كثير من اللاجئين الجدد يواجهون صعوبات المجتمع الجديد. اللغة والعقلية الألمانية وظروف العيش، لا سيما السكن تترجم أهم الصعوبات التي يواجهونها. هذه قصة شابين سوريين ذللا الصعاب وحققا نجاحًا خلال برامج الاندماج في مدينتهما. "هنا في هذه القاعة أقضي جل أوقاتي استعدادا لامتحانات الثانوية العامة" هكذا شرع الشاب أمين يتحدث ل DW عربية في مكتبة المعهد الثانوي في حي شرلوتنبورغ في العاصمة الألمانية برلين. أمين الدمشقي البالغ من العمر 19 ربيعًا طالب في المعهد الثانوي، مشغول بالدراسة مع ثلة من زملائه من الفصل الدراسي. يقول أمين إن امتحانات الثانوية العامة ما هي إلا تتويج لمردوده الدراسي في بحر هذه السنة الدراسية ثم يسترسل بالقول: "نتائجي في مختلف المواد الدراسية التي اخترتها جيدة وهذا ما يسهل لي النجاح في امتحانات الثانوية العامة التي تجري حاليا". أمين مجد بدون كلل أو ملل ويرى نفسه من الناجحين في الامتحانات الجارية على قدم وساق ويصبو إلى دخول جامعة ألمانية والتخرج منها بشهادة معتبرة. أمين الذي يعيش في برلين منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات يقول إنّ مشواره الدراسي لم يكن سهلا بل اتسم بالصعوبة وفي هذا الصدد يصف الصعوبات التي عرفها بالقول:" لقد كانت اللغة الألمانية بالنسبة لي في البداية بمثابة جدار، لكن وبفضل الدروس الإضافية في المعهد ومشاركتي المباشرة في الفعاليات الثقافية والرياضية في المعهد مع خلاني ورفاقي من الالمان جعلتني أذلل الصعوبات اللغوية...." كما ذكر في مجرى حديثه أنه لقي مساعدة مستمرة من قبل أساتذته كما أكد أن المشاركة في المسرح المدرسي كانت مفيدة جدا لزاده اللغوي. ويضيف الشاب طويل القامة وقد أحمر محياه خجلا: "دخولي للغة الألمانية من بابها العريض ساعدني على التفوق في المواد العلمية سيما منها الرياضيات والكيمياء..." الظروف السكنية كانت بالنسبة للدمشقي تحديا كبيرًا. يسكن أمين مع عائلته التي تتكون من والديه وثلاثة أشقاء في مركز إيواء جماعي. يتقاسم الطالب غرفة مع إخوانه الثلاثة في ظروف لا تشجع على التركيز في الدراسة ناهيك عن المبيت الجماعي الذي تغلب عليه الفوضى، ثم مضى يصف معاناته بالقول: "تمثل الحياة في فضاء المبيت في هذه الظروف حقيقة تحديا كبيرا لكل شاب يريد التركيز في الدراسة ويريد التفوق وتحقيق النجاح..." ثم يسترسل بالقول إنه استغل فضاء المعهد للقيام بواجباته المدرسية بمساعدة تلقاها من قبل أساتذته في المعهد والذين كانوا جد ملتزمين سيما بالطلبة السوريين الذين كانوا يحصلون على رعاية خاصة. ويقول الشاب اليافع الدمشقي إن نجاح أقرانه في امتحانات الثانوية العامة ليس بالأمر المستحيل بالنسبة للوافدين الجدد حيث قال في هذا الشأن: "إن الانضباط والالتزام والهروب من محيط المبيتات الجماعية هو سبيل النجاح وكل من توخى هذا المنهاج بإمكانه دخول الجامعة من بابها الواسع". يريد أمين دراسة الصيدلة في حدى جامعات برلين ثم العودة إلى وطنه لإفادة الطلبة السوريين في الجامعات السورية بما حصل عليه من علم في المهجر الألماني. "فرص النجاح متوفرة إذا ما عرف المرء استغلالها". "سر نجاحي في مهنتي يعود بالدرجة الأولى إلى الانضباط واخذ موضوع تعلم اللغة الالمانية بكل جدية." بهذه الكلمات تحدث على الشلاش ل DW عربية عن سر نجاحه المهني، ثم أضاف يقول إن برامج الاندماج المتوفرة في محيط سكنه المتمثلة في مقاهي تعلم اللغة والمشاركة في البرامج الثقافية ساعدته في تفاعله المباشر في خضم المجتمع الألماني، إذ لم يتمكن الشاب الثلاثيني من إختتام دراسته الجامعية في علم الالكترونيات في دمشق لعوامل أمنية، وهاهو اليوم يدخل عالم الكمبيوتر والبرمجة في إحدى الشركات الألمانية المتخصصة في برمجة ألعاب الكازينوهات. مباشرة عقب الانتهاء من دورات اللغة الاجبارية وبمساعدة مكتب العمل في حيه البرليني في منطقة راينكندورف نال على تأهيلًا سريعا في هذا المجال، وما إن انتهى من المرحلة التكوينية حتى بات ينتمي إلى طاقم العمل. اما نصيحة على لابناء وطنه للنجاح في حياتهم الجديدة في ألمانيا كما يقول:" على المرء أن يمنح دروس اللغة الالمانية أهمية كبيرة دون أن يغفل برامج الاندماج المتنوعة والمتعددة في المدينة، فمن خلالها يتسنى للمرء أن يكون عنصرا فاعلا في المجتمع." لقد تمكن من الابتعاد من صخب وفوضى المبيتات وكسب صداقات جديدة. نجاح على في برلين ليس بمحض الصدفة بل بإمكان كل امرئ أن ينجح أن أحسن استغلال الفرص المتوفرة حسب وصفه. رغبة جامحة في تعلم اللغة والتكوين والتأهيل تسهر السيدة أنجيليكا بريمر على مشروع اندماجي في منظمة كاريتاس، من مهامها الرئيسية مد الوافدين الجدد بالاستشارة. تقدم المنظمة الاجتماعية عروضا للغة الألمانية ونصائح لدخول سوق العمل. تقول السيدة بريمر إن الوافدين الجدد يظهرون استعدادا ورغبة كبيرتين للدخول في سوق العمل. وتضيف "بالرغم من صعوبة اللغة الالمانية فإن الرغبة في التمكن من أبجديات اللغة من لدن الكثير من السوريين كبيرة". وتقول السيدة الأربعينية بأنه لا اندماج ولا فرصة عمل بدون اللغة. الوافدون الجدد من مختلف النسيج الاجتماعي والأعمار يرون ضرورة بالغة في تعلم اللغة رغم الصعوبات التي يواجهونها في محيطهم الجديد. من المهام التي تأخذها السيدة بريمر على عاتقها في إطار عملها، تنظيم زيارة لمؤسسات مهنية متنوعة حتى يتعرف المرء عن كثب على مختلف أنواع المهن. تؤكد السيدة بريمر ل DW عربية، "أحاول بكل ما لدى من جهد مساعدة زواري من الوافدين الجدد. أمدهم بالنصيحة المناسبة كل حسب رغبته ومؤهلاته". وتنهي السيدة كلامها، بأن النجاحات لدى الوافدين الجدد كبيرة يجب إبرازها لتكون حافزا للآخرين. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل