في ذكرى ميلادها.. طقوس «الشحرورة» داخل منزلها بلبنان في مجلة الكواكب عام 1959 كتبت المطربة اللبنانية صباح الملقبة بشحرورة الوادى مقالا قالت فيه: حفظت منذ صغرى الكثير من أغانى السيدة أم كلثوم والسيدة ليلى مراد وكنت أؤدى أغنياتهما في الكثير من الحفلات، فقد عشقت الغناء المصرى كما عشقت الأفلام المصرية والممثلات والممثلين. تمنيت من كل قلبى أن أصبح ممثلة على شاشة السينما المصرية وشجعنى على هذا الحلم ما تلقاه الممثلات اللبنانيات من ترحيب في مصر. بدأت أعرف طريق الكسب من غنائى في الحفلات والأفراح، ثم تقدمت للغناء في الإذاعة اللبنانية إلا أننى لم أوفق، وفشلت كل محاولاتى بسقوطى في امتحان الإذاعة، إذ أننى كنت أؤمن بدور الإذاعة الكبير في شهرة المطربة وفى كسب عدد من المستمعين. عمى كان يؤمن بموهبتى وأنقذنى من الاستسلام لليأس فعهد إلى يوسف فاضل وهو أحد الملحنين اللبنانيين بوضع ألحان لأغانٍ كتبها عمى خصيصًا لى ومنها أغنية (خدنى معاك ياحبيبى) التي لاقت نجاحا كبيرا بين الأوساط الفنية، وبها تقدمت إلى الإذاعة مرة ثانية ونجحت وبدأت طريقى إلى الميكروفون. هنا استيقظ الأمل لدى في أن أغدو ممثلة ومطربة على الشاشة المصرية مثل نور الهدى وليلى مراد، حتى وصل اسمى إلى السيدة آسيا المنتجة والممثلة اللبنانية الأصل، وعلمت أنها تبحث عن صوت ووجه جديد لأحد أفلامها وذهبت إلى مدير أعمالها في بيروت بمجموعة صور لى.. جاءت إلى قصير يونس، مدير أعمال آسيا، برقية تطلب معلومات عنى وكانت فرحتى كبيرة، وجاءنى الرد في صورة آسيا نفسها التي حضرت إلى بيروت للتعرف بى عن قرب، وتم توقيع عقدين لفيلمين من إنتاجها مقابل 150 جنيهًا عن الفيلم الواحد. وغادرت لبنان إلى مصر الحبيبة ونزلت أنا وأبى في ضيافة السيدة آسيا وبدأت تقابلنى بمجموعة من المؤلفين والملحنين مثل بيرم التونسى وصالح جودت وبديع خيرى ومأمون الشناوى، والسنباطى والشريف والقصبجى وزكريا أحمد وفريد غصن، وتعلمت اللهجة المصرية في أيام قليلة. وكان أول شيء تم قبل تصوير أي عمل فنى لى أن اشترك المخرج بركات مع الشاعر صالح جودت وآسيا على اختيار اسم صباح لى، وبدأ تصوير فيلم القلب له واحد ونجح الفيلم وبدأت مشواري الفني في مصر.