لا أحد يعرف متى ستأتي ساعة النجومية، تلك الساعة التي تتأخر لأسباب كثيرة، قد يكون الأمر متعلقا بالفنان نفسه، أو بالسوق السينمائي أو بالظروف، أو بكل هذا جميعًا، بل إن سعيد الحظ من تأتي له من الأساس. بمشاهد قليلة لكنها معقدة، ثم بطولة جماعية، بدأ الفنان فتحي عبد الوهاب مشواره الفني من مسرح كلية التجارة، ثم المسرح على يد الفنان محمد صبحي، والكاتب لينين الرملي، لينضم لنجوم عصره ويشارك معهم في بداية حياته الفنية مثل دوره في فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية، مصنع نجوم الألفية الثانية. ورغم انطلاق زملائه في أعمال بطولية، إلا أنه تعثر، لا أحد يعرف لماذا؟ ربما بسبب وجهة نظره التي كررها كثيرًا، من إنه لا يعترف بفكرة البطولة المطلقة أو الجري وراء بريق الشهرة، ربما هذا ما دفعه إلى خوض تجربة «فرحان ملازم آدم» و«عصافير النيل» ورغم ثقل الفيلمين فنيًا، إلا أن الجماهير لم تنصفه. ظل «عبد الوهاب» مؤمنًا بنظريته، لا يشارك إلا فيما يحبه ويرى فيه إضافة حتى لو تسبب ذلك في تراجع مكانته الفنية، ونتج عن ذلك رصيد كبير من الأفلام، لكن كلها أدوار غير أساسية، حتى كانت المفاجأة في فيلم «هبوط اضطراري» بمشاركة فنانين مثل أحمد السقا وأمير كرارة، ولقي الفيلم نجاحًا جماهيريًا، فيما أبدع فتحى عبد الوهاب في دور ضابط الشرطة الباحث عن الحقيقة في المقام الأول. رمضان 2018 يمكن اعتباره ساعة نجومية فتحي عبد الوهاب، ورغم مشاركته في أكثر من عمل، تبقى شخصية سمير العبد في مسلسل أبو عمر المصري، الأبرز حتى الآن، فرجل الأعمال الذي يتاجر بآلام العمال، ويريد الدخول لمجلس الشعب، استطاع فتحى عبد الوهاب تجسيدها حتى الآن بشكل رائع، دفع الكثيرين لمتابعة المسلسل فقط؛ لرؤية مشاهده. أما المسلسل الثاني فكان "عوالم خفية" للزعيم عادل إمام، ويقوم فتحي عبد الوهاب بدور ضابط في الأمن الوطني، يرفض فكرة العنف ويرى المحاورة أفضل، ويستطيع أن يستخلص المعلومات التي يريدها دون اللجوء لوسائل غير قانونية، في نفس الوقت يجسد المسئوليات الملقاة على كتف ضباط الأمن الوطني.