لمواجهة التحديات السياسية الجديدة والتحول التكنولوجي، شددت المستشارة الألمانية على ضرورة تعزيز قدرات الجيش الألماني، مؤكدة التزامها بزيادة نفقات الجيش الألماني على نحو واضح. يأتي ذلك فيما أقر وزير مالية ألمانيا زيادة حجم الإنفاق الدفاعي والزيادة في الموازنة العسكرية. وأكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم السبت أننا ندين بتوفير عتاد جيد لجنودنا الكثيرين الذين يكرسون أنفسهم لأمننا، مضيفة أن "تحديات سياسية جديدة، ومسار التقشف طوال سنوات في الجيش الاتحادي وكذلك التحول التكنولوجي تجعل زيادة الإنفاق أمرًا ضروريا"، متابعة "لذلك فإن الأمر هنا يتعلق ب(تعزيز) العتاد وليس (زيادة) التسلح". وتابعت: "في ذلك قرار حلف شمال الأطلسي (الناتو) بأن تزيد الدول الأعضاء في الحلف، وعددها 29 دولة، نفقاتها في الدفاع تدريجيا لتصل إلى 2% من ناتجها المحلي الإجمالي بحلول عام 2024، رغم أن الحكومة الألمانية تحدثت عن نسبة 1.5 في المائة فقط تريد الوصول إليها". تجدر الإشارة إلى أنه ليس من المتوقع أن تحقق ألمانيا هذا الهدف، لأنها ستضطر في هذه الحالة إلى زيادة نفقاتها على الدفاع من 42.9 مليار يورو (موازنة عام 2019) إلى نحو 80 مليار يورو. واستباقا لانعقاد قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) يومي الخميس والجمعة الأسبوع المقبل في بروكسل، قالت ميركل في رسالة الفيديو إن "ألمانيا تحتاج التحالف (الناتو) أيضا في القرن ال21 كضمان للأمن كونه تحالفا بين ضفتي الأطلسي"، وستتناول قمة الناتو القادمة مسألة الاستعداد لمهام المستقبل. غير أن الحكومة الألمانية تحدثت عن نسبة 1.5% فقط من إجمالي الناتج تريد الوصول إليها في مسألة النفقات الدفاعية، ولذلك انتقد رئيس مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن فولفجانج إشينجر حجم إنفاق ألمانيا على الدفاع، معتبرًا إياه منخفضًا للغاية، مشيرًا في تصريحات لصحيفة "فيلت" الألمانية الصادرة اليوم السبت، إلى أنه "بدون قوة عسكرية ستظل أوروبا عديمة الأهمية على مستوى السياسة العالمية رغم حجمها الاقتصادي". وقال إشينجر إنه يمكن التحدث لفترة طويلة حول ما إذا كان هدف الناتو لإنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي لأعضائه على الدفاع سديد، وأضاف: "لكن الحقيقة هي أننا قبلناه كهدف، لذلك فإنه من المؤسف ألا يتم الاتفاق عليه داخل الائتلاف الحاكم في ألمانيا". وكان وزير المالية الألماني أولاف شولتس تعهد أمس الجمعة برفع الإنفاق الدفاعي لبلاده بشكل كبير العام المقبل، لكن الزيادة ستظل أقل مما طلبه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من حلفائه في حلف شمال الأطلسي. وأوضح شولتس للصحفيين في برلين: "نواصل التغيير للأحسن في الإنفاق الدفاعي، ففي 2019 سننفق 4 مليارات يورو (4.7 مليارات دولار) أكثر مما خططنا مسبقا"، مضيفا أن الزيادة سترفع الموازنة العسكرية إلى 42.9 مليار يورو، وهو ما قال إنه يشكل "زيادة كبيرة" وإشارة واضحة" على التزام ألمانيا بتعهداتها الدولية. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل