بعد عامين على ثورة يناير، جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن فى ظل حكم الإخوان المسلمين للبلاد؛ حيث وقعت الثورة فى قفص الاتهام بعد إخلاء سبيل رموز نظام مبارك الذى اشتعلت الثورة لمحاكمتهم على قضايا الفساد التى أغرقوا البلاد بسببها، والتى ربما كانت بصفقات مشبوهة بين مبارك والإخوان. فبعد فترة حكم انتقالية دامت عامًا ونصف تحت حكم المجلس العسكرى بالاتفاق مع جماعة الإخوان المسلمين، تم خلالها محو أدلة اتهام مبارك ونظامه، وكانت مرحلة انتقالية من الثورة وشبابها الذين تم تشويههم لصالح مبارك ورجاله - إنه يوم الثلاثاء الأسود على الثورة؛ فاليوم يحاكم شباب الثورة بدلًا من أن يحاكم مبارك ونظامه. واليوم ننشر خريطة جلسات ومحاكمات شباب الثورة بدلًا من أن ننشر خريطة مسيراتهم التى تطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية التى لم نصل إليها حتى الآن؛ فتبدأ جلسات اليوم بجلسة متهمى أحداث مجلس الوزراء وسماع الشهود وضم تقرير تقصى الحقائق بأكاديمية الشرطة التى كانت مكانًا لمحاكمة مبارك ورموزه بتهمة قتلة الثوار، وجلسة التجديد لمعتقلى "زوار الفجر" المتهمين بالانتماء إلى البلاك بلوك، والذين تم إلقاء القبض عليهم بمداهمة منازلهم كما كان يحدث فى عهد مبارك، وكأن شيئًا لم يكن، وتقام الجلسة بمحكمة التجمع الخامس، وجلسة السيارة المفخخة أمام مستشفى أحمد ماهر، وجلسة استئناف النيابة ضد قرار إخلاء سبيل متهمى أحداث الكاتدرائية الذين تم القبض عليهم بتهمة افتعال أحداث عنف وشغب بمحيط الكاتدرائية بمحكمة شمال العباسية، وجلسة تجديد حبس سامح المصرى المقبوض عليه بتهمة الانتماء إلى مجموعة البلاك بلوك بمحكمة عابدين، وجلسة سماع شهادة معتقلى المقطم بنيابة المقطم فى محكمة زينهم، وأولى جلسات التحقيق مع الناشط السياسى أحمد دومة بتهمة إهانة الرئيس بنيابة استئناف طنطا، وجلسة معتقلى أحداث اشتباكات كورنيش النيل الثانية فى مارس الماضى بمحكمة جنح قصر النيل. وفى سياق الموضوع، قال رامز المصرى، المتحدث باسم الجبهة الحرة للتغيير السلمى، إن جماعة الإخوان المسلمين تستخدم كل آليات القمع التى كان يستخدمها مبارك للقضاء على الثورة وشبابها، وأضاف أن الإخوان يسعون إلى إنهاء فكرة الثورة وإجهاضها بكل السبل؛ فى محاولة لتقديم قربان جديد إلى مبارك، وانتقامًا من شباب الثورة الذين كانوا السبب فى خلع مبارك وتقديمه إلى المحاكمة؛ وذلك كله خوفًا منهم حتى لا يكون مصير الجماعة كمصير مبارك وأعوانه. وأشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تستعين بمبارك ورجاله؛ لخبرتهم فى قمع المعارضة وتكميم أفواهها، ولكنهم لن ينجحوا؛ فمازال هناك شباب ينادى بالحرية، ولن يتخلى عنها مهما حدث حتى لو كان الثمن هو دماءهم. ومن جانبه، قال إبراهيم فضلون، عضو اللجنة التنسيقية لحركة كفاية والتيار الشعبى، إن جماعة الإخوان المسلمين ساهمت فى وضع الثورة فى قفص الاتهام بعد عامين من التخطيط؛ لإنجاح مخططهم الصهيونى - الأمريكى. موضحًا أن الثورة قامت برفض التبعية التى كان يضعنا نظام مبارك فيها؛ فعليه يجب القضاء على شباب الثورة حتى تستمر مصر دولة تابعة لأمريكا، والإخوان يسعون إلى ذلك بكل الطرق من خلال فتح المعتقلات مرة أخرى للمعارضة وتلفيق التهم بالباطل والاغتيالات المتعمدة لشباب الثورة منذ بداية عهد مرسى. وأشار إلى أن اليوم يمثل يومًا أسود على الثورة المصرية؛ فجميعنا يتجه إلى المحاكم لمساندة أصدقائه بدلًا من أن نذهب إلى المحاكم لانتظار حكم منصف فى قتلة الثوار.