طوال الساعات الماضية اشتعل نقاش حاد بين سوريين على مواقع التواصل الاجتماعى، بعد تداول مقطعي فيديو قصيرين - الأطول منهما لا يتجاوز 70 ثانية - تظهر في أحدهما جثة مدماة ومشوهة لمقاتلة كردية قرب مدينة عفرين شمال سوريا، قامت الميليشيات المسلحة التي تقاتل إلى جانب الجيش التركى بتمزيق جسدها والتمثيل بجثتها. وأثار شريط فيديو التمثيل بجثة المقالتة الكردية "بارين كوبانى" غضبًا عارما لا سيما بين الأكراد، إذ يظهر مسلحون يمثلون بجثة المرأة. يظهر الفيديو الأول امرأة ملقاة على الأرض تبدو مرتدية ثيابها، وهي محاطة بمسلحين يصرخون ويصفونها ب"خنزيرة PKK (حزب العمال الكردستاني)"، ويقولون إنهم ينتقمون لمن قتل سابقا من رفاقهم، في حين يظهر جسد امرأة - يعتقد أنها ذاتها التي ظهرت في الفيديو الأول - في الفيديو الثاني عاريا في النصف الأعلى ومضرجا بالدماء، ويدعس أحد الرجال عليها، وتحديدا على منطقة الصدر وسط صيحات التكبير. واتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان وقياديون أكراد مقاتلي الفصائل المشاركة في الهجوم التركي -الجيش السوري الحر- على منطقة عفرين في شمال سوريا بالعملية وتصوير الفيلم الذي نشره المرصد الخميس. وقالت صباح حلاق، وهي من رابطة النساء السوريات، لبي بي سي: إن النقاش يجب أن يكون أبعد من طريقة تشويه جسد المقاتلة. وتابعت: "أعتقد أن وضع الصورة ذاتها أكبر غلط ارتكبوه.. عرض الصور يثير الأحقاد. حتى لو كانت مقاتلة، إن عرض الجسد بهذه الطريقة ووجود قدم على الثدي فيه مسألة فاقت الوحشية والهمجية التي وصل لها الناس. وللأسف هناك من يشجع هذا العمل". كما يظهر غصن شجرة زيتون ملقى على جثة المرأة. وكانت تركيا قد أطلقت قبل نحو أسبوعين عملية عسكرية سميت ب"غصن الزيتون" بالتعاون مع عدة فصائل سورية معارضة ضد ما تقول إنها معاقل المسلحين الأكراد في عفرين. عرّفت مصادر كردية محلية المرأة ب"بارين كوباني". وكان رد الفعل الكردي متوقعا؛ حيث نعاها كثير من الأكراد على وسائل التواصل الاجتماعي مطلقين عليها لقب "بطلة" و"شهيدة" و"قديسة". يشار إلى أن عناصر الجيش السوري الحر، ميلشيا مسلحة موالية لجماعة الإخوان تقاتل تحت العلم التركى وتسعى أنقرة لتمكينهم هناك.
