اسمها « ابتسام» ولكن البسمة غابت عن شفاهها الى الابد.. شهرتها «صابرين» وقد صبرت على البلاء إلى ان عجز جسدها النحيل عن التحمل.. تعرضت لأقسى انواع التعذيب النفسى والبدنى على يد زوجة أبيها، ولم تمتد إليها أى يد لإنقاذها او التخفيف عنها، حتى والدها تواطأ فى تعذيبها بصمته وضعفه أمام زوجته.. تعرضت للاغتصاب ثم أجهضت بوحشية حتى كادت أن تموت.. وفى النهاية هربت من الجحيم لعلها تجد من يمسح دموعها ويخفف آلامها، ويعوضها جزءا مما فقدته.. حكاية ابتسام او صابرين يكشفها محقق «فيتو» فى السطور التالية: البداية كانت منذ سنوات طويلة، عندما انفصل والدا الطفلة صابرين قبل أن تتم عامها العاشر، وتزوج كل منهما من شريك آخر، وبقيت الطفلة مع والدها لتتولى زوجته تربيتها وتنشئتها.. ولكن هذه الزوجة ومنذ ان دخلت المنزل وهى تتعمد إهانة وإذلال الصغيرة.. كانت تجبرها على القيام باعمال البيت كاملة، ولا تقدم لها سوى التالف من بقايا الطعام، وتجبرها على النوم فى الحمام او على البلاط فى البرد القارس.. عندما كبرت صابرين وأصبحت فتاة مكتملة الانوثة، تغير أسلوب التعذيب، فكانت تلك المراة تضربها ب «الشومة»، وتكويها بالنار وتهينها بالألفاظ الخارجة، وتجبرها على ارتداء الملابس القديمة البالية حتى لا تظهر جمالها وتناسق جسدها.. أما الأب فقد تجاهل كل ذلك تماما خصوصا وانه ضعيف الشخصية امام زوجته المتجبرة. لم تتوقف مأساة صابرين عند زوجة أبيها، ولكن القدر ساق لها ذئبا بشريا من أقاربها، طمع فى جسدها وعقد العزم على النيل منها بأى ثمن.. ذات يوم استغل فرصة وجودها بمفردها فى المنزل، ودخل عليها شاهرا سكينا كبيرا فى وجهها، ووضعه على رقبتها وهددها بالذبح إذا قاومته، ثم جردها من ملابسها واعتدى عليها بكل قسوة وعنف.. كرر الذئب جريمته بنفس السيناريو اكثر من مرة، خصوصا وأنه يقيم بجوارها مباشرة.. مع الوقت ظهرت على الفتاة علامات الحمل واكتشفتها زوجة الأب القاسية.. دون مقدمات امسكت بالفتاة وألقتها على الأرض، وأمسكت «شومة» غليظة، وانهالت ضربا على ظهرها وبطنها الى ان اصيبت بنزيف حاد، فأخذتها الى طبيب فى عيادته الخاصة وأجهضتها.. منذ ذلك اليوم، ضاعفت زوجة الأب من تعذيبها للفتاة لدرجة انها استخدمت الفأس فى ضربها على وجهها، فكسرت أسنانها وقطعت أذنها، وكانت تقص شعرها بالسكين وتكويها بالنار. ضاقت صابرين بكل هذا العذاب، فهربت من الجحيم الى امها، وقصت لها كل ما حدث.. أسرعت بها الأم الى مركز شرطة إدكو بمحافظة البحيرة، وقدمت بلاغا حمل رقم «995» إدارى إدكو، شرحت فيه كل ما تعرضت له ابنتها من تعذيب، وأكد تقرير الطب الشرعى تعرضها للاغتصاب والاجهاض بوحشية، والتعذيب بآلات حادة.. بدأت الجهات المختصة التحقيق فى الواقعة، ولكن هل تستعيد ابتسام بسمتها من جديد؟