بعد الإخفاق الكبير الذي تلقاه حزب الجبهة الوطنية بفرنسا وتراجع شعبيته دونا عن الأحزاب المتطرفة والشعبوية فى بلدان أوربا وأمريكا وبخاصة خلال الانتخابات الرئاسية التي شهدتها فرنسا العام الماضي بعدم تمكن زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبين الفوز بالمقعد الرئاسي أمام الرئيس الحالي ايمانويل ماكرون تعود الآن ومن جديد مارين لوبين التي تم اختيارها كزعيمة للحزب للمرة الثالثة بأفكار جديدة من اجل إحداث تغيير فى حزب الجبهة الوطنية الذي أسسه والدها عام 1972 ،ومن ذلك أنها اقترحت خلال تجمع للحزب يوم السبت الماضي الموافق 10من مارس الجاري بحضور ضيف شرف هو ستيف بانون، المستشار السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإطلاق تسمية التجمع الوطني على حزب الجبهة الوطنية وذلك بهدف استكمال تجديده من اجل الحفاظ على وجوده وتقدمه بين الأحزاب الفرنسية الأخرى. وخلال خطابها في اختتام المؤتمر السادس عشر للحزب في مدينة ليل بشمال فرنسا قالت للحاضرين ،اطلب منكم الآن أن تمضوا في التجديد الذي انتخبتموني لأجله حتى النهاية من اجل نجاح الحزب ،وأضافت ابنة مؤسس الحزب جان-ماري لوبين أن التسمية الحالية "الجبهة الوطنية تمثل للكثير من الفرنسيين وحتى من أصحاب النوايا الحسنة منهم، عقبة نفسية موضحة أن التسمية الجديدة المقترحة من شأنها "التعبير عن رغبة في الجمع، في محاولة "لاستكمال تجديده" والتخلص من اسم يربطه كثير من الناخبين بالعنصرية ومعاداة السامية ومن أجل تسهيل تشكيل تحالفات مع أحزاب أخرى ، ومن جهة أخري نزع شيطنة الحزب لجعله أكثر تلاءما مع تحالفات مع اليمين التقليدي ومن ثم الوصول إلى الحكم ، وان الحزب فى حالة تغيير اسمه فانه سيظل محافظا على رمزه التاريخي وهو الشعلة المستوحاة من الحزب الفاشي الجديد الايطالي الحركة الاجتماعية الايطالية الذي لم يعد قائما ، وسيتم عرض هذه التسمية الجديدة على تصويت عبر البريد للمنخرطين في الحزب لن تعرف نتيجته قبل ستة أسابيع على الأقل . وفي افتتاح المؤتمر قال ستيفن بانون الذي يمثل اليمين الأمريكي الأكثر تشددا وهو الذي تولى إدارة القسم الأخير من الحملة الرئاسية لدونالد ترامب قبل أن يتحول إلى مستشاره، إن التاريخ إلى جانبنا وسيقودنا من انتصار إلى آخر ، وقد كان لحضور بانون موضع سخرية قيادي في حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي اعتبر أنه بوجود ملك الأخبار الزائفة و(دعوات) تفوق البيض فإن الجبهة الوطنية ستغير ربما اسمها لكن ليس خطها السياسي، كما استشهد بانون القادم من ايطاليا أمام الحاضرين برئاسة ترامب وكذلك بالحكومات اليمينية في بولندا والمجر وايطاليا وألمانيا باعتبارها دليلا على أن الحركة الشعبوية تتقدم على مستوى العالم.ولهذا فان التاريخ يقف إلى جانبنا ،كما هاجم بانون المدير السابق للموقع الإلكتروني الإخباري برايبارت اليميني المتطرف وسائل الإعلام قائلا ، إذا ناضلتم من أجل حريتكم يعتبرون أنكم تكرهون الأجانب. إذا ناضلتم من أجل بلدكم يصفونكم بالعنصريين. لكن حقبة هذه الأقوال المثيرة للاشمئزاز قد ولت ،وتابع فليطلقوا عليكم تسمية عنصريين كارهي الأجانب، ضعوا ذلك وساما على صدوركم لأننا يوما بعد يوم نزداد قوة وهم يزدادون ضعفا. وتطمح زعيمة الجبهة الوطنية البالغة من العمر 49 عاما لتجعل منه حزبا مؤهلا للحكم، وحرصت في هذا السياق على أن تنأى بنفسها عن التصريحات المثيرة للسجالات التي عرف بها والدها ولا سيما في ما يتعلق بمحرقة اليهود بعد أن نجحت فى إقصاء والدها جان ماري لوبان عن الحزب وتوليها القيادة منذ عام 201، فبعد مرحلة توسع كبيرة فى شعبية الحزب في المجتمع الفرنسي أثارت مخاوف على المستوي المحلي والأوروبي من وصول اليمين المتطرف إلى سدة الحكم، تراجع نفوذ الحزب بقدر ما تدهورت صورة وسمعة زعيمته في استطلاعات الرأي بسبب بعض التهم المنسوبة إليها ورفع الحصانة الدبلوماسية عن عضويتها بالاتحاد الأوربي، ما دفع الأخيرة إلى القول بأنها لن تبقى إلى الأبد في منصبها وهي على استعداد للتخلي عنه لصالح خلف أفضل موقعا.، وقد علقت الصحف الفرنسية علي المؤتمر وشككت معظمها فى جدواه ومنها صحيفة ليبراسيون التي كتبت تقول إن لا شيء يتغير في جوهر الحزب ، وان فكرة إعطاء الحزب إسما جديد يأتي في إطار سعي مارين لوبان إلى تحسين صورة الحزب اليميني المتطرف بعد الشبهات بالعنصرية ومعاداة السامية وبعد الهزائم التي لحقت به في انتخابات العام 2017،وداخل الحزب نفسه انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض وما تزال الآراء منقسمة بشان إحداث هذا التغيير الذي سوف يتم الإعلان عنه لاحقا خلال 6 أسابيع .