تشييع جنازة الإذاعي أحمد سعيد من مسجد السيدة نفيسة.. غدًا غادر دنيانا أمس الإذاعي الكبير أحمد سعيد، عن عمر ناهز ال 92 عامًا، وتشيع جنازته عقب صلاة العصر من مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة. يعد الإذاعي الراحل أحد رواد الإذاعة المصرية عبر تاريخها، وهو أول من تولى منصب رئيس إذاعة "صوت العرب" عقب تأسيسها وظل في منصبه من الفترة 1953 إلى 1967. حاز "سعيد" على شهرة طاغية في حقبة الخمسينيات والستينيات بمختلف البلدان العربية، وتخصص في إذاعة البيانات السياسية والعسكرية المهمة، أشهرها بيان حرب عام 1967 الشهير، والذي تعرض بسببه لظلم شديد طوال حياته، إذ ألقى البعض اللوم عليه، بعد إلقائه لبيان أكد انتصار الجيش المصري في الحرب، بينما كانت الحقيقة على عكس ذلك تمامًا. لم تكن تلك خطيئة "سعيد" كما اعتقد البعض، وإنما جاءه البيان وقتها هكذا من جهات مسئولة بالدولة، ولم يكن بمقدوره سوى أن يذيعه كما هو. وقال "سعيد" عن البيان الشهير في حوار صحفي أجراه قديمًا: "لا تستطيع أي صحيفة أو إذاعة أو قناة تليفزيونية عندما يأتي إليها بيان من أي وزير في الدولة وهي في حالة حرب أن تمتنع عن نشره". كان "سعيد" صوتًا للجماهير العربية، في تلك الفترة، وبخاصة في دول الشمال الأفريقي، وبالتحديد الجزائر التي كان يقاوم احتلالها من قبل الفرنسيين في ذلك الوقت بصوته الرخيم عبر "صوت العرب"، حتى إن عددًا كبيرًا من الجزائريين أسموا أبنائهم على اسمه في تلك الفترة. قدم "سعيد" استقالته من "صوت العرب" عقب نكسة 1967 مباشرة، بعد أن آلمه في ذلك الوقت الهجوم الشديد الذي تعرض له بسبب البيان الشهير، وتكون المفارقة القدرية أن يرحل "سعيد" عن دنيانا في ليلة الذكرى ال 51 لنكسة عام 1967.