تمخض مكتب الإرشاد فولد محافظين «على ما تفرج»، تركيبة غريبة وعجيبة من الإخوان والتكنوقراط، حركة المحافظين التى طال انتظارها أصابت الجميع بالصدمة، ومع احترامنا الكامل للجميع، إلا أن أحداً منهم لا يصلح لتولى مقاليد محافظته، هل نضرب أمثلة؟ المنوفية التى تعج بالمشاكل المستعصية من تلوث مياه الشرب نقص مياه الرى وتردى أحوال مستشفياتها ومشاكل الصرف الصحى وتدهور أحوالها، جاءوا لها بمحافظ من مكتب إرشاد الجماعة، يفتقد الخبرات التنفيذية، وسبب تعيينه محافظاً للإقليم هو «الثأر» من الأهالى الذين منحوا أكثر من مليون صوت لشفيق فى انتخابات الإعادة، أيضاً جاءوا بالدكتور مصطفى عيسى محافظاً للمنيا، وهو أستاذ طب النساء والولادة، مع أن الاقليم يعانى الفقر والأمية والبطالة والسرقة بالاكراه وحوادث البلطجة اليومية وانتشار العصابات المسلحة المتخصصة فى الخطف وقطع الطرق وفرض الإتاوة، فهل يستطيع أستاذ أمراض النساء والتوليد حل هذه المعضلات؟ أما أسيوط، عاصمة الثأر فى الصعيد فقد جاءوا لها بالدكتور يحيى كشك - أشهر أطباء القلب والأوعية الدموية فى الصعيد- لأنه قيادى بالإخوان، وسط طوفان المشاكل الجماهيرية المزمنة، وانتشار السلاح فى أيدى الجميع، أما الإسكندرية، عاصمة الثقافة العربية، ونبع السياحة الأصيل فقد عينوا مستشاراً قانونياً لحل مشاكل الثغر المزمنة، فهل يستطيع نائب رئيس مجلس الدولة السابق حل مشاكل المياه والطرق والخبز والوقود؟ هذه الأسئلة أجاب عنها مكتب الإرشاد بطريقة عبثية، وكأنهم يقومون بتوزيع غنائم ثورة يناير على من يستحق ومن لا يستحق، والعودة لآليات حكم العسكر الذى بدأ بانقلاب يوليو 2591 بالاستعانة بأهل الثقة واستبعاد أهل الخبرة.. الواقع يؤكد أن مكتب الإرشاد استعان ب«صمويل بيكيت» - رائد مسرح العبث- فى تعيين المحافظين الجدد... وإلى التفاصيل........ حركة المحافظين الأخيرة كشفت عن «ثأر بايت» بين د.محمد مرسى والمنوفية، فالمحافظة منحت مليون صوت لأحمد شفيق فى انتخابات الإعادة، فما كان من «مرسي» سوى تعيين د.محمد على بشر - عضو مكتب الإرشاد - محافظاً للمنوفية. هيثم شرابى - أمين حزب التجمع بالمنوفية- مؤكداً إن الأهالى يرفضون اختيار قيادات الإخوان لتولى المناصب التنفيذية، باعتبار أن «الجماعة» ليس لها إطار قانونى قائم، أما بالنسبة للدكتور «بشر» فنحن نقدره ونحترم دوره الذى أداه قبل الثورة، ويأتى رفض الأهالى من منطلق آلية انتخاب المحافظين عن طريق المجالس الشعبية المنتخبة بالمحافظة. وقد أعددنا ملفاً بالمشكلات الجماهيرية وأهمها: نقص مياه الرى ونهايات الترع فى مراكز تلا وبركة السبع والشهداء، الأمر الذى يؤثر بالسلب على الإنتاج الزراعي، أيضاً أزمة السولار والبنزين، وتلوث مياه الشرب حتى لا تتكرر كارثة «صنصفط» شرابى مضيفاً: ومشاكل أخرى بمرافق النقل الداخلية وعشوائية تعريفة الركوب بين المراكز والقرى، وتردى أوضاع المستشفيات الحكومية، فمستشفى شبين الكوم يرفض استقبال مريض - مهما كانت