كنا نحن حرافيش هذا الوطن، لا نذهب إلى انتخابات الرئاسة خلال السنوات التي سبقت ثورة 25 يناير، لا لشيء سوى لأننا كنا نعلم مسبقا ما ستسفر عنه تلك الانتخابات، وما سيخرجه لنا الصندوق .. كان غيرنا يصوت لنا بالنيابة عنا كما كان هناك من يصوت للموتى والجنين في بطن أمه ليخرج لنا نفس الرئيس بنفس نسبة النجاح 99 %. الصندوق أيامها لم يكن يخرج لنا سوى نفس العفريت.. إلا أننا ظننا يوما أن أرواحنا قد عادت إلينا عقب ثورة يناير، فذهبنا إلى الصندوق ندلى بأصواتنا و"ندعكه" بقوة كي يخرج منه رئيس يكون من بني جلدتنا، يشعر بنا، ويهدهد آلامنا، ويشبع جوعنا .. إلا أن الصندوق لم يخرج لنا برئيس بتلك المواصفات، فأخرج لنا إخوانيا من الإنس ( يبدو أننا دعكنا الصندوق زيادة عن اللازم لأننا لم نكن نصدق أنفسنا ونحن نذهب إليه بمزاج أهالينا)!! أقول هذا الكلام بعد قراءتى لرسالة جاءتنى من أحد أصدقائى الحرافيش والتى جاءت على هذا النحو: سيدى الحرفوش الكبير.. أنا أحد حرافيش مصر التي كانت محروسة .. لا تندهش مني يا سيدي.. فمصر أصبحت «مش» محروسة بالمرة، منذ أن اعتلاها الإخوان، ووصفاؤهم من أصحاب اللحى.. أما إذا كنت مُصرا على الاندهاش فلك مني هذه «الفريسكا» المحشوة بالشوكولاتة التي نراها فقط من خلال الإعلانات .. إنها مغطاة ب 6 طبقات من الشوكولاتة يا سيدى .. مثلها مثل حياتنا.. نحن حرافيش هذا الوطن المهمشين نتغطى ب 6 طبقات من الهموم ( الفقر -الجوع - المرض - التهميش - الجهل - الحرمان ) وطبقة سابعة تميزنا بها عن فريسكا وهي الغضب .. هذا الذي نُحذر منه أصحاب اللحى ممن تفرغوا لحصد محصول ثورتنا وغنائمها، وتناسوا الحرافيش، وجلسوا يتقاسمون الغنائم فيما بينهم .. سيدي الحرفوش الكبير أرجو أن تنشر رسالتي هذه التى أوجهها للسيد مرسي العياط رئيس جمهورية الإخوان والسلفيين. سيدي الرئيس .. أردت أن أحيطك علما بأننا نحيا معك على هذه الأرض المصرية، أجلسناك على عرشها بأصواتنا، أصبحت ترتدي أفخم الأزياء من أموالنا، تركب أفخم السيارات ويحيط بك موكب رئاسي، بقرارنا نحن الذين صدقناك عندما فتحت صدرك في ميدان التحرير، وأقسمت بأغلظ الأيمان أنك لم ولن ترتدي قميصا يقيك من بني وطنك، خطاباتك لا يصدقها إلا نحن .. أما الأسوياء من هذا الوطن، والذين لم يشاركونا دعكوا الصندوق الذى خرجت لنا منه، فإنهم يستنكرونها كما يستنكرون كل قراراتك وإعلاناتك الدستورية، ويتهامزون ويتضاحكون ويفسرون ذلك للغوغاء أمثالنا .. والدليل هو ما تنشره الصحف والقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي من نكات وسخرية من كل تصرفاتك، نحن فقط الذين نصفق لك في نفس الوقت الذى تمتطينا أنت وتخرج على قفانا من كل حفرة حفروها لك .. تمتطي آمالنا فيك لترضى مرشد الإخوان ورفقاءه في مكتب الإرشاد .. أعرفك سيدي الرئيس أنني جوعان، مريض، جاهل، محروم، فقير، مُهمل، وما زلت أأمل في إنصاف من الله على يديك .. إلا أننى كل يوم أفقد فيك الأمل أكثر ..لا لشيء سوى لأنني لم أر منك وأنت رئيس لمدة عشرة أشهر مضت إلا كلاما في كلام.. «ما باخدش منك غير كلام» تتكلم أنت وأنا كما أنا جوعان .. تلمع أنت وأنا كما أنا مُهمش باهت اللون لا أُطاق حتى من أبنائي .. يقول المثقفون إنك ومكتب الإرشاد الذي تنتمى إليه تتعمدان تهميشنا، تقصدان تجويعنا، تتاجران بآمالنا، تحرقان مصرنا، تقترضان من صندوق النقد الدولى ومن الدول الأخرى بأسمائنا وعلى قفا أمنا، أنا يا سيدي الرئيس أرى الثورة ضدك وضد نظامك الإخواني في كل الميادين وما زلت صابرا كاظما غضبي أنا وملايين الحرافيش تحت الأرض .. لكننا على فوهة البركان .. لذا فالانفجار قادم لا محالة.. فماذا أنت فاعل بنا ولنا أيها الحاكم الواصف نفسه بالعادل؟ وعندما أراد أن يتمخض عدلا ترك وزير تموينه يقنن لقمة العيش التي نقتاتها بثلاثة أرغفة في اليوم .. ثلاثة أرغفة تعني رغيفا في كل وجبة، يعني مسح زور يا عم الرئيس، فهل قامت الثورة واستشهد فلذات أكباد الوطن من أجل أن نمسح أزوارنا يا سيدي الرئيس؟! أنا ومعي كل حرافيش هذا الوطن من القابعين أسفل فوهة البركان سوف نثور.. ولن نهادن، ولن نطالب ولن نحرق مقار ولن نهتف في الميادين لأن البراكين إذا انفجرت لا تبقى على أخضر ولا يابس .. فاحذروا فوهة البركان أيها الإخوان الذين تُخطف جنودنا في عهدكم!!