الاجتماع من مشادات كان أطرافها مجدى عبدالغنى وكرم كردى عضوى المجلس، ما جعل الوزير يستشيط غضبا، رافضا التحدث مع وسائل الإعلام، مكتفيًا ببيان الوزارة، بعدما خرج ساخطا، خاصة أنه لم يكن يتوقع ألا يكون هناك حماس لعودة الجماهير. اتحاد الكرة هو الآخر يعلم تماما أن الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» يمنع التدخل الحكومى بأى شكل من الأشكال، وأن الوزير لا يستطيع أن يفعل أكثر مما فعله، لكن في المقابل يعمل الوزير على فحص المخالفات التي قد تكون سلاحه للتدخل، وهو الأمر الوحيد الذي تجيزه لوائح «فيفا» في حالة وجود مخالفات مالية وغير ذلك لا يعتد به. وقد وصلت إلى مسامع الوزير واقعة يجرى التحقيق فيها بشكل سري، وفى حال ثبوتها ربما ينقلب الأمر لصالحه، والمتعلقة بتلقى عدد من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد هدايا من أحد الشيوخ العرب عبارة عن ساعات قيمة جدا باهظة الثمن، وذلك بعد بلوغ المنتخب الوطنى مونديال روسيا وأن ثلاثة فقط من مجلس إدارة اتحاد الكرة لم يحصلوا على الساعات. ويعتمد الوزير على أن هناك لائحة واضحة والقانون واضح جدا، حيث يمنع أعضاء مجالس إدارات الاتحادات والأندية من تلقى أية هدايا مادية أو عينية من أي جهات خارجية، وفى حالة قبول الهدايا لا بد أن ترد إلى خزينة الدولة، وهو ما لم يحدث حتى تاريخه. وقد صدرت هذه اللائحة في عهد المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة السابق، بعد الفوز بكأس الأمم الأفريقية 2008 وتحديدًا بعد حفل الإمارات، والذي تم خلاله توزيع مبالغ مالية على مجلس إدارة اتحاد الكرة تراوحت بين 500 ألف إلى مليون درهم على إثرها قام الكابتن أيمن يونس عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة آنذاك برد المبلغ الذي حصل عليه ولم يرد باقى أعضاء المجلس. تجدر الإشارة هنا إلى أن الشخص الذي أبلغ الوزير بتفاصيل الواقعة، أبلغه كذلك بأسماء أعضاء مجلس الإدارة الثلاثة الذين لم يحصلوا على هدية الشيخ العربي. في الوقت ذاته تجاهل اتحاد الكرة إرسال تقرير عن أسباب الفشل الذريع للمنتخب الوطنى في مونديال روسيا وخسارة ثلاث مباريات خاصة اللقاء الأخير أمام الأشقاء بالمملكة العربية السعودية، بل تجاهلوا أيضا مناقشة أي تقارير خاصة بالموضوع، رغم عقد أكثر من اجتماع لمجلس الإدارة من بينها اختيار المدير الفنى الجديد، ما يعنى أن هناك محاولة للتعتيم على الأمر وكأن شيئا لم يحدث من قريب أو بعيد. ويرى الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، أن اتحاد الكرة وكل رجاله من أصدقاء المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة السابق، وأنهم يحاولون إفشال مهمته، في الوقت الذي نجح فيه في التخلص من رجل خالد عبدالعزيز داخل الوزارة فإن الأمر يبدو صعبًا خارج مقر الوزارة، سواء في اللجنة الأوليمبية أو اتحاد الكرة أو حتى بقية الاتحادات التي كانت على علاقة قوية بالوزير السابق، ولهذا فضل «صبحي» تأجيل المواجهة حتى إشعار آخر، لا سيما أنه يرى أن هناك العديد من الملفات التي يرغب في إنجازها، وفطن إلى أن هناك محاولات لإبعاده عن الهدف الذي جاء من أجله. ويرى مقربون من الوزير أن هناك طابورا خامسا داخل وزارة الشباب والرياضة يسعى بكل قوة لإفشال الوزير رغم إبعاد عدد منهم عن المناصب القيادية، ولا يزال بعضهم يجلس في موقع المسئولية، ودائما يروجون الشائعات عن قلة خبرة الشباب الذين استعان بهم «صبحي» في إدارة دفة الأمور سواء في المكتب الفنى أو الإدارة المركزية أو المناصب المختلفة، ويراهنون على أن هؤلاء سبب كاف لفشل أي وزير. ومن أجل هذا دخل الوزير في تحد مع نفسه لإثبات أنه على صواب وأنه لن يتوانى عن الضرب بيد من حديد، لكل من تسول له نفسه الدخول معه في منطقة التشكيك فيما يقوم به من أعمال تجعله لا ينام أكثر من ثلاث ساعات يوميًا. والوزير يرى أنه ورث تركة ثقيلة مديونة بأكثر من مليارى جنيه، وبالتالى فهو يبحث عن حلول غير تقليدية للخروج من النفق المظلم الذي وضعه فيه سابقه، سواء عن قصد أو عن غير قصد، لكن الحقيقة المرة أن الوزارة مثقلة بديون ضخمة لجهات كثيرة. عموما.. الأيام المقبلة ستشهد احتدام الخلاف بين الوزير وبين عدد كبير من مسئولى الاتحادات والأندية، وقد كانت البداية بإلغاء القرض الصينى بقيمة 1.8 مليار جنيه الخاص ببناء صالات جديدة، ما جعل الدكتور حسن مصطفى يطلب مقابلة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء للاستفسار عن أسباب إلغاء القرض والبدائل التي طرحتها الحكومة لاستضافة مونديال اليد 2021. نهاية.. الدكتور أشرف صبحى وضع يده في عش الدبابير والسؤال الآن: كيف ينجو منه؟!