خطورة حالته- إلا بعد دفع 005 جنيه، أيضاً انقطاع الكهرباء المستمر وزيادة حالات السرقة بالاكراه والنهب، ثم مشكلة الصرف الصحى المزمنة.. واختيار «بشر» محافظاً جاء لتعويض فشل نواب «الحرية والعدالة» فى مجلسى الشعب والشوري، ورفض «المنايفة» لمرسى بعد أن منح الشعب المنوفى مليون صوت لشفيق فى انتخابات الإعادة، لذا فالإخوان يحكمون قبضتهم على المحافظة، رغم الرفض الشعبى الجارف للإخوان. أسيوط: أنور عرابي الصدمة أصابت الأسايطة عقب تعيين د.يحيى كشك محافظاً للإقليم، علامات الاستفهام تتقافز من رءوس الأهالي، يتساءلون: هل عقمت أسيوط عن انجاب سياسى فذ لتولى هذا المنصب الرفيع؟ ولأن الأهالى يرفضون كل ما يمت لحزب «الحرية والعدالة» بصلة، فهم يرفضون «كشك» باعتباره عضواً بالجماعة منذ ثلاثين عاماً، تقلد خلالها العديد من المناصب «الإخوانية»، من نائب مسئول المكتب الإدارى لجماعة الإخوان بمحافظة أسيوط، حتى وصل إلى مسئول قسم التنمية الإدارية لجماعة الإخوان بجنوب الصعيد وهو المنصب الذى استمر فيه لعشر سنوات. مصدر الدهشة أن الدكتور كشك من أساتذة طب القلب والأوعية الدموية المتميزين، لم يقم خلال رحلته العلمية الطويلة بأى نشاط سياسى أو تنفيذي، انحصرت حياته بين الكلية والعيادة والبيت الذى يضم زوجته د.منى محمد سليمان - أستاذة بكلية طب أسيوط - أيضاً، وابنته أية - الطالبة بالسنة الخامسة بكلية الطب- وعبد الرحمن - طبيب أسنان- وهبة -أولى طب أسنان-، إذن هى عائلة طبية فى المقام الأول، وبالطبع يسيرون على نهج «قوافل» المخلوع، ابن الطبيب طبيب، وكأنها مهنة بالوراثة، وبالطبع تتدخل المحسوبيات فى تعيينهم وحصولهم على الدرجات النهائية فى تخصصاتهم، بحكم الزمالة. أحمد جمال - منسق حركة 6 إبريل بأسيوط- يعلن رفضه «كشك» بقوله: كنا نتمنى محافظاً له خبرة ميدانية وفى فن الإدارة، لكن المحافظ الجديد طبيب قلب، لم يختلط بالجماهير ليتعرف عن قرب على مشكلاتهم، ومع هذا نتمنى أن يعمل «كشك» للمواطن الاسيوطى وليس لصالح جماعة الإخوان التى ينتمى إليها... محافظة أسيوط تحتاج لكادر تنفيذى محترف له خبرة سياسية، بهذا يؤكد على سيد - المتحدث باسم حركة 6 إبريل «الجبهة الديمقراطية» - موضحاً: أن محافظة أسيوط من أفقر محافظات مصر، وتحتاج إلى محافظ ينتشلها من الفقر، وليس إلى طبيب قلب، أيضاً هو لا يمتلك خبرة سياسية، فقد شارك فى انتخابات نقابة الأطباء «على قائمة الإخوان» ولم يفز فيها، وهذا يدل على علاقته السيئة بأبناء مهنته الذين رفضوه، فكيف نقبله محافظاً للإقليم؟ الشعب الاسيوطى لن يتهاون فى حقه، بهذا يؤكد محمد فهمى صالح - رئيس المجلس المحلى الشعبى بالمحافظة- ولن يجامل الأهالى أحداً، ونحن قادرون على تمييز الغث من السمين، وسوف تراقب أداؤه، ولنعطه الفرصة لنحكم عليه، ويجب أن يتعاون المواطن والتيارات السياسية والأحزاب ورجال الحكم المحلى من أجل مصلحة أسيوط. المنيا: عمرو الصياد على مدى حكم المخلوع كان يتم تعيين محافظ عسكرى للمنيا، ولأول مرة يتم تعيين محافظ مدني، هو د.