بعد تغيير زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي، مارين لوبان، اسم الحزب الشعبوي الذي أسسه والدها جون ماري لوبان، من "الجبهة الوطنية" إلى "التجمع الوطني"، في محاولة منها للتخلص من الصورة السلبية التي التصقت ب"الجبهة الوطنية"، وهي العنصرية ومعاداة السامية، محاولة بذلك رأب الصدع في الحزب لاسيما بعد مغادرة معظم قادته بعد الهزيمة الساحقة التي ألمت برئيسة الحزب في الانتخابات الرئاسية الفرنسية العام الماضي، أمام الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون. وفي هذا الشأن، رأى محللون أن تلك الخطوة لجذب أعضاء جدد للحزب وتحسين صورته تمهيدًا للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة 2022، والاستفادة من انتصار اليمين المتطرف في إيطاليا، فيما يتشكك البعض في أن يكون الاسم الجديد تغييرا صوريا دون تغيير حقيقي لجوهر ومفهوم حزب اليمين المتطرف. وذكرت محطة "بي إف إم تي في" الفرنسية أنه "على الرغم من أن زعيمة اليمين المتطرف غيرت اسم الحزب فإنها حافظت على رمزه التاريخي، وهو الشعلة بألوان العلم المستوحاة من الحزب الفاشي الجديد الإيطالي". وتابعت أن "هذه التسمية الجديدة للحزب اقترحتها مارين لوبان خلال مؤتمر للحزب في مارس/آذار الماضي، بهدف التخلص من ماضية العنصري". وخلال تلك الفترة التجريبية بعد إعلان الاسم الجديد للحزب، أجريت استطلاعات للرأي التي أشارت إلى 80.1% من المستطلعين أبدوا رغبتهم في تغيير اسم الحزب. وفي تصريحات أدلت بها لوبان منذ يومين، في اجتماع للحزب بمدينة ليون الفرنسية قالت فيها "إن القرار سيمنح الحزب دفعة جديدة، وإن الأولوية يجب أن تكون هي الوصول إلى السلطة"، موضحة أن هذا لا يمكن أن يتحقق إلا بالتحالف مع أحزاب أخرى. وأكدت أن "هذا التحول يغلق صفحة من تاريخ حركتنا.. لكنه يفتح صفحة جديدة أفضل ولن تكون أقل مجدا". وحول استمرار رمز الحزب "الشعلة"، أشارت المحطة الفرنسية إلى أن تلك الشعلة تجسد رمز الاستمرارية، وهي المحاور الموحدة للحزب، مثل الأمن والهجرة التي تركز عليها مارين لوبان، موضحة أن "زعيمة الحزب حريصة على طمأنة مناضليه الذين أحبطت عزيمتهم الهزيمة في الانتخابات الرئاسية الماضية، بجانب اجتذاب قطاع جديد من المؤيدين للحزب".