إنك طلعت من بيتك مزاجك عنب، والمدام راضية عنك . وأول مرة من عشر سنين تعمل لك باى باى، تقول لنفسك: يا دنيا اتهدى ماعليكى ...... ووصلت عربيتك الكحيانة، وافتكرت مشوار العذاب بتاع كل يوم، وتبص يمين وشمال وتصرخ: فين الشهامة! فين النخوة فين الجدعنة، فين أى حد يزق معايا العربية، وخلاص دموعك على باب عيونك. وتلاقى شوية شباب زى الفل، وهات يا ضحك مع بعض، تبتسم ابتسامة عريضة زى الراجل اللى ساكن فى الخامس ابتسامة مالهاش أى طعم ولا لون ولا ريحة . وتطلب منهم زقة للنبى، ويبص كل واحد للتانى، واحد محترم منهم زيادة عن اللزوم يقولك: فكك من الزق، هى موديل.. قصدى تصنيع إمبابة ولا العتبة، والله شكلها الصف هاها . واحد تانى: شكلها عمولة بس انضحك عليه، وماجابش الحمار معاها ولّا يمكن الحمار عمل إضراب . وبدم خفيف التالت لا يا عيال شكلها لعبة وكبّرها، هاهاها. وانت طبعًا ماسك نفسك بالعافية، وتبتسم نفس ابتسامة العبيط: ممكن تزقنى يا باشا انت وهو ولا إيه . واحد فيهم دمه زى "العثل"، مش العسل، يقولك: ولو وقعت تروح القسم تعمل محضر، ويحط إيده على راسه، نسيت دفاتر المحاضرات، لسة فى المطبعة. وتتظاهر إنك هتموت من الضحك على النكتة، وتكشر نص تكشيرة، يا جماعة اتأخرت على الشغل . وتحس إن الناس كلها عملت عليك مؤامرة النهاردة مفيش صريخ ابن يومين إلا دول . لو انت مكانى تعمل إيه؟!