مصطفى عيسى - أستاذ النساء والتوليد بطب المنيا - وهو قيادى بارز بحزب «الحرية والعدالة»، ومع أن المحافظة تئن من مشاكل مزمنة، فهل ينجح أستاذ النساء فى «توليد» الإقليم دون جراحة قيصرية؟! السؤال يجيب عنه المستشار مجدى رسلان - رئيس لجنة الحريات بنقابة المحامين - بقوله: لم ير الأهالى د. عيسى بينهم، وكان تعيينه مجاملة للدكتور محمد سعد الكتاتنى - رئيس مجلس الشعب المنحل - باعتبار «عيسي» قياديا بحزب الإخوان وصديقا للكتاتني، وبهذا يتم الاستعانة بأهل الثقة وليس أهل الخبرة، فى ظل وجود كفاءات بالإخوان وبحزبهم أكثر قدرة على إدارة المحافظة، منهم د.ضياء المغازي، د.على عمران - عضو مجلس الشعب السابق - والحائز على أعلى الأصوات فى انتخابات بندر المنيا وسمالوط، وأيضاً عمر على إبراهيم - أمين نقابة المحامين السابق- وكان له نشاط واسع فى المحليات، لذا فالأهالى يتوقعون اخفاق «عيسي» فى حل أى من مشاكل المحافظة المزمنة. رسلان مشيراً إلى كوارث بالمنيا، منها انتشار السرقة بالاكراه والبلطجة والانتشار الرهيب للأسلحة النارية، لدرجة مصرع العشرات يومياً بالرصاص فى الافراح التى يقيمها الأهالي، نتيجة الإطلاق الكثيف للنيران فى مثل هذه المناسبات، أيضاً الوقود أزمة طاحنة، وكذلك الخبز من أردأ ما يمكن، المصنوع من دقيق غير صالح للاستهلاك الآدمي، أيضاً انعدام الأمن وانتشار البلطجية وتشكيلهم عصابات خطف وسرقة سيارات وقطع الطرق ليلاً وفرض الاتاوات نهاراً. لست ضد تعيين محافظ إخواني، لكنى مع اختيار الأكثر كفاءة، سياسياً وتنفيذياً، رسلان مضيفاً، ومؤكداً أن المشكلة الكبرى أن المنيا تمتلك مقومات سياحية هائلة، ومع ذلك لا يتم استغلالها، فانتشرت البطالة، بالإضافة إلى تدنى مستوى التعليم، ووجود قيادات بأيد مرتعشة ترفض اتخاذ إجراءات حاسمة لضمان استمرارهم فى مناصبهم. رسلان مطالباً المحافظ الجديد بوضع نهاية لمأساة الأهالى الخاصة بالزراعة، لحماية الأراضى الزراعية من الزحف العمرانى لوقف اهدار الثروة الزراعية وللحد من زحف العشوائيات. الإسكندرية: عمرو أنور السؤال الذى يطرحه أهالى الثغر: كيف يقضى المستشار محمد عطا عباس - محافظ الإسكندرية الجديد - على المشاكل القانونية الضخمة بعروس البحر المتوسط؟ عضو المجلس المحلى للمحافظة صلاح عيسى مرسى يشرح خطورة الموقف بقوله: قضايا قانونية متشابكة تؤثر بالسلب على الإسكندرية، باعتبارها عاصمة الثقافة العربية والإسلامية، منها البناء المخالف وإزالة مبان أثرية مسجلة، أيضاً العقارات ذات الارتفاعات العالية المخالفة للقانون، صلاح موضحاً: هناك فيللات أثرية مسجلة قام أصحابها بإزالتها، مع أنها مسجلة كآثار تاريخية، بهدف بناء أبراج سكنية، فى فترة الانفلات الأمني، والتى قام أثناءها المخربون بإحراق وتدمير ديوان عام محافظة الإسكندرية، أما المشكلة الثانية فهى التعدى على بحيرة «مريوط» بردم أجزاء منها والبناء عليها، ويجب على المستشار «عباس» إيجاد