سمحت الثورة التكنولوجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالتعبير عن الآراء بشكل أكثر حرية، كما سمحت للبعض بعرض آرائهم القائمة على تقديرات خاطئة لا توجد إلا في الخيال، المبني على رؤية صورة أو مشهد دون معرفة خلفياتها، وهو ما ظهر في تعليقات الجماهير المصرية على صورة حركة فيليبي فرمينيو نجم ليفربول خلف نجمنا محمد صلاح، في مباراة نصف نهائي دوري الأبطال أمس أمام روما الإيطالي. الحقد على محمد صلاح فيرمينو ظهر وهو يؤدى حركة أقرب لحركات التايكوندو والكاراتيه وبدا كأنه سيطيح برأس صلاح بضربة مقصية، وهو ما أثار سخرية بين البعض وغضبا من النجم البرازيلي بين البعض الآخر ممن ظنوا أن غرض الحركة سيئًا مدعوما بتراكمات من أفكار مغلوطة لدى قطاع من جماهير كرة القدم حول حقد فيليبي فرمينيو وساديو ماني على زميلهم محمد صلاح، بسبب تألقه الملفت للنظر هذا الموسم، بعد أن أصبح اسمه مرشحا لقائمة الأفضل بالعالم مع ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو. رقصة برازيلية: حركة فرمينيو ستكون مفهومة بشكل كبير للمتابع للاعب منذ فترة، حيث اعتاد الاحتفال بتلك الحركات المستوحاة من رقصة الكابويرا البرازيلية المشهورة التي انتشرت في العالم خلال السنوات الأخيرة، وتعتمد على بعض الحركات الخطرة، ورغم أن مشهد حركة فرمينيو من خلف صلاح يبدو خطرا لكنها في النهاية رقصة واحتفال معتاد من اللاعب البرازيلي. ما هي الكابويرا؟ الكابويرا فن من الفنون القتالية البرازيلية، وهي أيضًا أسلوب بدأ يستخدم حديثا للتعبير والتفريغ عن النفس، مارسها سكان الغابات في القارة الأفريقية وانتقلت إلى البرازيل عن طريق نقل المستعمرين البرتغاليين للعبيد من أفريقيا، ومن أهم مميزاتها أنها تجمع بين الرقص والقتال، وكان ذلك للتمويه لأن العبيد الأفارقة كانوا يمارسونها في أقطاعيات الأسياد والنبلاء البرتغاليين ، وحتى لا ينكشف أمر تدربهم على القتال المحرم عليهم وفق قوانين تلك الفترة، أخرجوها في شكل رقصة لها موسيقى تعزف بآلات خاصة، كما أن لها أيضًا أغانيها الخاصة وهي أغان شعبيّة تُغنى في البرازيل في المناسبات. سبب التسمية اختلف المؤرّخون على سبب تسمية الكابويرا، منهم من قالوا إن كلمة كابويرا هي نبتة برازيليّة تزرع في الحقول كانت تمارس رياضة الكابويرا بينها، ومنهم من قالوا إن الكابويرا هي شجرة تمارس رياضة الكابويرا تحتها. طرق مختلفة وفي يومنا هذا أصبح هناك عدة طرق كابويرا منها: كورداو دي أورو كابويرا سول دا باهيا اكس كابويرا كابويرا انالوجا كابويرا ريجيونال وغيرها إلى جانب أنها اصبحت لعبة قتالية أيضا لها بعض المسابقات وظهرت في بعض الأفلام كأسلوب قتالي عنيف كفيلم ONLY THE STRONG إنتاج عام 1993 سحر الكرة البرازيلية في الكابويرا انتقادات عديدة طالت النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا بسبب أسلوبه الاستعراضي المبالغ فيه خلال المباريات من وجهة نظر البعض، لكن بعض المحللين أرجعوا أسلوب نيمار إلى ارتباط مهارات الكرة البرازيلية التي أمتعتنا عبر العقود، برقصة الكابويرا وغيرها من رقصات التراث الشعبي البرازيلي التي تعتمد على الاستفزاز بالحركات البهلوانية، وهو ما نلحظه في أداء اللاعبين البرازيليين من مهارات خاصة يتفردون بها وأصبحت سمة تميزهم في العالم، ويمكن أن تدرك ذلك عندما تعلم أن الموهبة البرازيلية الفذة ليونيداس دا سيلفا هداف كأس العالم فرنسا 1938، هو من ابتكر الركلة المقصية في أحد أهدافه في مرمى فريق تشيكوسلوفاكيا بربع نهائي البطولة التي حقق فيها السامبا المركز الثالث. ليوديناس المطاطي أسلوب النجم البرازيلي ليونيداس الساحر والبهلواني في نفس الوقت أثار الصحافة الفرنسية خلال تغطيتها لكأس العالم 1938، وأطلقوا عليه لقب الرجل المطاطي، وكتب الصحفي الفرنسي ريموند ثورماجيم في صحيفة باري ماشي يقول عن ليونيداس "سواء كان على الأرض أو في الهواء، فإن هذا الرجل المطاطي لديه موهبة شيطانية في التحكم في الكرة وإطلاق الركلات الصاعقة في الوقت الذي لا يتوقعه أحد. وعندما يحرز ليونيداس هدفًا، فإن هذا الهدف يبدو كالحلم." وسواء كنت تعرف ليونيداس ام لا فبالتأكيد هذا الرجل كان مثالا للرقص البرازيلي الشعبي الذي أصبح جزءا من أسلوب لعبة كرة القدم في تلك البلد التي لا تتوقف عن إنتاج وتصدير أفضل المواهب الكروية للعالم، لإمتاع محبي كرة القدم في العالم برقصات الملاعب التي لا يمل منها إنسان.