الطفولة عنوان البراءة.. قاعدة يسير عليها العالم، فيما عدا جيش الاحتلال الذي لا يفرق بين كبير وصغير أعزل وحامل للسلاح؛ ليرتكب جريمة جديدة في حق الفلسطينيين، باغتيال طفل لم يتجاوز عمره ال 13 عاما؛ ليجسد جريمة جديدة بحق الفلسطينيين أمام العالم. رصاص القناصة الطفل ياسر أبو النجا، من خان يونس، عمره 13 عاما، عاش منها 12 عاما تحت الحصار، شهد خلالها 3 حروب "إسرائيلية" ضد غزة، قتل الاحتلال اثنين من أعمامه، وحاول اغتيال والده، تشرد مع عائلته نتيجة قصف الاحتلال لمنزلهم 3 مرات في حياته، وانتهت قصته برصاصة متفجرة من قناص "إسرائيلي"، هشمت رأسه الصغير، أثناء مشاركته في مسيرة العودة الكبرى. مشاركة الآلاف استشهاد الطفل أبو النجا مزق قلوب الملايين من الفلسطينيين والعرب، حيث شارك عشرات الآلاف من الفلسطينيين من بينهم قادة حركة حماس والفصائل الفلسطينية في وداع الشهيد الطفل بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث حمل المشاركون الطفل من المستشفى الأوروبي إلى منزل العائلة بخان يونس مرددين شعارات منددة بجريمة قتله من قبل قناصة الاحتلال. 9 شقيقات الطفل الشهيد كان لديه 9 شقيقات ووالدته، اللائي تصدرن المشهد داخل جنازته اليوم، حيث قالت والدة الشهيد "سماح أبو النجا"، أنها صدمت بخبر استشهاده، متسائلة عن الخطر الذي يمثله ياسر على جيش الاحتلال. وأشارت إلى أنها علمت بنبأ استشهاده حين شاهدت صورته على إحدى صفحات التواصل الاجتماعي، وقالت: "شاهدت ملابس ياسر وقبل أن أرى وجهه صرخت: إنه ابني!!" وقالت أن الله رزقها بياسر، بعد أن أنجبت تسع بنات، وبعد ثماني عشر عاما من انتظار أبيه له، مؤكدة أنه يمثل له الحياة بأكملها. المشاركة في المسيرات الطفل الشهيد كان حريصا على المشاركة في المسيرات الأسبوعية- بحسب والدته: "كان يريد إيصال صوته أن من حقه كطفل العيش بكرامة وحرية كبقية أطفال العالم دون احتلال". وتنوه إلى أنها لم تتوقع للحظة، أن يستشهد نجلها، وبرصاصة غادرة في رأسه، وبهذا الشكل البشع والمؤلم جدًا؛ رغم أنها لم تستبعد على هذا الاحتلال "المجرم" أي شيء.