حلول جذرية لهذه المشاكل بصفته رجل قانون، إذ كان نائباً لرئيس مجلس الدولة قبل تعيينه محافظاً للثغر. عيسى مضيفاً: احذر المحافظ الجديد من «شلة» المنتفعين وأصحاب المصالح الشخصية، الذين يلتفون حول أى محافظ جديد، وألا يعتمد على التقارير الواردة إليه، لأنها قد تحتوى على معلومات زائفة، ويجب عليه ألا يطوف بموكبه ووسط حراسته، بل يترجل وسط الأحياء للوقوف على مشاكل الأهالى على الطبيعة ويشعر بنبض الجماهير، عيسى مستدركاً: لكنى اشفق عليه من عدم وجود مبنى يدير منه شئون المحافظة، بعد أن دمر مخربون مبنى ديوان المحافظة، واطالبه بسرعة إنشاء مبنى ليتواصل معه الأهالى من خلاله ويبحث شكاواهم ومطالبهم. النائب الشعبى المحلى السابق موضحاً: السكندريون يرحبون بالمستشار محمد عطا عباس، بعد أن أشيع أن «البرنس» سوف يكون محافظاً للإقليم، وهو قيادى بالإخوان، ومع أن «عباس» ليس من أبناء الإسكندرية إلا أننا نطالبه بالمزيد من الجهد والعطاء بعيداً عن الحسابات الحزبية، وأن يكون واحداً من أهل الإسكندرية ليتمكن من حل مشاكل المواطنين. شمال سيناء: محمد السيناوي ملفات ساخنة يطالب أهالى شمال سيناء محافظهم الجديد اللواء عبد الفتاح حرحور باقتحامها بجرأة وشجاعة لحلها، بالتعاون مع أجهزة الدولة، هذه الملفات التى تؤرق المواطن السيناوى منذ سنوات طويلة، تعنتت فيها الدولة ضد البدو، مع أن هذه المحافظة تمتلك مقومات تنموية ضخمة للغاية، وموارد وإمكانات هائلة، لكن سوء الإدارة رفع من نسب الفقر والأمية والجريمة إلى معدلات غير مسبوقة. هل ينجح «حرحور» فى حل هذه القضايا الساخنة، بهذا يقول محمد السيد سليمان - رئيس المجلس المحلى السابق لمدينة العريش- موضحاً: هذه القضايا تتطلب حلولاً صارمة، وعلى رأسها قضية الأراضي، فالبدو قد توارثوا الأرض عن أجدادهم ويقومون بزراعتها، إلا أن الدولة ترفض الاعتراف بملكية الأهالى للأراضي، مع أن أى مواطن فى الوجه البحرى والقبلى من حقه تملك الأرض، وفى حال تملك المواطن السيناوى لأرضه سوف يستتب الأمن وتستقر الأوضاع فى هذه المحافظة الحدودية. الملف الثانى هو قضية البطالة المنتشرة فى شمال سيناء، خصوصاً بين الشباب، سليمان موضحاً: من غير المنطقى وجود 052 كيلو متراً على امتداد البحر المتوسط - فى نطاق المحافظة - ولا تقام مشاريع سياحية ولا استزراع سمكى والصناعات المترتبة كالتعليب وتبريد وتجميد الأسماك، ووجود بحيرة «البروديل» التى لم تتطور منذ عشرات السنين، مع أن جودة أسماكها عالمية، ونطالب بتمليكها بنظام الأسهم لأبناء سيناء، وتطويرها من شأنه إيجاد فرص عمل ضخمة للغاية، أيضاً تطوير مطار العريش لاستخدامه فى رحلات العمرة والحج، كمورد إضافى لأهالى شمال سيناء، وهذا من شأنه تنشيط عدد من المشاريع التى تقام لخدمة السياحة الدينية. مسئول المحليات السابق يناشد المحافظ الجديد لاستصلاح المزيد من الأراضى والاستفادة من مياه الآبار ودق آبار جديدة، وتفعيل المشاريع المعطلة التى أهملها النظام السابق.