قمة الصبر أن تسكت وفى قلبك جراح تتكلم، وقمة القوة أن تبتسم وفى عينيك آلاف الدمعات.. لذا فعلى الجميع أن يحذر الأقوياء الباسمين والصابرين الصامتين إذا خرجوا من قمقمهم.. ولا تستهوينكم تلك النداءات التى تخرج من ألسنة لا تعبر عن هؤلاء.. فلا تصدق أحدا يقول لك إن هذه جمعة الفقراء أو مليونية الحرافيش.. فهؤلاء لم يخرجوا بعد! اكتب هذه المقدمة بعد قراءتى لرسالة من أحد أصدقائى الحرافيش وها هى الرسالة: عزيزى الحرفوش الكبير.. أكتب إليك رسالتى هذه عقب ما رأيته من إهانة وجهت للمصريين من قبل صحفى عاق من دولة قطر التى يحكمها أمير عاق .. سرق الإمارة من أبيه عنوة.. وما زادنى إصرارا على الكتابة هو تلك النداءات بلسان الحرافيش من ألسنة لم تر الفقر قط.. قالوا إن الجمعة الماضية هى جمعة الفقراء ووصفوها بمليونية الخلاص.. أى خلاص يا سيدى الحرفوش ذاك الذى سيأتى عن طريق هؤلاء.. فالفقراء الحقيقيون والحرافيش الكادحون لا يتكلمون قبل أن ينزلون.. إنهم سيملأون الميادين فجأة فى لمح البصر، ولن يتركوا فيها أو عليها طامع فى حكم ولا متحدث بلسان.. الحرافيش يا سيدى عندما سينزلون سيكون نزولهم من قمة الصبر الساكت فى قلوبنا إلى تضميد الجراح المزمنة بسبب طامعى السلطة.. سينزلون من قمة القوة على الاحتمال إلى ساحة الفوضى والنزيف الذى سينتهى بالقضاء على الجميع، الحاكم ومن يعارضه.. فنحن يا سيدى مستعدون لأى شىء وكل شىء ونعلم أننا لن نتعافى دون أن نتألم.. ولن نتعلم دون أن نخطئ.. ولن ننجح دون أن نفشل.. ولن نحب دون أن نفقد.. لذلك حتما علينا أن نكون آخر من سينزل الميدان.. إلا أننا سنظل نهتف مع الهاتفين ونستنكر مع المستنكرين ونمصمص شفاهنا فى مواجهة المتحدثين.. فالكل يا سيدى يتحدث بلساننا.. الرئيس ومكتب إرشاده يتحدثون بلساننا ولكنهم لا يحيون حياتنا.. المعارضة تتحدث بلساننا ولا تعانى معاناتنا.. إننا إذا نزلنا يا سيدى سوف نعيد لمصر مكانتها.. حيث كانت تجلس والجميع وقوفا.. بالفعل سيدى.. فقد كان ملك مصر فاروق يجلس فى حضور ملوك وأمراء الدول العربية وهم واقفون.. وليس فاروق وحده بل كل من سبقه فى حكم مصر.. أيام كانت مصر تقدم المعونة والمؤن الغذائية لتلك الدول.. وها هو قد جاءنا زمن على يد جماعة غبراء.. نرى فيه من يتطاول من تلك الدويلات على شعب مصر ويصفهم بغير المؤهلين سوى لإنتاج أقراص الطعمية.. نعيش زمنا يحكمنا فيه إناس يريدون استخدام شعب بأكمله لخدمة طموحاتهم الخاصة.. زمن فيه المعارضة تستخدم فقراء وطنها كوسيلة ضغط على الجماعة الحاكمة.. فتحاول إلهاب حماسنا فى التظاهر والتخريب وقتل بعضنا البعض.. معارضة تسمى نفسها جبهة الإنقاذ وهى لا تبغى سوى إنقاذ ماء وجهها وحفظه أمامنا لأنهم يعلمون أننا كدنا أن نملهم.. زمن يعمل فيه الشيخ بالسياسة.. فيه الواعظ قد بات محرضا.. وما تصريحات حازم صلاح أبوإسماعيل ببعيدة. سيدى.. إذا أسعفنى الحظ وقمت بقراءة رسالتى هذه وقررت أن تنشرها فليكن عنوانها: «لا إنقاذ ولا إخوان.. إحنا هننزل الميدان».. لأننا بالفعل قد حان نزولنا للميدان.. وساعتها يجب على الجميع أن يفسح لنا المجال .. ساعتها سيكون الميدان لنا وحدنا ولن نسمح لأى سياسى بدخوله.. بل سنصنع سياستنا الجديدة كما تناسبنا وسنفرضها على العالم.. لن تكون ثورتنا بلا قائد كى يسرقها مثل من سرق ثورتكم.. بل سيكون لها قائد.. أى قائد.. المهم أن يكون واحدا منا.. وليس واحدا من صناعة المرشد أو من صناعة الإعلام.. فنحن الحقيقة الوحيدة فى هذا الوطن.. إلا أننا دائما مؤجلون حتى تتساقط أمامنا كل الأكاذيب!