لليوم الخامس عشر على التوالي، يستمر نضال الشعب الفلسطيني ضد أسلحة الاحتلال في فعاليات مخيمات مسيرات العودة، التي انطلقت في الثلاثين من مارس الماضي في قطاع غزة، حتى 15 مايو المقبل، مسجلة سقوط أكثر من 30 شهيدًا ومئات الجرحى بعضهم ما زال في حالة الخطر. وزحفت حشود جماهيرية منذ ساعات الصباح صوب المناطق الحدودية من رفح جنوبًا إلى بيت حانون شمالا في قطاع غزة، في إطار المسيرات السلمية الشعبية في الجمعة الثالثة من فعاليات مسيرات العودة الكبرى، والتي أطلق عليها الناشطون "جمعة حرق العلم الإسرائيلي". وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الرصاص الحي باتجاه حشود من الفلسطينيين بزعم محاولة الاقتراب من الشريط الأمني الحدودي للقطاع واجتيازه، كما أطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة لقمع المتظاهرين. إصابة العشرات وأصيب العشرات من الفلسطينيين، خلال قمع الاحتلال، للمسيرات والمظاهرات السلمية على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة المحاصر، ضمن فعاليات مسيرات العودة الكبرى وأصيب 6 فلسطينيين إثر قنص جنود الاحتلال عشرات المواطنين المحتشدين قرب الشريط الحدودي شرق حي الزيتون، جنوب شرق مدينة غزة، وقال مسعفون فلسطينيون إن أحد المصابين في حالة خطيرة. وأكدت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال المتمركزة خلف السواتر الترابية في محيط موقع "ملكة" العسكري شرق حي الزيتون، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب عشرات الفلسطينيين شرق الحي، ما أدى إلى إصابة ثلاثة منهم بالرصاص الحي في أقدامهم، نقلوا على إثرها إلى مستشفى الشفاء لتلقي العلاج، وحالتهم متوسطة. حرق الإطارات وشرع الفلسطينيون، صباح اليوم، بإحراق آلاف الإطارات المطاطية (إطارات تالفة)، على طول الشريط الحدودي وقرب السياج الفاصل مع الاحتلال، لتشكيل جدار من الدخان الأسود، أملا في أن يحجب الرؤية على قناصة وجنود الاحتلال الإسرائيلي، الذين يستهدفون الشباب الفلسطيني المشارك في المسيرات السلمية الحدودية. رفع العلم الفلسطيني رفع عدد من الشباب الفلسطيني المحتشد في خيمة العودة شرقي جباليا شمال القطاع، علم فلسطين عاليًا على سارية بلغ طولها 25 مترًا قبالة جنود الاحتلال. وقام الشبان منذ ساعات الصباح الأولى بتركيب سارية للعلم بالقرب من السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة، تحت أنظار جنود الاحتلال في جمعة رفع العلم. حرق علم الاحتلال في المقابل أحرق مجموعة من الشباب الفلسطينيين العلم الإسرائيلي بعد ظهر اليوم الجمعة، شرق خان يونس، وسط إطلاق قوات الاحتلال وابلا من النيران تجاه المتظاهرين الفلسطينيين السلميين. وعلى مدار يومين متتالين، عكفت عدد من المطابع الورقية في قطاع غزة، على طباعة آلاف الأعلام الفلسطينية والإسرائيلية، في إطار التجهيزات لاحتجاجات اليوم من مسيرات العودة وكسر الحصار. وأطلق النشطاء الفلسطينيون على هذه الجمعة، اليوم، اسم "جمعة رفع العلَم الفلسطيني وحرق الإسرائيلي"، في وجه جيش الاحتلال الإسرائيلي، المتمركز على الجانب الآخر من السياج الأمني الفاصل بين شرقي قطاع غزة وإسرائيل.
